أقلام الثبات
تعرّف الحرب النفسية - بحسب قاموس كامبريدج - أنها "استخدام الأنشطة التي تسبب الخوف والقلق لأعدائك؛ دون أن تؤذيهم جسديًا"، وفي تعريفٍ آخر "الحرب النفسية هي المحاولات التي تقوم بها لتجعل عدوك يفقد الثقة، ويتخلى عن الأمل، ويتملك منه الخوف؛ حتى تتاح لك فرصة الفوز".
وفي هذا الاطار، يلاحظ قيام المسؤولين "الإسرائيليين" بحرب نفسية مستمرة على لبنان منذ ما قبل حرب غزة عبر التهديد بإعادة لبنان الى العصر الحجري، ثم بعدها بتحويل لبنان الى غزة ثانية، وتهديد العاصمة بيروت بأنها ستشهد قصفاً يحاكي القصف "الإسرائيلي" على مدن القطاع بعد عملية 7 اكتوبر.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت أن الرئيس الاميركي جو بايدن قد منع ضربة "إسرائيلية" على لبنان في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، بينما أعلنت صحيفة هآرتس أن نتنياهو هو مَن قام بمنع الجيش "الإسرائيلي" من شنّ حرب على لبنان، وذلك عبر الاستمهال لتشكيل مجلس الحرب الذي قرر عدم القيام بتلك الضربة.
ولا شكّ تأتي هذه التقارير كجزء من الحرب النفسية على لبنان، لتهديد اللبنانيين بأن إمكانية شنّ حرب على لبنان تبقى موجودة ومطروحة بقوة من قبل "الإسرائيليين"، وأن ما يقوم به الحزب على الحدود لا يحقق الردع.
ومؤخراً، في تصريح لوزير الأمن يوآف غالانت خلال زيارته للحدود مع لبنان، قال غالانت أن تل أبيب لن تسمح "بالعودة لوضعية 6 تشرين الاول / اكتوبر على الحدود مع لبنان. وأشاد غالانت بالانجازات التي حققها "الجيش الاسرائيلي" على الحدود الشمالية، معتبراً أنهم استطاعوا إبعاد حزب الله عن الحدود!.
وأكّد غالانت أنهم سيواصلون العمل "حتى عودة السكّان إلى منازلهم، بعد تغيُّر الوضع الأمنيّ في المنطقة الحدودية"، وذلك عبر أحد أمرين: "إما إجراء توافُقي نحن معنيّون به، وفي إطاره سيتمّ إنشاء وضع مختلف، أو سنحقق واقعًا مختلفًا نتيجة نشاط عسكريّ" (بحسب تعبيره).
لعل خطاب غالانت نفسه يشير بما لا يقبل الشكّ الى تناقض يكشف حجم الادعاءات "الإسرائيلية"، فإذا كان "الإسرائيليون" قد أبعدوا حزب الله عن الحدود كما يشير غالانت، فلماذا يعود ويقول انهم معنيون بإمكانية التفاوض على اتفاق لإبعاد الحزب عن الحدود؟.. وإذا كان غالانت يشير الى أعداد شهداء حزب الله كتأكيد على نجاحهم العسكري، فلماذا تقوم الرقابة العسكرية "الإسرائيلية" بمنع كشف عدد القتلى "الإسرائيليين" سواء في غزة أو على الحدود مع لبنان ولا تعترف بأعداد القتلى "الإسرائيليين"؟.
لا شكّ أن غالانت والمسؤولين "الإسرائيليين" يعرفون أن التباهي بالانجازات "الوهمية" التي فعلوها لن تنطلي على "الإسرائيليين" خاصة ممن يسكنون على الحدود بالقرب من لبنان، ولن تنطلي على اللبنانيين الذين يعرفون الوضع جيداً على الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة، وكيف سيفسر غالانت استمرار العمليات العسكرية على المواقع "الإسرائيلية" على الحدود بالرغم من ابتعاد حزب الله عن الحدود كما يقول؟
البروباغندا "الإسرائيلية".. حزب الله بعيد عن الحدود! ـ د. ليلى نقولا
الثلاثاء 26 كانون الأول , 2023 11:37 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة