أقلام الثبات
منذ مجيء بايدن، تقول الإدارة الاميركية انها معنية بالدبلوماسية وعدم التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وفي نصوص استراتيجية الامن القومي الأميركية الصادرة في تشرين الاول / أكتوبر 2022، عرضت فيها ادارة بايدن اقتناعها أن السياسات المبنية على القوة في الشرق الأوسط لم تؤدِّ الغرض منها، ولم تحقق مصالح الولايات المتحدة، وبالرغم من ذلك، وجدت أن الادارة الحالية نفسها في خضم حرب اقليمية، ولو انها مضبوطة الإيقاع العسكري.
واقعياً، تستعر الاشتباكات على محاور ستة في المنطقة: في غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسورية والعراق واليمن، ويجد الاميركيون ومعهم الحلفاء الغربيون أنفسهم يسيرون نحو تصعيد عسكري يقولون إنهم يريدون تفاديه، مع العلم أن معالجة المشكلة سهل في حال كان هناك ارادة حقيقية بوقف آلة القتل "الاسرائيلية" التي تفتك بالفلسطينيين في غزة.
ورداً على الضربات العسكرية الاميركية في سوريا والعراق، دعت روسيا إلى عقد اجتماع لـ«مجلس الأمن»، لبحث «التهديد الذي يتعرض له السلام والأمن نتيجة الضربات الأميركية على سوريا والعراق»، وبحسب الروس فإن الولايات المتحدة تسعى إلى تسعير الصراع في المنطقة، بدلاً من تهدئته.
هذا في منطقة السياسة الخارجية لإدارة بايدن في الاقليم، أما داخل "اسرائيل"، فقد اعترف نتنياهو بأن هناك خلافات بين حكومته والادارة الأميركية، معللاً الامر بأن عليه الحفاظ على مصلحة "اسرائيل" أولاً، ومطمئناً الى أنه "يعرف كيف يتعامل مع الاميركيين".
أما داخل الولايات المتحدة، فقد وجد استطلاع رأي لوكالة "أسوشيتد برس" ومركز "نورك" أن نصف الأميركيين البالغين يرون أن "إسرائيل" "تمادت كثيراً" في حملتها العسكرية على قطاع غزة. وكشف الاستطلاع أن 31% فقط من الأميركيين البالغين يؤيدون طريقة تعامل بايدن مع الصراع، ويتضمن ذلك 46% فقط من الديمقراطيين. كما يُظهر أن 33% من الجمهوريين يقولون الآن إن الرد "الإسرائيلي" على عملية طوفان الأقصى تمادى كثيراً، ويشكل ذلك ارتفاعاً كبيراً من نسبة 18% بين الجمهوريين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويرى 52% من المستقلين الأمر ذاته، ارتفاعاً من نسبة 39%، كما يشعر 62% من الديمقراطيين الشعور نفسه،
وهكذا، يحتاج الأميركيون الى أن تتوقف الحرب والا خسر بايدن الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن الولايات التي تصوّت تاريخياً للحزب الديمقراطي (مثلاً ميتشيغان - ذات الغالبية العربية) قد لا تصوّت له في الانتخابات القادمة، لكن بالرغم من ان العديد من المعلقين يقولون إن مستقبل نتنياهو على المحك، والاميركيون لا يريدونه، لذا من الممكن الاطاحة به قريباً، لكن استطلاعات الرأي داخل "اسرائيل" ما زالت تدعم اليمين "الاسرائيلي"، وتدعم العملية العسكرية في غزة، وتؤيد نتنياهو في رفض المطالب الاميركية.
وهكذا، إذا كان من المتعذر على الاميركيين السير الآن بإطاحة نتنياهو مادام يتمتع بثقل شعبي يميني في الداخل ويرفض "الاسرائيليون" اجراء انتخابات مبكرة قبل انهاء الحرب في غزة، قد يكون الاتجاه لوقف اطلاق النار والسير بحلول تنقذ بايدن، على أن يتم ازالة وزراء اليمين "الاسرائيلي" المتشدد وادخال يائير لابيد (إرضاء المعارضة) وليبرمان (إرضاء اليمين).
كيف يتخلص الأميركيون من نتنياهو؟ ــ د. ليلى نقولا
الإثنين 05 شباط , 2024 11:31 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة