الرئاسيات الروسية.. بوتين بَعدها أشد وأقسى مع الغرب ــ يونس عودة

الخميس 21 آذار , 2024 09:35 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
بلا شك ان الغرب تلقى مفاجأة اشبه بالصفعة ليس فقط جراء نسبة المشاركة غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية الروسية، وتحقيق  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية، بحيث حصل على نسبة 87 بالمئة من الاصوات ويزيد, وبلغت نسبة التصويت 77.44% حيث صوت أكثر من 87.1 مليون مواطن، وهو ما قرأه الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا ان الروس يؤيدون الكفاح  في وجه الغرب, وبالتالي فإن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا مستمرة بمواجهة حلف الناتو، الذي يسعى الى تطويق روسيا من كل الجهات؛ بضم اعضاء جدد اليه بمن فيهم السويد التي كانت حتى الامس تضرب مثالا في الحيادية.
بالطبع، نتائج الانتخابات الروسية لم ترق للغرب منذ دخول الحملات الانتخابية, بحيث ان المرشحين الاربعة بمن فيهم بوتين، لم يتلفظوا بكلمات نابية, او اتهامات ساخرة اتجاه بعضهم البعض مثلما يحصل في الصراع الاميركي على السلطة عبر الحصول على كرسي الرئاسة بين المرشحين، الرئيس الحالي جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، وكلاهما يستخدم أقذر الاساليب في جملته, والتعرض بالإهانة الشخصية لبعضهما البعض.
في اخر تقليعات بايدن "الديمقراطية والحرة والنزيهة" التخوينية بان منافسه ترامب "ينحني" لبوتين, بالطبع لان الاخير يعارض اسلوب الحرب الاميركية على روسيا من خلال افراغ الخزينة الاميركية في دعم اوكرانيا, حتى ان بايدن اعتبر ان "الولايات المتحدة تعيش لحظة غير مسبوقة بالنسبة للديمقراطية,, لحظة غير مسبوقة في التاريخ.. الديمقراطية والحرية تتعرضان للهجوم فعلا".
طبعا، فالحرية والديمقراطية على الطريقة الاميركية ,بتصرف الادارة الحاكمة, حكرا, بحيث ان عمداء جامعات يطردون من وظائفهم, ويلقى بهم في الشارع بسبب توصيفهم القانوني, وليس العاطفي ,لحرب الابادة "الاسرائيلية" ضد الشعب الفلسطيني ,مع إطلاق حملات لتشويه سمعتهم, وحتى الشيطنة رغم ان القوانين النافذة والاكاديمية العاملة تلزم بالمصداقية المهنية, وهذا غير الذين يحاصرون بتهم امنية لمنعهم من التعبير الحر.
هذا ليس الا اشارة من فيض القمع لأصحاب الرأي الجريء, ولذلك عندما ترى الادارة الاميركية ان الانتخابات الروسية غير   حرة وغير نزيهة , يكون الامر طبيعيا, سيما ان الولايات المتحدة تقود حربا , هدفه تدمير روسيا , وليس منع قيامها ومن الطبيعي ايضا ان تتحرك الدمى الاميركية خصوصا والغربية عموما في سياق عملية التشويه بموازاة تكثيف أكبر للأنشطة المعادية لروسيا ليس فقط داخل روسيا والمحيط , وانما على المستوى العالمي .
ومن الملاحظ ,وايضا في إطار "الديمقراطية" الاميركية السفيهة، ان بايدن نفسه الذي خضع لفحوص طبية تتعلق بالخرف, وإذا كان عمره يسمح بالادارة الرئاسية, سخر من عمر منافسه ترامب الذي يصغره باربع سنوات ومن حالته العقلية قائلا: ان أحد مرشحي الرئاسة مريض عقليا وكبير جدا, بحيث لا يمكنه ان يكون رئيسا ,, والمرشح الثاني هو انا".
ان عملية اقتحام الكابيتول بعد انتخابات الرئاسة الاميركية نهاية العام 2020 بسبب الشكوك مع دلائل على عدم نزاهة الانتخابات لا تزال ماثلة امام المحاكم سيما ان هناك ضحايا سقطت "ديقراطيا" وبحرية اميركية , ويبدو ان المشهد المقبل للانتخابات القادمة في تشرين الثاني المقبل ستكون اكثر "نزاهة وحرية " اذ ان المرشح ترامب قال بلا اي توجس , انه "اذا خسر الانتخابات فان البلاد ستواجه حمام دم , وسيكون هذا اقل ما سيحدث , سيكون حمام دم للبلاد , وسنقول لبايدن ,,جو انك مطرود, اخرج من هنا ,,لقد قمت بعمل فظيع .
ان المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية, متهمان في قضايا فساد وصرف نفوذ, ولا تزال المحاكم الاميركية تنظر في الاتهامات, بينما في اي بلد من بلدان العالم فان اي متهم بقضايا اقل بكثير مثل "كشاش حمام ", لا يحق له الترشح الى اي منصب في الدولة, حتى على مستوى وظيفة صغيرة.
اقل ما يمكن ان تقول الولايات المتحدة عن الانتخابات الروسية بانها "غير حرة وغير نزيهة ", خصوصا ان الغريم هو فلاديمير بوتين الذي يتناقض جوهريا مع الثقافة الغربية من المرامي الاستعمارية, الى العلاقات الانسانية وتدمير القيم الاخلاقية, وليس اخر بدعها نشر المثلية وشيطنة رافضيها .
ان الروايات الغربية الوحشية تعتبر بحكم الساقطة, جراء الانتفاضات في العالم على محاولات التدجين بعدما اعتبر الغرب انها اصبحت واقعا لا مناص منه, وقد فقدت الدعاية الغربية صلاحيتها التي بدأت بكم الافواه الى الاغتيالات, ونشر الارهاب تحت عناوين الثورات الملونة الى الترهيب الاقتصادي والثقافي على مستوى العالم. وقد بات على الغرب وخصوصا الولايات المتحدة ودماها, ان بوتين الحائز على ثقة شعبية واسعة في بلاده, سيكون اكثر صرامة في المواجهة, سواء في الحرب, او معطيات السلام في السنوات الست المقبلة.
وفي السياق توقع العديد من الخبراء العسكريين أن يبدأ الجيش الروسي، بعد انتهاء الحملة الرئاسية، عمليات واسعة النطاق على الجبهة، و"ستحدد مستقبل روسيا لعقود قادمة". وكتب طيار مقاتل، الذي لم يذكر المقال اسمه: "المعارك تنتظرنا.. معارك على كل الجبهات. وبطبيعة الحال، ما لم يكن من الممكن القيام به قبل الانتخابات، سيتم القيام به في المستقبل القريب. بالطبع ستكون هذه قرارات معقدة وصعبة في بعض الأحيان، لكنها اليوم لا غنى عنها".
من الملفت ما قالته رئيسة لجنة الانتخابات المركزية في روسيا إيلا بامفيلوفا ردا على سؤال حول سبب ارتفاع نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات الرئاسية: "أولا، أود أن أشكر الغرب على توحيدنا. لقد فهمنا إلى حد كبير مدى أهمية أن نكون معا الآن. كلما زاد الضغط علينا، قاومنا أكثر".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل