اتفاق الهدنة إنقاذ لإسرائيل... وإحباط للمقاومة ــ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 06 شباط , 2024 11:41 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ابلغت قيادة "حماس" الميدانية في قطاع غزة ...المفاوضين باسمها في الخارج ان الصعوبات الوحيدة التي تواجه المقاومة هي "المأساة الإنسانية" التي يعيشها اهل غزة، وان المقاومة العسكرية قادرة على الصمود لأشهر.
في هذا الوقت، يجري التداول بما يسمى "اتفاق الإطار" برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي قراءه هادئة لهذا الاتفاق (في حال توقيعه) يتبين انه لصالح العدو "الاسرائيلي" وانقاذ له، دون اي التزامات جوهرية وواضحة سياسية او انسانية وسلباً لورقة القوة المتبقية عند المقاومة وهي ورقة "الاسرى".
ويبدو انه في حال تم توقيع هذا الاتفاق تحت ضغط المأساة الإنسانية والصمت العالمي فان "اسرائيل" تكرر تجربتها في غزة لما يماثل القرار 1701 في لبنان، حيث استطاعت المقاومة الصمود وافشال العدو والانتصار، لكن القرار 1701 لم يشمل "انهاء الحرب" إنما وقف الاعمال العدائية، بالإضافة الى انه تضمن اقامة "منطقة عازلة" من السلاح والمسلحين ما بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية الفلسطينية (بينما كان اعلامنا يقول ان إسرائيل طلبت وقف النار ومع ذلك فرضت المنطقة العازلة التي وقع عليها لبنان).
الملاحظات الأولية على اتفاق_ الإطار الاولي الذي لم يتم توقيعه حتى الان:
- عدم ورود اي كلمة او اشارة الى موضوع "انهاء الحرب" على غزة، والاكتفاء بمصطلح وقف العمليات القتالية والاستطلاع خلال فتره الهدنة.
- إطلاق سراح الاسرى "الاسرائيليين" جميعا مقابل عدم تبييض السجون وانما بأعداد كبيرة من الاسرى الفلسطينيين القدماء والجدد الذين تم اعتقالهم من الضفة اثناء "طوفان الأقصى" (والذين يمكن لإسرائيل ان تعتقل اغلبهم في اسبوع او اسبوعين بسبب اقامة اكثريتهم في الضفة والقدس).
-المطالب "الإسرائيلية" المحددة والواضحة المطلوبة من الجانب الفلسطيني والابهام وعدم الوضوح في الالتزامات "الإسرائيلية" التي تعتمد الضبابية واستعمال كلمة (غير محدّدة) لجهة اعداد الاسرى ولجهة كميات المساعدات المسموح بإدخالها !
- سماح "اسرائيل" بإدخال اعداد كبيرة من "الخيم "لإيواء النازحين وهذا يحمل في طياته نية إسرائيلية مبيّتة لمنع إعادة الاعمار او المماطلة فيه.
لم يلحظ هذا الاتفاق _الإطار" اي شيء ملموس وحقيقي على المستوى السياسي ومستقبل غزة، وانما ورد انه بعد إطلاق الاسرى "الاسرائيليين" وتحرر القيادة "الإسرائيلية" من عبء الاسرى داخليا ومعنويا تبدأ مفاوضات "غير مباشرة" لمناقشة حل الدولتين ومستقبل قطاع غزة، وهذا ما يمكن وصفه "شراء الوهم"، بعد التجربة مع "الاسرائيليين" واتفاقات "أوسلو" وبعد 30 عاما لم تنفذ "اسرائيل" كل ما هو مطلوب بل زادت الاستيطان الذي التزمت خلال الاتفاقيات بوقفه!
لا ضمانات امنية وسياسية من أحد، بان لا تعاود "اسرائيل" استكمال حربها على غزة!
لا ضمانات من أحد بوقف المشروع الاسرائيلي بتهجير غزة !  
لا ضمانات من أحد بحفظ امن قيادات المقاومة اذ لم تغادر غزة!
والاهم والخطر أنه وبعد الانتهاء من تبادل الاسرى ستبادر الدعاية الإعلامية "الإسرائيلية" والعربية وفي الداخل الفلسطيني لتحريض الناس على المقاومة، واتهامها بالتسبب بتدميرها وقتل أهلها بدل اتهام العدو، وسيتم طرح الأسئلة المتعددة باتجاه المقاومة، وماذا حصدت من عملياتها تمهيدا لزعزعة الثقة بينها وبين الناس ومحاصرتها، خاصة وانه لا ضمانات لا عادة الاعمار، وستكون الأسئلة التي بدأت بعض الاقنية والمحللين بطرحها :
ماذا جنينا من طوفان الاقصى بعد 100,000 شهيد وجريح ومفقود!
ماذا جنينا باستبدال بيوتنا وشققنا... بخيم للنازحين!
ماذا... ماذا...اسئلة كثيرة ستطرح باتجاه المقاومة مع التحريض والتضليل الاعلامي والاعمال الأمنية والاستخباراتية ،مما يريح العدو الاسرائيلي ،فيعمل على تفكيك مجتمع المقاومة بالحرب الناعمة بالتلازم مع الحصار!
ان الحصار والتجويع ومنع المساعدات والظروف المعيشية الصعبة هي سلاح العدو الاسرائيلي الفتاك او سلاح الدمار الشامل لغزة وهو الامر الضاغط على المقاومة العسكرية لحفظ اهلها وستكون المقاومة بين خيارين:  
- اما التنازل لحماية اهلها وضياع انتصاراتها واجهاض احلامها (وهذا صعب ولن تلجأ اليه)
- الصمود مما يزيد مأساة الناس مع الصمت والتآمر العربي والدولي والاسلامي في اغلبه ما عدا محور المقاومة والجهاد .
وكلما طالت الحرب كانت لصالح العدو واضعافا للمقاومة وسيكون اهلها في غزة بين القتل بالنار الإسرائيلية او القتل بالحصار الاسرائيلي والعربي والدولي او التنازل ومبادلة الانتصار بالخبز والدواء وخيم الايواء للنازحين!
الدعاء للمقاومين بالصمود والنصر...ولأهل غزة بالصبر والصمود.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل