الحرب من غزة.. إلى لبنان وإيران ــ د. نسيب حطيط

الأربعاء 17 نيسان , 2024 12:51 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بعد الرد الايراني، صرح نتنياهو قائلاً إن "القتال في غزة جزء من مواجهة تهديد أكبر تمثله إيران، وان اسرائيل مستعدة للقتال في كل الساحات"، معلناً خطته واستراتيجيته لمرحلة ما بعد الرد الايراني.
بناء على نصائح أميركية لاعتماد الاسلوب الاميركي، بالحصار والقصف الانتقائي الموضعي، وبناء لطلب عربي بالقتل الناعم للفلسطينيين، منعاً للأحراج بعد سبعه أشهر من الصمت العربي على التوحش "الإسرائيلي"، بالإضافة الى مشاورات الساسة والقيادة العسكرية "الإسرائيلية"، لنقل المعركة من دائرة المواجهة مع حركات التحرر الى مستوى المواجهة مع إيران، سيكون الخيار الافضل ويحقق الاهداف التالية:
- استدراج إيران للميدان والمواجهة مع قيادة محور المقاومة بدل المشاغلة مع حركات المقاومة في ساحات متعددة تُنهك اسرائيل بحرب الاستنزاف مع استحالة القضاء عليها.
- تلبيه رغبات عربية بالمواجهة مع إيران واقامة حرب بالإنابة والأصالة عن "اسرائيل" واميركا، والانتقال من مرحلة الحصار الاقتصادي والعمل الامني والفوضى الداخلية بإيران الى مستوى المواجهة العسكرية بعد 30 عاما من انتهاء الحرب العراقية والإيرانية ميدانياً، مع بقاء اثارها وتداعياتها في إيران، وبين البلدين.
- اعادة حشد الراي العام الاوروبي بمواجهة إيران ونبش الصورة الشريرة التي تم ترسيخها في الغرب، مما ينقذ "اسرائيل" من تداعيات التوحش والإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي مارستها في غزة.
- اعاده لم الشمل والوحدة في المجتمع "الاسرائيلي" او على الاقل تأجيل الخلافات لمواجهة عدو خارجي يمثل العقبة الأساسية مع حلفائه في اقامة دولة "اسرائيل الكبرى" بالحرب الناعمة عبر التطبيع والاقتصاد والديانة الإبراهيمية".
- تركيز القتال على جبهة لبنان وهي الهدف الرئيس للكيان الصهيوني، لما تمثله من محرّك اساسي للداخل الفلسطيني ورائد لحركات المقاومة واقلاق وجودي لإسرائيل والاخذ بالثار من هزيمة عام 2000 وهزيمة عام 2006 ومحاسبتها على اسناد غزة منذ اليوم الثاني لطوفان الاقصى حتى اليوم وهذا ما بدأته "اسرائيل" في الايام الأخيرة والذي يمكن ان يتوسّع ويتصاعد أكثر للاقتصاص من المقاومة في لبنان ومن إيران على الساحة اللبنانية بانتظار الرد في الداخل الإيراني.
- تشكيل تحالف دولي عربي "الناتو الابراهيمي" بمواجهات إيران في تكرار لما حصل في حرب الخليج الاولى وحرب الخليج الثانية وفي الحرب على اليمن والحرب على سوريا .
-البدء بإشعال "الربيع الإيراني" على ثلاثة محاور: المحور العسكري الجديد مع "اسرائيل" والاعمال الإرهابية التي تقوم بها جماعات التكفيرية في إيران، والاحتجاجات الداخلية المتنوعة للمطالبة بتحسين اوضاع الاقتصاد او موضوع الحجاب او موضوع حريه الرأي والمشاركة في النظام.
يبدو ان الاسابيع القادمة ستكون فيها جبهة لبنان الاكثر سخونة، ولها الأولوية في المشهد العسكري والإعلامي، بالتلازم مع خفض العمليات العسكرية في غزة، والإبقاء على الحصار والعمليات الأمنية؛ بالاغتيال او القصف وزيادة الفتنة الداخلية الفلسطينية بين السلطة والعشائر من جهة، وحماس من جهة اخرى، لتفتيت الساحة الداخلية من الان وحتى نهاية العام.
- تخفيف الاثقال عن "بايدن" وفريقه الانتخابي نتيجة احداث غزة، واعطاؤهم نقاط قوة بمواجهة إيران والمقاومة في لبنان خصوصاً، وتوجيه الناخب الامريكي من الانقسام حول احداث غزة الى توحيده لمواجهة عدو امريكا الاول المتمثل بإيران وحركات المقاومة لاسيما في لبنان.
لقد انتقلت الحرب في مرحلتها الجديدة الى مرحله الحرب الإيرانية - "الإسرائيلية" بدلا ان تكون حرب بعض الفلسطينيين مع العدو "الإسرائيلي".
الحرب الإيرانية - "الإسرائيلية" وحركات المقاومة يمكن ان لا تكون شاملة او ساخنة بمستواها العالي جغرافياً او زمنياً لكنها ستكون بالمفرق والتجزئة حتى يحقق العدو "الاسرائيلي" نصرا واضحا في غزة واستعادة امنه وهيبته العسكرية ومشاريعه الاقتصادية مع اميركا في النفط والغاز.. وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة .
هل سينجح نتنياهو في استراتيجيته الجديدة بالحرب على ايران، ام تكون باباً لإنهاء الحرب على غزة.. بانتظار جولة جديدة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل