حرب المئة ألف شهيد وجريح... وإسقاط المشروع الأميركي! ـ د. نسيب حطيط

الأحد 10 كانون الأول , 2023 10:46 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
سبعون ألف شهيد وجريح... وباتجاه المائة ألف شهيد وجريح ضمن الفرصة الاولى المعطاة للعدو "الاسرائيلي" لاستكمال "طوفان التوحش" حتى نهاية العام... انتقلت معركة طوفان الاقصى من الهدف الاول، وهو تحرير الاسرى، الى المرحلة الاوسع في الجغرافيا والأهداف…
حرب غزة صارت أكبر من تحرير أسرى... وأصغر من تحرير فلسطين... انها المحاولة الجماعية الاولى لزعزعة الكيان كهدف مباشر، لكنها في الحقيقة اول انتفاضة جماعية على مستوى العالم العربي والاسلامي بمواجهة المشروع الامريكي الغربي.
 حرب غزة صارت حرباً بين مشروعين وبين تحالفين؛ بين المشروع الأمريكي _ "الاسرائيلي" الذي يريد الابقاء على سيطرته على المنطقة وثرواتها وشعوبها، ومشروع الإسلام التحرّري المقاوم (المذهب المقاوم) الذي يريد تحرير الارض من المحتلين والغزاة واستعادة الثروات، والاهم استعادة الهوية الثقافية والدينية لشعوب المنطقة.  
ولذا فان حرب غزة ستكون مفتاحاً لسلسلة من المعارك المستمرة، تفصل بينها فترات هدنة لالتقاط الأنفاس للأطراف المتصارعة، ويمكن ان تستمر 10 سنوات او أكثر، لأنها الهجوم المضاد على مشروع الربيع العربي الذي تجاوز عمره 12 عاماً ولا يزال حاضرا في سوريا والعراق وليبيا ...
حرب المشاريع المتناقضة ستأخذ مسارات واشكالا واساليب متعددة، ولن تقتصر على الحرب العسكرية الساخنة، وسيكون للحرب الأمنية دورها البارز، وكذلك الحرب الاقتصادية.
يظن البعض ان العدو "الاسرائيلي" لا يريد وقف إطلاق النار ويقاوم ضغوط امريكا والآخرين، لكن الحقيقة ان جميع عناصر المشروع الامريكي لا يريدون وقف إطلاق النار...
فالعرب المطبّعون يرون في انتصار المقاومة في فلسطين خطراً حقيقياً مباشراً على انظمتهم، ولذا لا يريدون انتصار حماس واخواتها .
وامريكا لا تريد انتصار حماس لأنها ستكون "النسخة السنّية" عن المقاومة في لبنان، وببحر إسلامي أوسع..
و"اسرائيل" لا تستطيع قبول انتصار الحماس وهزيمة جيشها، لما له من تأثير على استقرار الكيان وحركة الاستيطان والهجرة الى "اسرائيل" !
محور المقاومة يرغب بوقف إطلاق النار مرحلياً، لاستيعاب الكارثة الإنسانية في غزة، نتيجة الحصار العربي والاسرائيلي والتوحش العسكري الذي تمارسه "اسرائي ويعتبر ان ما جمعه من نقاط قوة وانتصارات تكفيه في هذه اللحظة لتحقيق بعض الاهداف المرحلية وتؤسس للعمل لتحقيق اهداف استراتيجية.
لكن امريكا وفق منهجها التاريخي في الحروب بانها تغير اسلوبها ولا تلغي حروبها، فستفتش عن اسلوب اخر للقضاء على حركات المقاومة المولودة على في ساحة الشرق الاوسط، والتي تهدد المشروع الامريكي السياسي والاقتصادي ولذا فإنها ستعمد لأسلوب جديد وساحات اخرى متعددة لإعادة جمع النقاط لاستثمارها، لاستعادة السيطرة او تحقيق التوازن لرسم التسويات القادمة .
على محور المقاومة ان يبدأ بإعداد استراتيجية المواجهة الطويلة التي لا تعتمد احاديه المواجهة الاساسي، وهو التجهيز العسكري، وان تعالج نقاط الضعف والثغرات على المستوى الاقتصادي والصناعي والاجتماعي والعمل الاجتماعي، خصوصاً حماية الشباب من (المخدرات والبطالة والهجرة الخطيرة في حال استمرارها على النسب العالية منذ خمس سنوات).

نحن امام عشرية من سنوات المواجهة والصدام الساخن، بعد ما اجتزنا عشرية الربيع العربي الدموية، والتي سبقتها عشرية الجزائر السوداء !

المعركة طويلة... ولا يمكن لاحد الطرفين حسمها بالقوة او خلال زمن محدود...
سيهزمون.. وما النصر الا من عند الله ...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل