هل استطاعت جبهة لبنان تخفيف الصراع المذهبي؟ ــ د. نسيب حطيط

السبت 27 نيسان , 2024 04:36 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تُمثل جبهة لبنان بمواجهة العدو "الاسرائيلي" احدى الجبهات الرائدة على مستوى الصراع مع "اسرائيل" وعلى مستوى الوحدة الإسلامية والصراع بين الاسلام الاميركي المهجّن والمدجّن والاسلام القرآني الاصيل، حيث انها تلعب دورا المستوى العقائدي والوحدوي بالتلازم مع دورها ومساهمتها في نصرة القضية الفلسطينية واسناد المقاومين في غزة، وكسر الحصار المطبق على غزة عربيا واسلاميا ودولياً.
لكل حرب او عمل سياسي هدف مادي يعالج قضايا الامة المعاصرة، وهدف عقائدي وايديولوجي، سواء كانت العقيدة دينية ام مادية، ومن هنا يمكن قراءه الاهداف الشاملة للمقاومة على جبهة لبنان على مستويين:
- - المستوى المادي السياسي الحاضر ومساهمتها في معركة رفع الظلم عن الفلسطينيين بمواجهه الاحتلال "الاسرائيلي" ومساعدتهم على الصمود والمقاومة، انطلاقا من مبادئ دينية ووطنية وقومية وإنسانية وأخلاقية، مع استثناء لهذه القضية، لما تمثله القدس من حيّز مقدس على مستوى العقيدة والجغرافيا عند المسلمين والمسيحيين، حيث انه اذا كان من حق الفلسطينيين توقيع الاتفاقيات مع الاحتلال، سواء بالتنازل عن الجغرافيا والحقوق في كل فلسطين فانه وفق العقيدة الإسلامية التي يعتقد فيها المقاومون في لبنان، خصوصاً المسلمون الشيعة، فالقدس ليست ملكية فلسطينية يمكنهم التنازل عنها او التصرف مع الاحتلال بالشراكة لأنها قضية تهم المسلمين والمسيحيين بشكل عام، ولذا كان الخطاب الاسلامي الشيعي تاريخيا يتوجه نحو القدس، فالإمام الصدر اعلن "ان شرف القدس يأبى ان يتحرر الا على ايدي المؤمن الشرفاء"، والامام الخميني اعلن تأسيس جيش العشرين مليون لتحرير القدس، واسّست الجمهورية الإسلامية "فيلق القدس"، وتخوض المقاومة الان الحرب بشعار "على طريق القدس".
- المستوى العقائدي والوحدة الإسلامية خصوصا، فبعدما استطاع المشروع الاميركي اشعال الربيع العربي وتقسيم الامة ونسيجها الاجتماعي الى طوائف ومذاهب ومناطق وقوميات واستطاع صناعة اسلام اميركي مهجّن ومدجّن حشد كل قواه وشبابه وفتاويه وثقافته بمواجهه تكفير الاخر، خصوصاً تكفير الجناح الثاني للمسلمين "المسلمين الشيعة"، والمسيحيين، وحتى السنّة الذين لم يؤيدوه وارتكب المجازر في سوريا والعراق وإيران وافغانستان ولبنان، بحجه تنقية الامة من "كفّارها"، وخصوصاً "الروافض".
ان التضحيات التي قدمها "المقاومون الشيعة" في لبنان منذ اليوم الثاني لطوفان الاقصى، والتي يمكن القول انها في الاسابيع الأخيرة كانت أكثر سخونة بالمعطى العسكري من جبهة غزة والضفة، استطاعت ان تساهم في عملية تنظيف بعض العقول من تلوّثها الفكري الطائفي، وان الشيعة هم الذين وقفوا وحيدين في العالم الاسلامي مع "غزة السنّية" المرتبطة بالإخوان المسلمين، فكانت المقاومة في لبنان والعراق واليمن وإيران.
ان الدم الشيعي المقاوم والمسفوك في لبنان، والذي لا يزال ينزف حتى اللحظة، يحاول ان يعيد الخطاب الاسلامي الوحدوي، وان يحيي خطاب مقاومة التكفير ويعلن انه يقاوم ويقاتل ليس من منطلق مذهبي سواء في الربيع العربي او في مقاومة الاحتلال، انما يقوم بتكليفه الاسلامي في مقاومه الظالمين، سواء كانوا محتلين او غزاة او تكفيريين، لحماية الاسلام الاصيل من التدجين والتحريف او تسخيره لخدمه السلام الاستسلامي وتبرير التنازل عن الحقوق.
ان وحدة الدم الفلسطيني السنّي والدم اللبناني السنّي والدم اللبناني والعراقي واليمني والايراني الشيعي يمثل حبره خطاب الوحدة، ولابد للعلماء والمثقفين ابراز هذا الدور الريادي على مستوى الوحدة الإسلامية من خنادق الميدان ولإسكات بعض الحاقدين او المرجفين او المتآمرين الذين يسّخفون بما تقدمه المقاومة او يبخسون المقاومين تضحياتهم.
معاً لحماية الدم المقاوم المسفوك من اجل وحدة الامة، ولإسكات المتآمرين والمقصرين او المطبعين مع العدو .
معا لاحتضان ودعم اي صوت مقاوم مسيحي او يساري او مستقل في معركة تحرير الإنسانية من جرثومة الصهيونية.
الرحمة للشهداء.. والتحية للمقاومين المجاهدين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل