أقلام الثبات
عاود تنظيم "داعش" الإرهابي، في الآونة الأخيرة، أنشطته في البادية السورية، مستهدفًا مواقع الجيش السوري، وذلك بالتزامن مع تكثيف العدو "الإسرائيلي" غاراته الجوية وإطلاق الصواريخ على العمق السوري، "في محاولات لاغتيال قادةٍ ومسؤولين في محور المقاومة"، بحسب معلومات مصادر في المعارضة السورية، تشير إلى أن "معظم الهجمات الإسرائيلية على سورية أخيرًا، هي عمليات اغتيال لشخصياتٍ في محور المقاومة".
وعن إعادة تحريك خلايا "داعش" في البادية، فتضعه مصادر سياسية سورية "في إطار الضغط الأميركي على دمشق، بعد الانفتاح العربي عليها، "على أنها دولة غير مستقرة"، لمحاولة فرملة الدول العربية وسواها، العازمة على إعادة تفعيل علاقاتها مع سورية، وذلك دعمًا "لقانون وقف التطبيع مع الحكومة السورية"، الذي أقرّه مؤخرًا مجلس النواب الأميركي".
وتلفت إلى أن "هذا القانون لا يزال غير سارٍ للمفعول، لأنه في حاجةٍ إلى المصادقة عليه من "الكونغرس الأميركي، بشقيّه، أي (الشيوخ والنواب)، ثم بعد مرور نحو 120 يومًا، إما يصادقه الرئيس الأميركي، وإما يعتبره لا يتوافق مع المصلحة الأميركية العليا، أو الأمن القومي الأميركي، وقد يستغرق هذا المسار "للقانون" المذكور، من ثمانية أشهر إلى سنة"، ودائمًا بحسب معلومات المصادر عينها.
وفي السياق تؤكد المصادر أن "الجيش السوري" يوّجه بدوره ضرباتٍ موجعةٍ للإرهابيين في شمال- غرب البلاد". وتربط المصادر "بين الاعتداءات "الإسرائيلية"، والهجمات "الداعشية" على سورية"، مؤكدةً أن "الضربات "الإسرائيلية"، ترمي إلى تحقيق هدفين: أولًا، الانتقام من الجيش السوري، الذي يتصدى "للدواعش" في شمال غرب البلاد، ولافتةً إلى العدو الإسرائيلي، يقوم باستهداف الأراضي السورية، إثر كل ضربةً توجهها القوات السورية للإرهابيين".
وثانيًا- "تحاول "إسرائيل" من خلال اعتداءاتها على سورية، استدراج دول محور المقاومة إلى توسيع رقعة الحرب على غزة وجنوب لبنان، لأن في حال دخول سورية ولبنان وإيران هذه الحرب، تنال عندها "إسرائيل" عاطفة العالم الغربي"، لأنها تصبح حربًا إقليميةً".
وتشير المصادر إلى "أن الاتصالات الإيرانية- الأميركية مستمرة في الوقت عينه، وقد تؤول إلى التهدئة في المنطقة.
وفي السياق، يضع خبير عسكري مسألة إعادة تنشيط "داعش" في البادية السورية، "في إطار الضغط على محور المقاومة، التي تشكّل سورية عموده الفقري، في محاولةٍ لدفعه إلى إقفال جبهة المساندة ضد العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان"، ليس إلا.
في المقابل، لا توافق مصادر في المعارضة السورية على مصطلح "إعادة تنشيط داعش"، على اعتبار أن فلول هذا التنظيم الإرهابي، موجودة في البادية السورية، معتبرةً أن حال "الفوضى" التي تعانيه البلاد، خصوصًا إثر الاستهدافات الإسرائيلية اليومية لسورية، أفسح في المجال أمام مسلحي "داعش" لمعاودة أنشتطهم".
هل من ارتباط بين الاعتداءات "الإسرائيلية" والهجمات "الداعشية" على سورية؟ ــ حسان الحسن
السبت 02 آذار , 2024 02:45 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة