أقلام الثبات
نشرت وسائل الاعلام مسودة اقتراح للهدنة "الإسرائيلية" الفلسطينية (إذا كانت صحيحة) التي لم يتم توقيعها بعد، فاذا ما تم إقرارها نرى انها بالشكل تقايض فك الحصار والمساعدات الغذائية لأهالي غزة المحاصرين منذ سبعة أشهر مقابل الاسرى @الاسرائيليين" جميعا، دون ذكر بنود سياسية حول مستقبل الدولة الفلسطينية، وحتى على مستوى وقف اطلاق النار. وهنا لا يمكن تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية النتائج المجحفة بحق المقاومة والقضية الفلسطينية بعد الصمود الاعجازي، لكن تآمر العرب وقله الناصر الا من دول محور المقاومة جعل المقاومة في غزة بين خيارين:
- خيار القبول المؤقت لإنقاذ اهلها من الجوع والمرض مادام الصمت العربي، والاسلامي خصوصا، سيبقى دون تغيير لصالح المقاومة.
-خيار عدم القبول بالهدنة وتعريض اهلها في غزة للموت جوعا ومرضا وعطشا، بينما هدف المقاومة تامين الحياة الكريمة والحرّة لهم.
ويمكن تسجيل بعض الملاحظات حول اقتراح الهدنة:
- يأخذ العدو كل مطالبه المتمثلة بأطلاق الاسرى والتخلص من هذا العبء داخليا وعسكريا في المرحلة الاولى بما يهدد عدم التزامه ببقية بتنفيذ مضامين بقية المراحل، وهو الذي يتّصف بعدم الالتزام بالعهود والوفاء بالاتفاقيات.
- عدم ذكر اي بند واضح بشأن المستقبل السياسي والامني لغزة، وحصر الاتفاقية بأمور الاسرى والغذاء والعودة المشروطة والمقيّدة للنازحين الى شمال غزة.
- اعطاء مهله خمس سنوات لإعادة اعمار غزة، بما يتطابق مع الاقتراح "الاسرائيلي" للإدارة الأمريكية بتجميد البحث بالمستقبل السياسي لحل الدولتين قبل خمس سنوات من وقف الحرب في غزه، وهذه المدة المطاطة تعطي الفرصة للعدو لإعادة التجهيز للقضاء على المقاومة واحتواء ردأت فعلها.
- تحديد الهدنة بمقارب ال100 يوم، وهذا ما أعلنه سابقا وزير الخارجية الامريكي، والتي يحتاجها بايدن والفريق الامريكي للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، مع عدم وجود اي ضمانة بإنهاء الحرب انما دراسة الهدنة المستدامة؛ بما يشبه نص القرار 1701 بوقف الاعمال العدائية وليس وقفات النار.
- سقوط شعار وشرط تبييض السجون، حيث ان عدد الأسرى التي ستطلقهم إسرائيل سيتراوح بين 20 و40 اسيرا فلسطينيا، مقابل كل اسير "اسرائيلي" اي ما يقارب حوالي ثلاثة الاف سجين او اسير فلسطيني من أصل حوالي 5000 أسير سابق و7000 معتقل من الضفة اثناء حرب غزة مع اشارة خادعة، بعدم اعتقال الأسرى المحررين بالتهم المنسوبة إليهم سابقا ويمكن اتهامهم، بتهم جديدة واعادة اعتقالهم، بمعنى ان إطلاق الاسرى والذين في اغلبهم من الضفة والقدس يمكن اعتباره اطلاقا مؤقتاً، بينما إطلاق "الأسرى الاسرائيليين" تحرير دائم.
المقاومة وأهالي غزه قاوموا بأكثر ما يستطيعون، وصمدوا بشكل اعجازي، وساندهم بعض العرب والمسلمين من محور المقاومة وبعض احرار العالم من الطلاب والدول، لكن قسم كبير من العرب والمسلمين خذلوهم وتامروا وضغطوا عليهم وحاصروهم، مما ألزمهم ان يوقعوا لحفظ ما تبقى او يستمر في المقاومة ويتعرض للإبادة.
وبين التهديد باقتحام رفح او التوقيع وفق الشروط "الإسرائيلية" يبقى الدعاء ان يحفظ الله المقاومين وييسر لهم سبل النصر.