أقلام الثبات
بعد غيابٍ دام نحو ثلاثة عشر عامًا، عاد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دمشق، على أن يليه القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة السورية خلال الأيام المقبلة.
مصادر سياسية سورية تعتبر "هذا التطور بين دمشق والدول العربية إنجازاً هاماً في مسار استعادة سورية لدورها العربي، وليس نصرًا كاملًا"، مؤكدةً أن "النصر الكامل لسورية لا يكون ناجزًا قبل تحرير آخر ذرة من ترابها من الاحتلالات الأجنبية، وتطهير الأرض من المجموعات الإرهابية والانفصالية، وعودة اللاجئين إلى ديارهم"، بحسب رأي المصادر، وتؤكد أن "هذا الإنجاز الدبلوماسي ما كان ليتحقق لولا صمود سورية في وجه الحرب الكونية التي شنت عليها في منتصف آذار من العام 2011".
وتشير المصادر عينها إلى أن "هذا التطور في العلاقات السورية- الخليجية يأتي في سياق مسارٍ جديدٍ في إعادة تفعيل هذه العلاقات، ظهر جليًا إثر استعادة دمشق مقعدها في جامعة الدول العربية، ولا تزال الأولى تمضي بخطىٍ ثابتةٍ في هذا المسار، أي (تفعيل العلاقات الثنائية مع الدول العربية عمومًا والخليجية خصوصًا)"، وتعتبر أن "أهم انتصار حققه لبنان وسورية في الحرب الكونية المذكورة هو إفشال مخطط تفتيت البلدين إلى دويلاتٍ مذهبيةٍ في جوار فلسطين المحتلة، يكون الكيان الإسرائيلي في موقعٍ طبيعي بين هذه الدويلات، وله اليد الطولى بينها، غير أن لبنان وسورية أفشلا هذا المخطط، وما كان ذلك ليتحقق لولا احتضان الشعبين اللبناني والسوري لمن قاوم هذا المخطط".
وتلفت المصادر السورية عينها إلى أنه "في سياق هذا المخطط الفاشل، وتمهيداً له، وتجاوبًا معه، علت في لبنان قبيل الحرب الكونية على سورية وخلالها، بعض أصوات النشاز التي تطالب بنغمة تطبيق بالفيدرالية في لبنان، وكأن مساحة لبنان توازي مساحة كل من الولايات المتحدة أو روسيا الإتحادية"، على حد قول المصادر. وتلفت إلى أن "الضربة الأقوى التي وجهها الجيش السوري والمقاومة اللبنانية للمخطط التقسيمي كانت في معركة القصير في ريف حمص، في أيار من العام 2013، لإنهاء مخطط قيام "دولة- حمص طرابلس"، على أن يكون لها ميناء في سواحل "الفيحاء"، وعلى أن تقسم سورية إلى قسمين: شمال وجنوب، الأول تتكفل فيه تركيا، والثاني تتكفل فيه "إسرائيل"، والشرق تتكفل به الولايات المتحدة والميلشيات التابعة لها". وتقول المصادر: "لكننا أسقطنا هذا المخطط التقسيمي، وسبق ذلك سيطرة للمسلحين التكفيريين على أجزاء من مدينة طرابلس، والقسم الأكبر من مدينة حمص ومنطقة قلعة الحصن، أي "الكوريدور" الذي يمتد من جنوب- غرب حمص في اتجاه طرابلس، لإنشاء أول "دويلة سنية"، تقسم سورية إلى قسمين، وتأخذ أجزاءً كبيرةً من طرابلس". وتختم بالقول: "هذه أهم معركة انتصر فيها لبنان وسورية". وهنا يطرح السؤال: " لو انتصر هذا "المخطط، وتم عزل سورية عن محيطها، كيف سيكون انعكاس ذلك على محور المقاومة عمومًا، والمقاومة في لبنان خصوصًا، تحديدًا لجهة تأمين الإمداد اللوجستي لها وسواه"؟