غزة.. مشكلة بايدن والحزب الديمقراطي ــ د. ليلى نقولا

الإثنين 08 كانون الثاني , 2024 10:21 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

من أسوأ ما يمكن ان يواجهه الاميركيون في انتخابات البيت الابيض الرئاسية المقبلة، هي ان يتم تخييرهم بين جو بايدن، ودونالد ترامب.
عادة لا تتأثر الانتخابات الاميركية بالسياسة الخارجية، إلا إذا كان هناك انخراط للجيش الاميركي بشكل مباشر، أو تأثير لتلك السياسة على الناخب بشكل مباشر. على سبيل المثال لا الحصر، كانت حرب العراق مكلفة جداً على الجيش الاميركي، وترافقت حاجة الاميركيين لوقف النزف البشري مع حاجتهم للخروج من الازمة الاقتصادية العالمية عام ٢٠٠٨، لذلك اختار الناخبون الاميركيون الرئيس السابق باراك اوباما، الذي خاض الانتخابات في الولاية الأولى من عهده على أساس برنامج " الأمل"، والتعهد بعودة الجنود الاميركيين الى ديارهم من العراق وافغانستان.
اما انتخابات عام ٢٠٢٤، فتشهد انقساماً حاداً داخل الحزب الديمقراطي نفسه، أكبر من الانقسام الذي شهده عام ٢٠١٦؛ حين انكفأ كثير من مناصري بارني ساندرز عن الذهاب للاقتراع؛ في تعبير عن الغضب والسخط من اصرار "المنظومة التقليدية الحاكمة" داخل الحزب على ترشيح هيلاري كلينتون والتلاعب بنتائج الانتخابات التمهيدية لصالحها ضد ساندرز.
بالإضافة الى مجموعات ساندرز، كان العديد من ناخبي الحزب الديمقراطي يكرهون هيلاري، ويتهمونها بأنها "داعية حرب"، وأنها تسببت بمقتل السفير الاميركي في ليبيا… وعليه، أدت كل هذه العوامل الى الانكفاء عن التصويت والمشاركة، والى خسارة الديمقراطيين الانتخابات وفوز دونالد ترامب.
اليوم، يبدو ان حظوظ بايدن في الفوز لن تكون كبيرة، وبالاضافة الى قدراته العقلية المتدهورة، تسجّل استطلاعات الرأي المختلفة تراجع التأييد لجو بايدن بين فئات الشباب والعرب والمسلمين، بالإضافة الى العديد من دعاة حقوق الانسان الذين هالهم الدعم غير المحدود الذي قدمه بايدن "لإسرائيل" في حرب الإبادة التي تشنّها على غزة.
يأخذ العديد من هؤلاء على ادارة بايدن انها جعلت الولايات المتحدة شريكة في سفك دماء الفلسطينيين؛ عبر المساعدات العسكرية، والدعم اللامشروط "لإسرائيل"، ومنع الدعوة الى وقف إطلاق النار في غزة في مجلس الامن.
في الناحية المقابلة، يحسَب لدونالد ترامب والحزب الجمهوري تماسكهم مع قاعدتهم الشعبية الداعمة "لإسرائيل" بالأساس، وعدم وجود تيارات سياسية متباينة داخل الحزب، بعدما تمكّن ترامب وقاعدته اليمينية الشعبوية من القضاء عليها وتحجيمها.
وهكذا، تشير استطلاعات الرأي الى تقدم ترامب على بايدن في استطلاعات الرأي الحديثة، فاذا فاز دونالد ترامب فستكون اوكرانيا على موعد مع تسوية متسارعة، وسيكون الامر سيان بالنسبة للصين.
 اما الشرق الاوسط، وبالرغم من ان بايدن وعد بسياسة مختلفة تعتمد على الدبلوماسية وتخفيف التوترات والنزاعات، الا ان حرب غزة كشفت ان ترامب وبايدن متساويان في دعم "إسرائيل"، وبالتالي لا فرق بينهما بالنسبة إلى أهل المشرق العربي، وسيان ان اتى أيّ منهما، فما هم الغريق من البلل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل