الحل التركي: دولة على أراضي 67.. وحماس حزب سياسي! _ د. نسيب حطيط

الأحد 21 نيسان , 2024 11:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 
شكّلت زيارة وفد حركة حماس في الخارج للرئيس التركي أروغان منعطفا استثنائيا على طريق اقتراح الحلول لإنهاء الحرب على غزة، حيث بدت انها تكليف رسمي من حماس لتركيا، للتفاوض الذي يرتكز على ثلاث نقاط أعلنها وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بعد اجتماعه بقادة حماس في الدوحة، وأعلن ان ممثلي حماس كرروا انهم يقبلون:
- انشاء دوله فلسطينية ضمن حدود 1967، وبالتالي ضمنيا وجود "دولة اسرائيل"؛ اي الاعتراف بها.
- التخلي عن الكفاح المسلح بعد انشاء الدولة الفلسطينية.
- حماس لن تحتاج بعد ذلك الى وجود جناح مسلح وستستمر في الوجود كحزب سياسي. 
معرباً عن سعادته بتلقي هذه الرسالة (ولم يصدر اي نفي رسمي من حماس حول تصريح الوزير التركي)!
زيارة حماس لتركيا واعلان تركيا تنظيم "اسطول الحرية" لفك الحصار حول غزة؛ في تكرار لمشهد سفينة "مرمرة" تؤشران الى قبول "اسرائيل" وحماس بإنهاء الحرب على غزة بالتفاوض السياسي ويكون عرّاب الاتفاق تركيا وليس العرب (مصر وقطر..) لكنه في الفلك الأميركي، سواء في مصر او تركيا او قطر..
صمت اردوغان سبعة أشهر ولم يحرك ساكنا نحو غزة، بل بالعكس فان بعض المعلومات تقول ان تركيا عوّضت "لإسرائيل" حاجاتها الزراعية واللوجستية ولم تقطع علاقاتها مع العدو، وبقيت الحليف الاستراتيجي وتأتي في نهاية الحرب فتكسر الحصار بأسطولها البحري المتواضع، وتحمل التنازلات من حماس بحجة ألا يشكّل الصراع الإيراني - "الاسرائيلي" مكسباً "لإسرائيل" كما صرح أردوغان.
إذا كانت تصريحات الوزير التركي صحيحة فهذا يعني - مع الأسف - ان "اسرائيل" استطاعت - تحت النار - تحقيق اهدافها، وبشكل اساس انهاء حركة حماس كقوة مقاومة وتفكيكها وتحويلها الى حزب سياسي، وهذا ما تقبضه "اسرائيل" سلفاً، مع الاعتراف بوجودها، ويبقى اقامة الدولة الفلسطينية المزعومة خارج اليد الفلسطينية، وتحت وطأة المفاوضات الطويلة، وإذا كانت الدولة الفلسطينية لم تُولد منذ اتفاقيات "أوسلو" عام 93 فيمكن ان تبقى ايضا 30 عاماً، ولن تولد.
هذا الموقف والتنازل بالتلازم مع ذروة الحصار والحرب على غزة، سيؤثران على الموقع الميداني للمقاومين في غزة، ويجعلهم في موقع الضعيف او موقف الرفض لهذا التنازل، مما سيشتت وحدة الموقف الفلسطيني المقاوم، ويجعله عرضه للانقسام ويدفعه للتنازلات.
صحيح ان الموقف الفلسطيني موقف حرج وحساس في ظل الحصار والضغط العربي على المفاوضين وعدم وجود المناصرين والمساندين ماعدا أطراف محور المقاومة، لكن المشكلة ان يضطر المفاوض الفلسطيني ان يضحي بكل انجازاته وتضحياته في لحظه مغادرة الصبر (وما النصر الا صبر ساعة).
من يوكل التفاوض الى تركيا فانه يسلم غنمه للذئب؛ تركيا التي صمتت سبعة أشهر وبقيت حليفه "لإسرائيل" لا يمكن ان تكون وكيلة عن المقاومين في غزة.
كل الخشية من تكرار الخطأ الذي ارتكبه "الإخوان المسلمون" في مصر بتحالفهم مع أردوغان، فأخرجهم من الحكم، وكذلك في سوريا اخرجهم من امكانية التفاوض والشراكة مع النظام، وسيخرجهم ايضا من دائرة الانتصارات وُيدخلهم في نفق خسارة كل الإنجازات في فلسطين المحتلة.
مشكلة حماس انها تفتقر للتأييد والدعم العربي، مما يضطرها للتعاون مع ايران او تركيا (غير العرب) ..فيحاصرها العرب، ولا يقاتل معها الا الشيعة، فيكفر بها او يلومها اهل السنة.
والسؤال: اذا كان ما يقوله الاتراك صحيحاً (ونتمنى ان لا يكون صحيحاً)، فهل تم التنسيق بين حماس ومحور المقاومة أم انه موقف منفرد؟ وهل وافق محور المقاومة؟
هل يتم تكرار مشهد نفي المقاومة الفلسطينية من بيروت بعد اجتياح 1982 الى الدول العربية ويتم نفي المقاومين الفلسطينيين في غزة الرافضين للحل، الى لبنان واليمن؟
الاسابيع القادمة تُنذر بأحداث سيئة وخطيرة؛ اما اقتحام رفح أو التوقيع على اعدام المقاومة بغزة.
إذا نجح المخطط الأميركي في غزة، فسيكمل طريقه الى لبنان.
ندعو الله ان ينقذ المقاومين في غزة من تآمر الأقربين، ووحشية المحتلين.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل