الثبات ـ أقلام الثبات
عاد إلى الواجهة الإعلامية مجددًا، ملف إعادة تفعيل ملف العلاقات السورية- التركية، وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن "إمكان عقد لقاء بين الرئيسين السوري والتركي بشار الأسد ورجب الطيب أردوغان"، ولكن حتى الساعة، لم تقدم أنقرة على أي تغييرٍ يذكر في سلوكها العدواني إزاء دمشق، إن لجهة إحتلال أراضٍ سوريةٍ، وإن لجهة دعم المجموعات الإرهابية الإنفصالية في شمال البلاد السورية وسواه.
لذا لم تنتف الأسباب التي تدفع القيادة السورية المتمسكة بمبادئ الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها وإستقرارها، إلى إتخاذ أي خطوةٍ في إتجاه إعادة تفعيل العلاقات الثنائية السورية- التركية، قبل أن تغيّر أنقرة في سلوكها العدواني، وتبادر إلى إنهاء إحتلالها للأراضي السورية، والكف عن دعم المجموعات الإرهابية المسلحة. إذًا لا مؤشرات تدل على إمكان حدوث أي تغييرٍ في العلاقات الثنائية المذكورة راهنًا.
وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، يؤكد مرجع قيادي في دمشق أن " لا يوجد تطور حقيقي في مجال العلاقات الثنائية بين دمشق وأنقرة، فالموقف السوري الحاسم من ضرورة إنهاء الإحتلال التركي للأراضي السورية، يتوافق تمامًا مع القانون الدولي، ومبدأ السيادة". ويعرب عن أمله في أن "تتخذ الحكومة التركية خطواتٍ عملانيةٍ، لإنهاء الوضع الشاذ في الشمال"، على حد تعبيره. ويلفت المرجع إلى أن "المشكلة الأساسية هناك، هي مع الإرهاب". في الوقت عينه، يشير إلى أن "ثمة تغييرٍ في السياسة الخارجية التركية في المنطقة، بدأته الحكومة الجديدة في أنقرة التي تألفت في الصيف الفائت، إثر الوضع الإقتصادي الرديء الذي يعانيه الشعب التركي، جراء سياسات الحكومات السابقة، التي أقحمت تركيا في أزماتٍ مع جيرانها، نتيجة تعديات الأخيرة على سيادة الدول المجاورة "للأنضاول"، والتدخل في شؤونها الداخلية".
ويلفت المرجع أن "التغيير في السياسة التركية، بدأ يتظهّر بعد إنعقاد القمة المصرية- التركية، في شباط الفائت، التي أدت الى الضغط على بعض قادة "الإخوان المسلمين" في تركية".
ويقول: " ننتظر، لعلنا نلتمس "خيرًا" من بداية هذا "التغيير التركي"، فسورية وتركيا، في حاجةٍ إلى السلام، وإلى أن يكون الشمال السوري آمن، ومطهّر من رجس الإرهاب، لما في ذلك من مصلحة مشتركة للبلدين". ولكن حتى الساعة، لم يتم التوصل إلى تفاهمٍ على أي نقطة خلاف بينهما.
وفي سياقٍ متصلٍ، يكشف المرجع السوري أن " الأشهر المقبلة ستشهد تحركات عربية مهمةٍ جدًا في إتجاه سورية".
ويقول: "نحن في دمشق نأمل في أن يكون هناك "تحرك ثنائي عربي" نحو سورية، (أي تطوير العلاقات الثنائية بين الدول العربية ودمشق" في أسرع وقت"، في ضوء الضغوط الأميركية- الغربية، الرامية إلى عرقلة العلاقات العربية وسواها مع سورية"، يختم المرجع.