أقلام الثبات
تتزايد المؤشرات الميدانية والداخلية لنية العدو "الاسرائيلي" توسعة الحرب على لبنان، لناحية الجغرافيا او القوة النارية، بالتلازم مع صدور قرار وقف النار الدولي غير الملزم والتحضيرات لاقتحام رفح، ويمكن اعتبار مجزرة الهبارية نقطة تحوّل في حرب الاستنزاف على الجبهة اللبنانية وبدء المرحلة الثالثة الاكثر سخونة في الحرب.
يستغل العدو "الاسرائيلي" حرص المقاومة ومحاولتها اجهاض الخطة "الإسرائيلية" باستدراجها الى الحرب الواسعة، ويمكن ذكر بعض المؤشرات الميدانية والسياسية الداخلي، حيث يعمد العدو لاستنساخ استراتيجيته التدميرية والمتوحشة في غزة، ولكن على مستوى اقل حتى اللحظة، وبتكرار ذات الخطط والأهداف:
- تهجير سكان الشريط الحدودي الملاصق للحدود والمواجه للمستوطنات "الإسرائيلية".
- تجفيف الحياة المدنية من القرى لكشف تحركات المقاومين واعتبار كل انسان متحرك مقاتلا وكل سيارة اسعاف وكل سيارة مركبة عسكرية وكل بيت مركزا عسكريا كما يدّعي الاسرائيليون في بياناتهم العسكرية بأنهم دمروا حوالي 4000 هدف عسكري (اي 4000 منزل ومنشأة مدنية.
- التدمير المنهج للبيوت في القرى المقابلة لمنع استخدامها في إطلاق الصواريخ او القنص وفق الادعاءات "الإسرائيلية"، بالإضافة إلى ترهيب للمدنيين والعقاب الجماعي بتدمير الممتلكات.
- قصف سيارات الاسعاف وتهديدها مباشره والأخطر في الاسبوع الاخير قصف مراكز الاسعاف والدفاع المدني لكشافه الرسالة الإسلامية والهيئة الصحية واخرها المجزرة في هيئة الاسعاف والإغاثة في "الهبارية"، وذلك لإخلاء المنطقة جنوبي الليطاني من اي مركز اسعاف، ليصبح كل جريح مشروع شهيد، كما فعلت في غزه بم عرف "بحرب المستشفيات".
- توسعة جغرافيا القصف بالطيران من جنوب لبنان حتى الهرمل مع استثناء للضاحية حتى الان وبالتالي جعل كل الجغرافيا التي يعيش فيها المقاومة واهلها مناطق غير أمنة بالتلازم مع امتناع بقية المناطق من استقبال او ايجار اهل الجنوب بما يشبه حصار مصر لأهل غزة!
بالتلازم مع القصف الاسرائيلي هناك ما يثير القلق والحذر من تحركات على مستوى الساحة اللبنانية من القوى الحليفة او ادوات امريكا ودول التطبيع العربي ومنها :
- مبادرة بعض الناشطين والسياسيين في لبنان الذين ينعمون بغطاء امريكي بمناشدة العدو "الاسرائيلي" لتطهير الجنوب حتى الليطاني، وإيجاد حالة راي عام مؤيد "لإسرائيل" ضد المقاومة.
- مبادرة شخصيات روحية وسياسية، والتأكيد على اظهارها انها قوة مسيحية حصرا؛ بالوقوف ضد المقاومة ورفضها للحرب على الجبهة في لبنان، وتتعرض بعض هذه القوى للابتزاز والتهديد من العدو من خلال نشر تاريخ عمالتها وتعاونها مع العدو "الاسرائيلي" سابقا بصور او تسريبات في حال لم تبادر للتصدي للمقاومة وفي مرحلة لاحقة، ربما قيادة الفوضى الأمنية ضدها مع تعهد امريكا وحلفائها بتامين العديد البشري لهذه الفوضى من النازحين والجماعات التكفيرية.
- تكرار مسرحيه صواريخ رميش السخيفة والبسيطة، لكنها تؤسس لعمل مشبوه وتضخيمه في المستقبل .
-الوثيقة المسيحية من "بكركي" والتي ان حملت صريحا لمواجهة المقاومة والاستغاثة دولياً، ستكون بداية مشروع الفتنة والفوضى الأمنية في لبنان ونتمنى على العقلاء من اخوة المسيحيين التصدي لذلك ومن المفيد عدم غياب الوزير سليمان فرنجية.
- شبكه العملاء التي تتكاثر في لبنان والتي يبدو ان لها الدور الكبير في اغتيالات ومما سيجري من احداث امنية.
تحاول الإدارة الأمريكية تشتيت الاعلام والراي العام العالمي عما سيجري من مجازر في رفح ولذا فأنها ستعمل على أربعة محاور :
- العمليات الإرهابية في الداخل الروسي والذي سيتلازم مع تصعيد روسيا وجذب الراي العام الاوروبي باتجاهها.
- بدء تركيا بعملياتها العسكرية لإقامة المنطقة العازلة في العراق ضد حزب العمال الكردستاني مما سيؤدي لانشغال ( تركيا وإيران والعراق وسوريا) بهذه الجبهة .
- تصعيد الحرب ضد لبنان مما سيجذب الانتباه العربي والعالمي لهذه الجبهة .
- اعادة اشعال الحرب داخل اليمن لتقييد التدخل اليمني اسنادا لغزة.
ويبدو ان هذه المحاور ستشتعل مع بعضها البعض وفي دخانها ونارها الكثيفة سيتم
"اغتيال رفح" وتنفيذ المشروع الاسرائيلي !
هذه هي الخطة الأمريكية - "الإسرائيلية"، ويبقى الامل بالله سبحانه وصمود محور المقاومة والجهاد وغزة لمواجهة هذا المشروع واسقاطه، كما سقط مشروع "الربيع العربي" وصفقة القرن.. لكن الحرب ستطول ،لأنها خرجت من دائرة غزة الى دائرة الصراع الاستراتيجي حول الشرق الاوسط ومناطق واقتسام مناطق السيطرة على الجغرافيا والثروات من القوى الإقليمية والدولية.
التصعيد "الإسرائيلي" في لبنان لتغطية اقتحام رفح ــ د. نسيب حطيط
الأربعاء 27 آذار , 2024 09:41 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة