جبهة لبنان.. من المشاغلة إلى الحرب ـ د. نسيب حطيط

السبت 09 كانون الأول , 2023 09:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تصاعدت وتيرة الاشتباكات على الحدود اللبنانية - الفلسطينية وانتقلت الى مرحلة الحرب الحقيقية دون اجتياحات متقابلة، لكن على مستوى الاشتباك المستمر بجميع انواع الأسلحة، وعلى طول الجبهة اللبنانية - "الإسرائيلية" من الناقورة الى شبعا.
سقطت بعض قواعد الاشتباك لناحية تحييد المدنيين او لناحية العمق الجغرافي للقصف، حيث وصل القصف بالطيران والمدفعية "الإسرائيلية" الى عمق يتجاوز ال'15 كلم ويتميّز القصف بما يعرف "بحرب المنازل" حيث يُقصف يومياً من ثلاثة الى اربعة منازل في القرى!
ان الايام القادمة تنذر بتصاعد وتيرة العمليات لجهة الكثافة او العمق الجغرافي لسببين اساسيين :
- اولا: ان الفرصة الممنوحة للعدو اميركيا في غزة حتى اخر العام كفرصة اولى يمكن ان تتجدد بعد راس السنة والميلاد، وهذا ما يستدعي ضغطاً عسكرياً "اسرائيلياً" كبيراً على غزة مما يستدعي أيضاً تسخين الجبهة الجنوبية .
-ثانياً: المطلب "الاسرائيلي" الذي حمله المبعوث الفرنسي "لودريان"؛ بوجوب الالتزام بالقرار 1701 واقامة "منطقة عازلة" من السكان والسلاح في الجنوب، وهذا ما ستسعى "اسرائيل" للضغط عليه بقصف القرى والبيوت لإفراغها من السكان وهناك حوالي 40 قرية محاذية للحدود قد نزح معظم سكانها حوالي 50 الفاً حتى الآن، والعدد الى ازدياد.
الضغط الأميركي والغربي يسانده تأييد عربي بوجوب التهدئة من لبنان، لتقصير مهلة القضاء على المقاومة في غزة.. وتحرير جزء من الجيش "الاسرائيلي" للضغط أكثر في غزه واختزال المسافة الزمنية حتى لا تكون مفتوحة لإنجاز المشروع "الاسرائيلي" الامريكي لنزع سلاح المقاومة في غزه وانهاء سلطة حماس... بالإضافة لفك التلاحم والوحدة بين أطراف محور المقاومة وتجزئة الساحات مقابل وحدة الجبهة الأميركية الإسرائيلية العربية_الغربية.
الخوف ان تعمل امريكا وحلفائها الى الضغط أكثر على المقاومة في لبنان في حال عدم استجابتها للوقوف على الحياد وان يتم الضغط على محورين:
- محور الفتنه الداخلية والفوضى الأمنية متعددة الرؤوس اللبنانية والسورية والتكفيرية.
- المحور الثاني الحصار الاقتصادي وإعادة اصدار الاوامر بفلتان سعر الدولار ويمكن ان يكون من بوابه عدم التمديد لقائد الجيش وتهديد استقرار الجيش الذي لا يزال صمام امام لمنع الفتنة الداخلية ومنع التسلل السوري المنظم عبر الحدود ..
الايام التي تفصلنا عن الميلاد وراس السنة ايام خطيرة وساخنة وتنذر بأمور أكثر سوء، مما سبق لأنه لا تراجع اسرائيليا وامريكيا عن القضاء على حماس وهناك خوف عربي ايضا من انتصار حماس...!
المقاومة في لبنان في موقع حساس ودقيق لا تستطيع اتخاذ موقف الحياد، مما يجري في غزة ولا تريد ان يستدرجها العدو الى حرب أكثر توسعا ولا تريد زعزعة الوضع الداخلي وتغذية الانقسام الداخلي الطائفي والسياسي وتريد حفظ اهلها في الجنوب مع اصرارها على عدم رفع وتيرة الحرب بتجاوز الحدود اللبنانية الفلسطينية مع قدرتها على ذلك ولذلك فإنها استوعبت وصبرت على جرحها المؤلم باستشهاد خمسة من كوادرها في "بيت ياحون" وتعرّضت لاستفزاز مؤلم يوم أمس في سوريا باستشهاد ثلاثة من مقاتليها مع مقاتل سوري.
لكن السؤال: هل يغامر نتنياهو بافتعال مجزرة او اغتيال في لبنان ليستدرج المقاومة للحرب ..للتغطية عن عجزه في غزة...وإلزام اميركا والناتو والعرب للتدخل العسكري بتحالف دولي؟
حرب غزة ادخلت الجميع في مخاض عسير، ولا يملك أحد حلاً قريباً يكون لصالحه بانتظار التسويات القادمة.
ويمكرون ويمكر الله... والله خير الماكرين..
.سَيُهزمون


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل