أقلام الثبات

يتركز الاستماع وقراءة الأخبار في الحرب على الخسائر العسكرية للأطراف المتحاربة ويتركز الاهتمام لعدد الاليات المدمرة وعدد الجنود وعدد المقاومين، ويتم تقييم الانتصار او الهزيمة على اساس الاحداث المباشرة والخسائر العسكرية واحتلال الارض والجغرافيا!
صحيح ان هذه العناصر هي عناصر اساسية في احتساب النصر او الهزيمة في لحظة اعلان وقف النار او انتهاء الحرب، لكن هناك وجه اخر للحرب خسائره أكبر من الخسائر العسكرية واثاره ليست لحظوية بل مستدامة، وجراحها ومآسيها تمتد مدى حياة المصابين بها او المتلقين او الفاعلين.
انها الحرب والتوحش ضد المدنيين في غزة، ففي اليوم الستين للحرب قارب عدد المصابين من المدنيين الستين الفاً بين شهيد وجريح ومفقود، بمعدل 1000 مدني يومياً، وتجاوز عدد النازحين والمهجرين المليون فلسطيني، وتم تدمير وتضرر أكثر من 40% من مبانيها، بما يقارب أكثر من 20,000 وحدة سكنية، بالإضافة لتدمير معظم المستشفيات او إخراجها من الخدمة او إخلائها وتدمير والبنى التحتية كذلك..
يقاتل الجيش الاسرائيلي بأسلوبين:
- المسار العسكري بالصواريخ والقصف والتوغل البري والقصف الجوي والبحري بالقنابل المحرمة دولياً.
- مسار الحصار الاكثر توحشا عبر تدمير المستشفيات ومحطات الكهرباء والماء اقفال المعابر من الجهتين المصرية و"الإسرائيلية" وتقنين الوقود وأكثر من مليون نازح ونحن في فصل الشتاء انها حرب "اعدام المدنيين جماعيا"، وهذه حرب تشبه الحرب الجرثومية المبتكرة.. حرب القتل بالأمراض حرب القتل بالجوع بالخوف على مدى 60 يوما وربما ستتضاعف الى 90 يوما او أكثر.
يعيش الفلسطينيون المدنيون الرعب الدائم.. رعب انتظار الموت.. من سيكون التالي؟! وهذا أقسى انواع التعذيب ان تنتظر في مكانك ويمنع عليك مغادرته بانتظار الرصاصة او القذيفة التي ستقتلك!
تعيد "إسرائيل" تجربة الحرب على الضاحية والجنوب في حرب تموز 2006.. وتستعمل منهجية التدمير الشامل.
يبدو ان "اسرائيل" قد تعلمت من عرب التطبيع أن اصطياد الضب في الصحراء اما بإطلاق النار او بضخ الغاز في الجحر او الإغراق بالماء، وسد المنافذ وإبقاء فتحة واحدة للخروج لالتقاط "الضب" وذبحه للتلذذ بلحمه مشوياً كوجبه غداء!
هكذا هي "إسرائيل" تحاصر "الضب الفلسطيني" لتهجّره او تقتله او يسلم سلاحه ليعود وينتظر في طابور طلب العمل عند الصهاينة المستوطنين.. ليشتري طعامه ويعيش!
حرب غزة ستطول... و"الاسرائيلي" وبعض العرب بدعم امريكي لأن يتراجعوا عن الهدف الأساس.. يجب ازالة غزة من الوجود باي وسيلة باي توحش باي قصف باي حصار الهدف الاساس ان تزول غزة..
عندما تزول غزة لن يكون هناك دوله فلسطينية لا موحدة ولا حل الدولتين ولا اعتراف بالحقوق بل تذويب للقضية بين "صفقة القرن" واتفاقيات "أوسلو" والتطبيع "والديانة الابراهيمية "!!
حرب غزة مفتاح المستقبل الفلسطيني فان هُزمت غزة، ضاع الامل بتحرير فلسطين.
وان انتصرت غزة مع كل الاثمان البشرية الغالية.. يصبح الامل بتحرير فلسطين أكثر واقعية .
سَيُهزمون.... وما النصر الا من عند الله.