أقلام الثبات
رغم استمرار المحادثات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية والكيان "الإسرائيلي" في شأن تبادل الأسرى عبر الوسطاء: القطري والمصري والأميركي وسواهم، في باريس وسواها. ورغم الحركة الدبلوماسية الناشطة في المنطقة، أكان لناحية الزيارة المرتقبة لمدير الـCIA ويليام بيرنز إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في "مفاوضات الأسرى" بين حماس و"إسرائيل"، أو لجهة حركة الموفدين الدوليين، ووزراء خارجية الدول الأوروبية وسواها للبنان، لتهدئة الأوضاع على الجبهة الجنوبية، وقد تكون جاءت في هذا السياق أيضًا زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان للبنان. ورغم مضي سورية في إعادة تفعيل علاقاتها الثنائية مع الدول الخليجية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، إلا أن مصادر سياسية عربية تعتبر أن "الأمور لا تزال عالقةً في المنطقة، ولا ترى أي تقدمٍ في مختلف القضايا العالقة، سواء لجهة الأوضاع في فلسطين المحتلة، حيث تستمر "إسرائيل" في عدوانها المتمادي على الشعب الفلسطيني، المترافق مع تصريحاتٍ أميركيةٍ خجولةٍ وغير واضحةٍ "تدعو لوقف هذا العدوان"، كذلك في شأن الوضع الملتهب على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، حيث تأخذ التطورات على جبهة جنوب لبنان بين حزب الله والعدو "الإسرائيلي"، منحاً تصاعديًا في الأعمال الحربية"، ودائمًا بحسب رأي المصادر. ومن خلال تفاقم الأوضاع في البحر الأحمر، وردود الأفعال الأميركية- البريطانية العدوانية على اليمن، واستمرار المقاومة العراقية بتوجيه ضرباتها لتجمعات قوات الاحتلال الأميركي في سورية والعراق، لدفع الأميركيين إلى الضغط على الكيان الصهيوني لوقف حرب الإبادة على الغزيين، فقوبل ذلك بردٍ أميركيٍ، حيث استهدف الطيران الحربي الأميركي مناطق في شرق سورية والعراق، ادعى أنها مواقع للمقاومة العراقية، ما يسهم حتمًا في تسهيل أنشطة تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية والعراق، على اعتبار أن "المقاومة حاضرة في تلك المناطق وسواها من أجل التصدي للإرهابيين"، بحسب تأكيد المصادر عينها، لذا تعتبر أن "تفاقم الأوضاع على هذا النحو، هو بمثابة حربٍ إقليميةٍ غير معلنةٍ، غير أن أحدًا من الأطراف المشاركين فيها لم يحقق أي نتيجةٍ تذكر لمصلحته". وهنا تلفت المصادر إلى أن "إسرائيل" التي تستمر في عدوانها على الغزيين، علّها تستطيع "الإجهاز" على حماس في قطاع غزة، ولكن من دون جدوى، ولم يتمكن "الكيان" ايضًا من "تحرير أي أسيرٍ " لدى حماس"، وإبعادها عن طاولة المفاوضات في شأن تبادل الأسرى، وسواها من الأوضاع المتعلقة في الشأن الفلسطيني، هذا من جهةٍ. كذلك لم يؤد تصدي محور المقاومة في المنطقة للاحتلالين الأميركي و"الإسرائيلي" إلى دفعهما إلى وقف حرب الإبادة على الغزيين من جهةٍ أخرى، لذا لا تزال الأمور معقدةً حتى الساعة"، ودائمًا برأي المصادر. وتأمل في أن "تشهد الأيام المقبلة تطوراتٍ إيجابيةٍ تؤدي إلى وقف الأعمال الحربية بمجملها في المنطقة، على أن تمهّد الطريق أمام تسوية كبرى تؤول إلى مختلف القضايا العالقة في المنطقة، ولكن ما من بشائر أملٍ تلوح في الأفق القريب"، تختم المصادر.