أقلام الثبات
نقع جميعا في فخ توصيف الحرب القائمة على جبهتي لبنان وغزة، حيث يتم نفي حصول الحرب الشاملة الموسعة، وتسخيف ما يجري وكأنه ليس حرباً مع طول فترته الزمنية وارتفاع عدد الشهداء والجرحى، وتوسّع جغرافيا القتال، وآلاف البيوت المدمرة وعشرات الاف النازحين.
الاجتياح "الاسرائيلي" لجنوب لبنان عام 1978 استمر 7 أيام قبل صدور القرار 425 لوقف النار وانسحاب القوات "الإسرائيلية" (التي لم تنسحب الا بالمقاومة عام 2000) .
والاجتياح "الاسرائيلي" عام 1982 استمر كهجوم، حوالي اربعة أشهر حتى ايلول 1982؛ حتى صدور وقف إطلاق النار واجلاء المقاومة الفلسطينية من بيروت مع استمرار عمليات المقاومة، بينما نعيش الآن حربا (5أشهر) وتجاوزت فترتها الزمنية اي حرب على لبنان وخسائر المقاومة من الشهداء قارب عدد الشهداء في حرب تموز 2006.. الفارق فقط انحسار عدد الشهداء المدنيين.
من يقول ان "اسرائيل" لا تسعى الى الحرب الشاملة وان اميركا تمنعها فهو يعادي الحقيقة ..فلنقل من سيشارك بالحرب الواسعة من محور المقاومة والجهاد.. إذا وقعت.
الحرب الواسعة الشاملة ستشمل المقاومة الفلسطينية لبنان سوريا العراق ايران واليمن وكل هذه الاطراف تشارك الآن في الحرب ميدانيا ،ما عدا ايران التي تشارك بالتنسيق وتأمين مقومات المقاومة ولذا فان توصيف الحرب الواسعة الشاملة يستدعي تدخل ايران في المعركة وهي التي اعلنت انها لا تريد الحرب وتسعى للحل الدبلوماسي والسياسي والعمل، لتهدئة التوتر مع السعودية والخليج وحتى مصر، وبالتالي لا قرار ايرانيا بدخول الحرب عسكريا حتى لو تصاعدت الحرب في لبنان بما يوازي حرب 2006، والتي اذا حصلت لن تكون برية وانما جوية بامتياز بعنوان الاغتيال والتدمير من الجو.
العدو الاسرائيلي يريد اطالة الحرب حيث يعتقد ان اطالة الحرب في غزة مع تقليل توغلاته البرية والتي قللت خسائره البشرية والعسكرية والتي ستزيد من معاناة الفلسطينيين المدنيين المعيشية بعيدا عن مسرحيات المساعدات الغذائية الجوية العربية وبالتالي يعتقد العدو الاسرائيلي انه يستطيع ان يفرض شروطا أكثر على "حماس والمقاومة في غزه ويستفيد العدو "الاسرائيلي" ايضا باستكمال مهمته في تمشيط الضفة الغربية والغاء التهديد العسكري المحتمل فيما بعد ويستفيد ايضا من تهويد القدس حيث يعمل على بناء احياء استيطانية جديدة.
يعمل العدو "الاسرائيلي" لإطالة الحرب في لبنان على مستوى معين من التصعيد، بحيث يشن حربا ونحن نقول لا زالت الحرب مضبوطة بقواعد الاشتباك التي تم الغائها جميع وبالتالي يستفيد العدو من عدم توصيف عدوانه علينا... بانها ليست حرباً.
كلما طالت الحرب في لبنان وفق النموذج الغزّاوي - الفلسطيني مع المصاعب المعيشية والعمل على احداث فتن داخلية تربك المقاومة، خصوصاً احتمال زيادة العمل الفلسطيني المسلح في لبنان مع الخوف ان يتم تحويل الى لبنان الى ساحة بديلة في حال تم الاتفاق او القضاء على قدرات حماس العسكرية في غزة!
سينتظر هوكستين؛ الموفد الأميركي والجندي "الإسرائيلي" الذي قاتل في جنوب لبنان حتى تصل الامور في لبنان الى حد الانفجار، ليعود حاملا شروط اسرائيل على لبنان والتي سترفضها المقاومة حكماً، وقد وعده انه سيعود خلال الاشهر القادمة وبالتالي حدد ضمنا سقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان (حتى حزيران) ولو تم توقيع اتفاق الهدنة في غزة، مبشّرا انه سيستطيع تدوير الزوايا وترسيم الحدود البرية، كما نجح في ترسيم الحدود البحرية التي ربحت منها اسرائيل ونحن الان ننتظر إذا كنا سنربح بعض رائحة الغازي البحري!
أكثر الايام سخونة وتصعيدا وقصفا هي ايام ما قبل التفاوض والهدنة ،حيث سيعود كله طرف لاستخدام ما يملك من أوراق الضغط الميداني والسياسي، لتحسين ظروف شروطه وفي لبنان تحاول اسرائيل فك جبهة لبنان عن فلسطين بالتلازم مع توحيد العدو لجبهتي سوريا ولبنان واعتبارهما جغرافيا واحدة للقصف والعدوان!
لابد من الحذر من بعض المكر والخديعة وعدم الثقة باي وسيط او مفاوض بشكل مطلق حتى لا تضيع انجازات أكثر من 40 عاما من المقاومة ونصل لمبادلة الانتصارات والارض والغاز بالغذاء.... مع لفت الانتباه ان مفاوضات قطر حول هدنة غزة، تناقش تفاصيل عدد الكرفانات وعدد الخيم ومكان توزيعها بعد خمسة أشهر من المقاومة الإعجازية والاستثنائية التي تم اجهاضها بتآمر الإخوة والاشقاء العرب وتركيا.