أهداف "إسرائيل" من استكمال حرب غزة ولبنان ــ د. نسيب حطيط

الخميس 09 أيار , 2024 12:21 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
يمكن القول إن الحرب على غزة شارفت على نهايتها، وهي التي تعيش "ستاتيكو" عسكري وسياسي منذ اكثر من شهر، حيث يتم محاولة صياغة اتفاق يؤمّن "لإسرائيل" تحرير الأسرى، ولغزة المساعدات الغذائية وفك الحصار الجزئي، مع ضبابية والالتباس حول النتائج السياسية بعد انتهاء الحرب، ودون ذكر اي اشارة لكيفية ادارة الحكم في غزة، سواء بحكومة موحدة ما بين الضفة وغزة، او حكم مدني عشائري مع وصاية عسكرية متعددة الجنسيات عمودها الفقري مصر وتركيا.
يعمل الوسطاء لتوقيع اتفاق يخرج فيه الجميع رابحين ومنتصرين ولا يوجد مهزوم بين الاطراف المتقاتلة، حتى يعود كل طرف الى ساحته الشعبية والسياسية للاحتفال بالانتصار، خصوصاً الطرف "الاسرائيلي" الذي يعيش ازمة داخلية وهزيمة معنوية واخفاقا عسكريا، ويعيش الطرف الفلسطيني الخيبة من العرب الاشقاء وتركيا الذين أجهضوا قتاله الاستثنائي وصموده الاسطوري، وضغطوا عليه لتوقيع اتفاق لا يلبي ولا يتناسب مع تضحياته وانتصاراته.
يستفيد الطرف "الاسرائيلي" من السبات العام والاسناد العربي والتركي له والذي ساهم بتقييد ايدي المقاومة والضغط عليها تحت "الإقامة الجبرية السياسية" لتوقيع اتفاق رفضته ابتداء لأنه لا يؤمن وقف إطلاق النار الشامل ،ثم وافقت نتيجة التهديد والوعيد العربي.
سيكمل العدو حربه لتسجيل بعض الانتصارات المعنوية والسياسية (مرحلة النار للربح السياسي) وفرض امر واقع في ذروة التهديد باقتحام رفح وفق التالي:
- احتلال معمر رفح واطباق الحصار على كل المنافذ البرية والبحرية لغزة للتحكم بالمساعدات او بالإعمار او بحركة التنقل وعندما يتم الغاء الوجود الفلسطيني على معبر الرفح سواء بشركة أمريكية او غيرها فستكون الخطوة الاولى لإلغاء حكم "حماس" في غزة، مما يعتبره الاسرائيلي اول مسمار في نعش سلطة حماس وتحقيق اول اهداف الحرب على غزة.
- استعادة "الاسرائيلي" للأسرى "احياء او اموتاً" وعندها يتحرر من العبء الداخلي والمعنوي لهذه الورقة، فسيكون حراً في نقض ما تبقى من اتفاق الهدنة، وهذا جزء من تاريخه الغادر والذي لا يعترف لا بقوانين دولية ولا قيم انسانية ولا اتفاقيات ثنائية.
- سيكمل العدو دمار غزة والاكثار من القتل لتسخيف تأثير جبهات الاسناد لغزة، خصوصاً جبهة لبنان مع إطلاق جوشه الإلكترونية والإعلامية والفتنوية من مشايخ التكفير وجماعاته، للقول إن جبهات الاسناد لم تستطع انقاذ غزة، وإنها كانت عبثية وغير منتجة.
- التركيز على ان من أنقذ غزة هو الحراك المصري القطري والتركي الخادع المتأخر سبعة أشهر للرد (المسلمين السنّة) وليس ايران ومحور المقاومة وبالمعطى المذهبي (المسلمين الشيعة).. مما يعيد ستر عورة الخائنين وتوجيه الشكر لهم لأنهم انقذوا ما تبقى من غزة!
- التركيز على ان الجهد الاميركي استطاع تفكيك وتحييد بعض الساحات ففكّك وحدة الساحات واخرج منها الساحة العراقية ثم الساحة الإيرانية وأنه سيعمل على استمرار تسخين الشمال باتجاه لبنان في معركة أعنف ،لتكون بوابة للمفاوضات السياسية وتنفيذ القرار 1701 معدّلا او اضافة بنود عليه، لإخراج الساحة اللبنانية من وحده الساحات، وهي التي تشكل رائدة جبهات الاسناد، والتي تقوم في بعض الاحيان بالمناوبة عن جبهة غزه كجبهة رئيسة.
سيعمل العدو "الاسرائيلي" مع حلفائه وقدراته الإعلامية لإظهار الخسائر البشرية من الشهداء والجرحى والخسائر المادية من الدمار والجوع والعطش والمرض، لإظهار الهزيمة لقوى المقاومة وخاصة في غزة، بالتلازم مع تقليل او تهميش اي نصر سياسي لإفراغ الانتصار والصمود من محتواه  واظهار عبثيه العمل المقاوم في تحصيل الحقوق وبناء الدولة الفلسطينية، لمحاولة الغاء ما حققه المقاومون في غزة ومحور المقاومة على صعيد القضية الفلسطينية والمنطقة واعاده تدوير الهزائم والاخفاقات الإسرائيلية لربح كسب لسياسي في اتفاقيات الهدنة وما اصطلح على تسميته "باليوم التالي" اي المشهد السياسي والامني في غزه بعد استرجاع الاسرى الإسرائيليين.
لابد لمحور المقاومة وحفظا للإنجازات وعدم اهدارها بالتضليل والتزوير...البدء، ببناء جبهة مقاومة اعلامية وثقافية ،لمقاومة للحرب الإعلامية والثقافية والدينية التي سيشننها العدو.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل