اللجنة الجوالة بين صهينة السامية وأمثولة البحر الأحمر ــ يونس عودة

الجمعة 08 كانون الأول , 2023 10:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في ذروة المذابح التي يرتكبها النظام العنصري في تل ابيب ومستوطنيه, والتي باتت حرب الابادة المستمرة منذ اكثر من شهرين "ماركة مسجلة" باسم بنيامين نتنياهو ومجلسه الحربي وراعيه الاكثر حصرية؛ جو بايدن وادارته الصهيونية, توقف المراقبون عند مؤشر عدواني خطير, يعكس جوهر اميركا كإدارة عنصرية تريد ان يتوالد من رحمها عالم يقوده عنصريون قتلة, لا قيم انسانية ولا اخلاقية فيه, بموازاة صحوة ضمير تجتاح العالم، بعد ان ظهرت امامها حقائق "اسرائيل" التي كانت تغطى بغشاء من الاكاذيب على مدى 75 عاما,كان الشعب الفلسطيني والعديد من الشعوب العربية يدفعون الاثمان نتيجة تلك الاكاذيب الواهية التي تروجها الصحافة الغربية, وهوليود.
لقد زامن مجلس النواب الاميركي قراراً مقززاً صدر عنه قبيل استقبال بلاد العم سام, اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية - الاسلامية, لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، حيث حرب الابادة متواصلة, دون وازع اخلاقي, بالإضافة إلى استعراض الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار الفوري، وحماية المدنيين العزل، وضمان تطبيق قواعد القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.
يعتبر قرار مجلس النواب الاميركي ان "معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية"، مع العلم ان الصهيونية مصنفة عالميا انها حركة عنصرية وينص القرار غير الملزم "بوضوح وحزم"، على أن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، علما ان بعض النواب ومن بينهم يهود وصفوا التشريع بأنه "أحدث محاولة غير جادة من جانب الجمهوريين لاستخدام الألم اليهودي والمشكلة الخطيرة المتمثلة في معاداة السامية كسلاح لتسجيل نقاط سياسية رخيصة".
هذا القرار لم يكن الرسالة الوحيدة للجنة الوزارية, بذلك الازدراء المتعالي اتجاه دول التي تعتبر في التصنيف السياسي "حليفة او صديقة" لأميركا, ومن ثرواتها المنهوبة يعتاش أكثر الشركات الاميركية التي تذهب نسبة من ارباحها الى الكيان المغتصب لفلسطين.
فالرئيس الاميركي الحالي جو بايدن "الديمقراطي" هو القائل بعظمة لسانه تكرارا "ليس ضرورياً أن تكون يهودياً حتى تصبح صهيونياً، وأنا صهيوني وهذه حقيقة لا أعتذر عنها"، "وكنت مؤيداً قوياً جداً لإسرائيل منذ أن دخلت مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1973"، وأكثر من ذلك؛ فهو المجاهر بعدائه تجاه الانسانية والعرب والمسلمين من خلال ما أعلنه على الملأ: لو لم تكن هناك "إسرائيل@ "لعملنا على إنشائها".
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط، والذي عمل مع ستة وزراء للخارجية الأمريكية خلال فترات ولاية رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين: "ارتباط بايدن بإسرائيل متجذر بعمق في حمضه النووي السياسي", بينما قالت أوريت ستروك؛ وزيرة المستوطنات في حكومة بنيامين نتنياهو، إن “بايدن صهيوني بحق، ورغم أنه رئيس للولايات المتحدة الأمريكية لكنه شخص صهيوني، ويحب إسرائيل”.
من المخزي الا تكون اللجنة المشكلة بعد أكثر من ستين يوما من حرب الابادة التي لا تريد الادارة الاميركية وقفها برئاسة فيصل بن فرحان؛ وزير خارجية السعودية، يشاركه وزراء خارجية قطر، والاردن، ونيابةً عن وزير خارجية تركيا، السفير التركي لدى واشنطن, الا تكون قد فهمت كل الرسائل قبل وصوله, ولا سيما الرسالة الاكثر ضجيجا؛ وهي ان ادارة بايدن المبتغاة للمحادثات معها, لا تزال تكرر رفضها لوقف القتل والابادة لكل مخلوق على ارض غزة خصوصا، واينما تمكن المحتل ان يمارس ساميته في القتل والدمار والابادة.
ان التقديرات في الكيان, وهي ليست الاولى من نوعها, تقول إن إدارة الرئيس الأميركي، ستمكن "إسرائيل" من مواصلة حربها على غزة لمدة شهر أو أكثر بقليل, وستسمح باستمرار الحرب في حال عدم تعقد المعارك وتؤدي إلى "قتل جماعي آخر لمدنيين فلسطينيين وإذا لم تخرج الأزمة الإنسانية في القطاع عن السيطرة"، وكأن القتل الجماعي لم يحصل بعد مع بلوغ عدد الشهداء وغالبيتهم العظمى من الاطفال والنساء أكثر من 16 الفاً، من دون الذين لا يزالون تحت ركام منازلهم.
اما المخزي أكثر, الا تكون اللجنة المشكلة بعد أكثر من ستين يوماً من حرب الابادة التي لا تريد الادارة الاميركية وقفها، قد التقط اعضاؤها كل الرسائل, ويعتقدون أن زيارات رفع العتب امام الشعوب مع الصحوة العالمية للخطر الصهيوني المدلل اميركيا, يمكن ان يغفر لمحادثاتهم, من دون اجراء عملي واضح, وكلهم لديهم قدرات إذا أحسنوا ادارتها لأوقفوا اميركا ومدللتها "اسرائيل" عن الجرائم المتمادية.
ان العمل على الصهاينة ليس حديث العهد, لكن الخطوات تنامت مع الغاء نص قرار الامم المتحدة  الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية, وهذا القرار لا يصنف الصهيونية كحركة عنصرية فقط, وانما يساوي الصهيونية تماما بالعنصرية ,واتخذته  الجمعية العامة وحمل الرقم  3379 (د –30)المؤرخ في 10 تشرين الثاني  1975: الا انه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، قامت الدول التي تتقدم الدفاع اليوم عن ارتكابات "اسرائيل" من جرائم ضد الانسانية وتقودها الولايات المتحدة الاميركية بالعمل على الغاء قرار  مساواة الصهيونية بالعنصرية من خلال  الجمعية العامة بتاريخ 16  كانون الأول عام 1991 بقرار حمل رقم 46/86 .
من المعيب ان تحادث الاميركيين وأنتم تعرفون انه ليس فقط مجرد شريك لأبشع المجرمين, بل هو من يقدم له الة وادوات الاجرام, وهو المدافع الاول عن جرائمه, ولم يتردد في اضطهاد حتى ناسه, عندما قالوا له: توقف عن محاباة الصهاينة, فأصدر بحقهم مذكرة جلب جماعية, تحت مسمى "معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية"؛ باعتقاده انه بذلك يعيد النظام الى القطيع.
الارجح ان نقرأ في الايام المقبلة ان اللجنة اجتمعت مع الاميركي, فلان وفلان, واستعرضت ما يدور في غزة وطالبت بتسهيل عبور المساعدات, وطالبت باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته عبر رفض كافة أشكال الانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، وحماية الشعب الفلسطيني من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. كما طالب أعضاء اللجنة بالعودة إلى مسار السلام العادل والدائم والشامل، من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد, يعود الكل الى عائلته, والاميركي يلهو بسيل دم الشعب الفلسطيني, لأنه اعتاد على مسرحيات الكلام واخراجها, حيث لا عمل جدي, ولا حتى تلويح باستخدام اي قدرة سوى الكلام, في وقت قال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن هناك إجماعًا رفيع المستوى داخل الإدارة على أنه" ليس من المنطقي أن يرد الجيش الأميركي بشكل مباشر على الحوثيين في اليمن، بعد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على ثلاث سفن مدنية"، وإن إدارة بايدن طلبت من "إسرائي ألا تهاجم  في اليمن، خوفاً من اشتعال حرب إقليمية, في وقت حول اليمنيون السفينة "الاسرائيلية" "جالكسي ليدر"، التي اقتادوها من البحر الاحمر قبالة محافظة الحديدة في اليمن، إلى مزار سياحي، حيث يتوافد المتفرجون على لي ذراع اسرائيل واميركا على متن قوارب صغيرة، للصعود إلى ظهر السفينة، ويلتقطون صوراً وفيديوهات على متنها, بفضل القدرة التي استخدمت في مكانها والتوقيت السليم تكاملت فيه الجهود.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل