أميركا.. معضلة داعمي فلسطين في الحزب الديمقراطي ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 04 آذار , 2024 12:04 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
تتجه الانتخابات الرئاسية الأميركية – لغاية الآن - لإعادة سيناريو المعركة الانتخابية التي حصلت عام 2020م، والتي خاض فيها دونالد ترامب وجو بايدن الانتخابات وجهاً لوجه وأدّت الى فوز بايدن، واقتحام الكونغرس الاميركي من قبل أنصار ترامب، الذين ما زالوا يصرّون على أن الانتخابات تمّ تزويرها.
ويُتوقع أن يحسم ترامب السباق الانتخابي لصالحه داخل الحزب الجمهوري ضد غريمته نيكي هايلي، بينما يشهد بايدن تراجعاً داخل حزبه، وذلك بتأثير القلق من قدراته الذهنية وسياسته الشرق أوسطية الداعمة "لإسرائيل" بدون قيد أو شرط، حيث تراجع تأييد بايدن لدى فئات الشباب والناخبين غير البيض، والعرب والمسلمين.
وتظهر استطلاعات الرأي المختلفة، ومنها استطلاع أجرته مؤخراً نيويورك تايمز، أن 48% من الناخبين قالوا إنهم سينتخبون ترامب، مقابل 43% فقط لبايدن، في حال أجريت الانتخابات اليوم. وكان العديد من المحللين الأميركيين قد أشاروا الى أن بايدن يتحدى رأي الغالبية العظمى من الأميركيين، وذلك لأنه "وخلافاً للاعتقاد السائد، ما يقارب من 80% من الديمقراطيين ونصف الجمهوريين يطالبون بوقف النار في غزة".
وبسبب تزايد الاحتجاجات والاعتراض الذي يواجهه بايدن في اللقاءات الانتخابية التي يعقدها، فإن إدارة حملته ألغت كلياً برامج اللقاءات في الجامعات، واعتمدت على عقد لقاءات مصغّرة فقط وحجب المعلومات المسبقة عن لقاءاته عن الاعلام، كما تمّ توكيل شركة خاصة لفحص ومراجعة تاريخ ومواقف الأشخاص الذي يسمح لهم بحضور اللقاءات مع الرئيس وذلك لمنع الاعتراضات التي يتعرض لها بايدن من داعمي فلسطين كما أشارت قناة أن بي سي الاميركية.
ويقلق العديد في داخل الولايات المتحدة وحلفائها في العالم من أن سن بايدن يجعله غير مؤهل لحكم الدولة العظمى في العالم، فهو أكبر رئيس عرفته الولايات المتحدة على الإطلاق، وسيبلغ 81 عاما في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ومن غير الواضح كيف سيحكم الولايات المتحدة لغاية عام 2029 بعدما أظهر علامات واضحة تظهر تراجع قدراته العقلية والذهنية.
من جهة أخرى، هناك قلق لدى كثيرين في الداخل وفي أوروبا من شعبوية ترامب، وما يسميه الغربيون (ديكتاتوريته)، حيث يسود قلق عميق لدى الاوروبيون من أن يقوم ترامب بتسوية مع الروس، ويطبق ما هدد به مراراً من التخلي عن حلف الناتو وسحب المظلة الامنية العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة لأوروبا.
كما يخشى الغربيون النزعة المتزايدة لدى ترامب وأنصاره للتخلي عن الانخراط الخارجي للولايات المتحدة لصالح الاهتمام بالداخل والرفاهية، كما هناك قلق من شعبويته التي بناها على الكره للمسلمين والأجانب والمهاجرين من أميركا اللاتينية، ومحاربة ما يسميه ترامب وأنصاره "اليسار الراديكالي".
بالنتيجة، تفرض غزة ايقاعها على الانتخابات الرئاسية الأميركية داخل الحزب الديمقراطي، وسيكون أنصار الحزب الديمقراطي أمام مشكلة كبيرة إذا استمر جو بايدن بترشيحه، فقد يقاطع العديد من الناخبين الديمقراطيين الانتخابات، ويتكرر سيناريو هيلاري كلينتون ويربح ترامب. وعليه، سيكون داعمو فلسطين من الأصول العربية والمسلمة أمام معضلة واضحة: أما مقاطعة بايدن الذين يتهمونه بالمشاركة في الابادة في غزة، أو التصويت له خوفاً من وصول ترامب الذي يرغب بترحيلهم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل