"إسرائيل".. وتوأمة بيروت 82 وغزة 23 ــ د. نسيب حطيط

الأحد 03 كانون الأول , 2023 10:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد مضي حوالي الشهرين على طوفان التوحش "الاسرائيلي" ضد غزة، واغراقها بالدماء والدمار، بالتلازم مع صمت عربي او حياد او شراكة، بدماء عشرات الآلاف من اهل غزة شهداء وجرحى ومشردين ومهجرين، تعيد "اسرائيل" في غزة تنفيذ خطتها ضد بيروت عام 1982، حيث حاصرت بيروت أكثر من ثلاثة أشهر قبل اجتياحها (10 حزيران – 1 أيلول1982) بالنار والحصار، فبدأت بإفراغ بيروت من المدنيين يومياً حتى لم يبق فيها الا فصائل المنظمات الفلسطينية والاحزاب اللبنانية وبعض المدنيين، ولم يكن هنالك من معبر للتموين الا بعض المعابر ما يعرف بالمنطقة الشرقية الشبيهة بمعبر رفح الان.

كان هدف "اسرائيل" اخراج مسلحي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وتدخل الامريكيون عبر المبعوث "فليب حبيب"، وبعد مفاوضات تحت النار والحصار تم تحقيق الهدف "الاسرائيلي" (مؤقتاً) بإخراج منظمة التحرير بقيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عبر البحر والبر الى تونس والجزائر واليمن..

تشرّدت منظمة التحرير الفلسطينية بقياده فتح، وتم اغتيال بعض قياداتها الأساسية؛ ابو جهاد وابو اياد، في دول اللجوء العربي، وأعقبتها اتفاقيات اوسلو وقيام السلطة الفلسطينية والاعتراف المتبادل بين منظمه التحرير الفلسطينية و"اسرائيل"، ومن ثم تحييد حركة فتح رائدة الكفاح المسلح الفلسطيني من ساحة المقاومة الى التعاون الامني مع "اسرائيل" !

يبدو ان "اسرائيل" مع بعض العرب، وبتغطية أمريكية وغربية، تعيد نفس المخطط مع غزة ولو استلزم الامر معركة طويلة لأشهر، بدل التوغل البري المكلف لإسرائيل، بعد تجربتها الأولى في شمال غزة، وللنجاة من الحرب اعلى اكثر من جبهة بالعنوان الشامل والساخن، فستلجأ "اسرائيل" للقصف المتوحش وتدمير المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه، وتهجير اهل غزة من الشمال الى الوسط ومن ثم من الوسط الى الجنوب ثم الى جنوبي الجنوب باتجاه سيناء عاجلا ام اجلا، سواء بالقصف والمجازر او بالترغيب بالسفر الى دول عربية غير الخليجية – التي ترفض استقبال أي لاجئ فلسطيني او نازح سوري (ستفرض اميركا عليها قبول بعض اللاجئين) او بعض الدوال الأوروبية وتركيا ..

تهدف "اسرائيل" الى ثلاثة اهداف:

- أولهما: التخلص من الخطر والخوف التاريخي من غزة عبر الغاء غزة من جغرافيا المقاومة.

- ثانيهما :التخلص من "حماس" كحركة مقاومة مسلحة سواء بالقضاء عليها (وهذا ليس ممكنا) او اعادة نفيها كما فعلت مع منظمه التحرير في بيروت وتوزيعها على الدول العربية... لكن المشكلة ان الدول العربية لا تقبل بلجوء حماس اليها وعندها سيكون لبنان الخيار الأفضل والممكن، كما كان لبنان خيار ابعاد قادة حماس والجهاد الى "مرج الزهور" في لبنان (في كانون اول عام 1992).

ــ ثالثهما: ان تقبل حماس بالتخلي عن المقاومة المسلحة والاعتراف بإسرائيل من بوابة منظمة التحرير، واستلام السلطة والقبول بالشراكة الاقتصادية (استخراج الغاز).

هذا هو المخطط "الاسرائيلي" الذي ستعمل عليه "اسرائيل" وبعض العرب او اغلب العرب مع امريكا واوروبا ..

هل ستقبل حماس بالتدجين والمهادنة نتيجة الحصار والوضع الكارثي لأهلها، أم ستكمل المواجهة؟

هل تستطيع قوى المقاومة افشال المخطط او اعاقته..؟

سيقرر الميدان ذلك، لكنها أشهر ساخنة وصعبة ودموية، وسيكون لبنان في قلب المعركة الطويلة، وربما سيتحمل أكثر اثمانها.. مرحليا واستراتيجيا....!

سَيُهزمون .. وما النصر الا من عند الله..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل