الجماعات التكفيرية... وخذلان غزة وأهل السُّنة في فلسطين ـ د. نسيب حطيط

الإثنين 04 كانون الأول , 2023 10:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قرأت اليوم اعلان "داعش" مسؤوليتها عن تفجير قداس للنصارى (المسيحيين) في الفيليبين.. وكان سبقه اعلان "داعش" عن تفجير انتحاري بالمصلين المسلمين الشيعة في مسجد في افغانستان في صلاه الجمعة، ومسؤوليتها عن قتل جنود سوريين في بادية تدمر.. واعلنت داعش مسؤوليتها عن عمليات ضد الحشد والجيش في العراق!

منذ طوفان التوحش "الاسرائيلي" ضد غزة لم نسمع عن بيان من الجماعات التكفيرية من النصرة وداعش واخواتها وأولادها لنصرة أهل السنة في غزة ودفاعاً عن الاسلام كما يدّعون في كل بياناتهم واعمالهم الانتحارية! لم نسمع عملية انتحارية او هجوما بمسيّرة ضد جيش الاحتلال، وهم موجودون في درعا والسويداء على حدود فلسطين، بل وموجودون في غزة وفلسطين!

لم نسمع عن انتحاري في كل انحاء العالم ضد مصالح "إسرائيلية" نصرة لأهل السنة في فلسطين!

الجماعات التكفيرية او "المارينز التكفيري الأمريكي" استولدت بقرار امريكي؛ كما يقول "زبغنيو بريجنسكي"؛ مستشار الامن القومي الأميركي الاسبق: "لقد خططنا لمقاتلة السوفيات في افغانستان بعنوان ديني، وطلبنا من الرئيس السادات إطلاق سراح سجناء جماعات التكفير والهجرة والجماعات الإسلامية، وطلبنا من الملك فهد تمويل هذه الجماعات، وتم تصنيع ما عرف بالأفغان العرب في افغانستان، وامهم القاعدة بعد تكليف رسمي لابن لادن".

بعد انتهاء مهمة "الافغان العرب" في افغانستان وانهزام الاتحاد السوفياتي قرّر الامريكيون القضاء على "الافغان العرب" بطلب من الدول التي ارسلتهم، لأنها وجدت فيهم في حال عودتهم قنابل موقوتة امنية وايديولوجية.. وتم تجميعهم في قاعده عسكرية وتم قصفها.

بعد غزو العراق صنّع الامريكيون جماعات تكفيرية جديده تم تكليفها بتدمير سوريا والعراق جبهة "النصرة وداعش".

آلاف الانتحاريين في سوريا والعراق من كل الدول الإسلامية حتى من فلسطين جاءت واجتازت الحواجز "الإسرائيلية" باتجاه سوريا والعراق وفجروا أنفسهم "نصرة لأهل السنة"!

امريكا تعيّن الخليفة التكفيري والقائد التكفيري ثم تقول انها قتلت الخليفة او القائد ورمت جثته في البحر.. لا نعرف هل قتلته هل سجنته ام أطلقت سراحه بهوية جديدة! لم تنصر الحركات التكفيرية من "داعش والنصرة" حركةَ حماس واهل غزة مع انهم ينتمون لعقيدة اهل السنة وبعضهم متشدد دينيا ضد الشيعة كما هم "داعش والنصرة "، ولم تغادر "حماس" عقيدتها السنّية وانتماءها لجماعة الإخوان المسلمين المتحالفين في الربيع العربي مع الجماعات التكفيرية في سوريا، وكذلك في اليمن، خطيئتها انها تقاتل الاحتلال "الإسرائيلي" ..!

لم تنصر "داعش والنصرة" والجماعات التكفيرية اهل السنة في فلسطين ولا في غزة مع انها ترفع شعار نصرة اهل السنة، بل تقوم بافعال للتشويش على ما يتعرض له أهلنا في غزة .. خذلت الجماعات التكفيرية غزة.. كما خذلها اغلب العرب والمسلمين وحرّموا عنها الدعاء وبعضهم يصنفها انها صارت من "الرافضة " لأنها تعاونت مع شيعة الرافضة في إيران والعراق ولبنان واليمن !

"حماس" الان في ساحة تواجه فيها اسرائيل في طوفان الاقصى وتواجه الضغط العربي لتدجينها والتخلي عن المقاومة المسلحة وقطع علاقاتها مع إيران ومحور المقاومة ...

ويهدد اهل السنة حماس بنبذها لأنها خرجت عن بيت الطاعة العربي وعن بيت الطاعة في الازهر وفي السعودية ...

حماس الان امام خيارات صعبة... خيارين يفرضها عليها العرب خصوصا والمسلمون وفي مقدمتهم تركيا:

- اول الخيارات التخلي عن المقاومة المسلحة والتدجين والدخول في السلطة لتكون نسخه جديدة عن حركه فتح والسلطةالفلسطينية.

- ثاني الخيارات ان تتخلى عن التعاون مع الرافضة في محور المقاومة والا تعرّضت للتكفير كما يتعرضون .. لكن يبقى الخيار الاسلم" لحماس" وحركات المقاومة في فلسطين ان لا تتخلى عن بندقيتها وتستمر في المقاومة المسلحة والتعاون مع كل الشرفاء الذين يقاتلون المشروع الإسرائيلي.. لأنه اذا تم اجهاض ما يجري الآن في غزة ...فلن تبصر أي حركة مقاومة النور قبل عقدين من الزمن ..

_ الامريكي وعليها ان توازن بين القتال وعدم الاستسلام وحفظ اهلها في فلسطين خصوصا... وان تقاتل ضمن استراتيجية وخطة التفريق بين الصلوات، وليس وفق خطة صلاه التراويح.

سَيُهزمون.. وما النصر الا من عند الله.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل