في أول تعليق من دمشق.. هل بات الانسحاب الأميركي من سورية وشيكًا؟ ــ حسان الحسن

السبت 27 كانون الثاني , 2024 02:00 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

نقلت مجلة "فورين بوليسي" في الأيام القليلة الفائتة عن مصادر أمريكية رفيعة، أن "البيت الأبيض لم يعد مهتماً بالبقاء في سورية، وأنه يخطط للانسحاب من هناك"..  هذا الخبر أخذ حيزًا كبيرًا في وسائل الإعلام العربية والأجنبية على حدٍ سواء، بعد ذلك، وفي السياق عينه، لفتت صحيفة (Hürriyet) إلى أن "أنقرة ترى وجود نزعة لدى واشنطن للانسحاب من كل الشرق الأوسط، وليس فقط من الأراضي السورية المحتلة"، الأمر الذي أثار قلق النظام التركي بحسب معلومات هذه الصحيفة. وفي هذا الإطار نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع التركية، أنه "يجب التعامل مع التقارير حول خطط الولايات المتحدة لسحب القوات من المنطقة بضبط النفس"، ونوّهت الصحيفة أن "واشنطن أدركت أنها انجذبت إلى مستنقع الشرق الأوسط من قبل إسرائيل وإيران، وأنها وقعت في فخ تقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل، خصوصًا بعد الحرب على غزة"، و"بدأت هذه العملية بالانتشار إلى المنطقة الممتدة من البحر الأحمر إلى باكستان. وفي هذا الصدد، بدأت الولايات المتحدة بالبحث عن حلٍ للمشكلة، ودائمًا بحسب ما ورد في الصحيفة التركية. غير أن البيت الأبيض نفى هذه المعلومات الواردة آنفًا في تعليقٍ لقناة العربية. أما السلطات الرسمية السورية فلم تعلق من جهتها على هذه المعلومات، كونها معلومات صحفية، ولم تصدر عن جهاتٍ رسميةٍ أميركيةٍ. وفي أول تعليقٍ على المعلومات عينها، استبعدت مصادر سورية عليمة "انسحاب الاحتلال الأميركي من الأراضي السورية في الظروف الراهنة التي تمر فيها المنطقة، تحديدًا قبل جلاء الوضع في فلسطين، وما ستؤول إليه التطورات الميدانية في غزة، وانعكاسها على مجريات الأوضاع في المنطقة ككل".
وتلفت إلى أن "لدى واشنطن خطة للسلام في المنطقة، تخدم مصالح الولايات المتحدة الإقتصادية الإستراتيجية، تحديدًا في مواجهتها مع الصين، لذا ستستعى الأولى إلى أن حل "الدولتين" في فلسطين، لإمرار مشروع الخط التجاري بين الهند وحيفا الذي يمر في السعودية والإمارات العربية، لمواجهة "خط الحرير" أو "الحزام والطريق" الذي يمتد من الصين عبر أسيا الوسطى والشرق الأوسط نحو أوروبا"، على اعتبار أن الرياض لم تطبع علاقاتها مع الكيان الغاصب، قبل الوصول إلى "حل الدولتين". لذا، فإن كل ذلك يعزز لدى المصادر عينها رأيها المذكور آنفًا، أي "استبعاد انسحاب الاحتلال الأميركي من سورية، قبل جلاء الوضع في المنطقة".
وفي السياق أيضًا، لم تخف مصادر سياسية عربية خشيتها، "من عودة تنظيم "داعش" الإرهابي إلى "الجزيرة السورية"، في حال سحب الاحتلال الأميركي جنوده من الأراضي السورية في شكلٍ مفاجئٍ، واحتمال احتلال هذا "التنظيم" لمدينة الرقة مجددًا، بالتالي طرد "قوات سورية الديمقراطية- قسد"، ذات الأمرة الكردية من هذه المدينة". ففي حال حدث هذا الاحتمال، "فهذه مشكلة كبيرة لسورية والمنطقة"، برأي المصادر. لذا، ترى "أن إنسحاب الإحتلال الأميركي من الأراضي السورية، يتطلب توافقًا، وليس بالضرورة إتفاقًا بين الدولة السورية، والولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، كذلك بالتنسيق مع "قسد"، لترتيب الأوضاع في الجزيرة، بما يحفظ وجود المكوّن الكردي السوري، ما لا يشكل تهديدًا للأمن القومي التركي، أو أي شكلٍ من أشكال الإستفزاز لأنقرة، على إعتبار أن نشوء كونتون كردي في شمال شرق البلاد السورية، أمر مرفوض وممنوع من الأتراك"، تختم المصادر.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل