أقلام الثبات
تستمر حرب الإبادة الصهيونية على غزة منذ السابع من تشرين الأول الفائت، ويستمر جيش الاحتلال في ارتكاب المجازر في حق المدنيين العزّل، من دون أن يحقق أي إنجازٍ عسكري يذكر، فلا تزال صواريخ المقاومة الفلسطينية تتساقط في عمق الكيان الغاصب. ورغم ضراوة هذه الحرب الهمجية، والأفعال الإجرامية التي يقترفها العدو، غير أنه حتى الساعة لم يلتحم في مواجهةٍ مباشرة في رجال المقاومة.
وعن حقيقة الوضع الميداني في "القطاع"، "فلا تزال قوات الاحتلال تحاول التقدم بالمدرعات نحو الأحياء الغزاوية، فتلاقي الرد المناسب من مجاهدي المقاومة، الذين يستخدمون السلاح المضاد للدروع، الذي أعطب أكثر من مئتي مدرعة من أصل ألف، أعدها جيش الاحتلال للهجوم البري على غزة"، بحسب تأكيد مرجع واسع الاطلاع قريب من المقاومة الفلسطينية. ويلفت إلى أن "كل "الإنجازات" التي يتحدث عنها رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو، ليست إلا "ظواهر صوتية"، و"انتصارات صورية"، كتصوير "لواء غولاني" في مبنى البرلمان في غزة". ويؤكد "استمرار مقاومة الاحتلال، مهما بلغت وحشية العدو، لأن المقاومة مرتبطة بالبيئة الاجتماعية الفلسطينية، وبالتالي ليست مجرد تشكيل عسكري، على عكس البيئة الاجتماعية الصهيونية التي اهتزت بعد عملية "طوفان الأقصى"، بعدما هاجر آلاف الصهاينة من الكيان"، كما يقول المرجع. ويجزم "أن المقاومة تحقق المكاسب بالنقاط، فالعدو غير قادرٍ على السيطرة عليها، ولن تنكسر"، مهما بلغ الاصطفاف الإقليمي والدولي ضدها، ومحاولات احتوائها من بعض الأنظمة، لأنها تجسد وجدان الشعب الفلسطيني، يختم المرجع.
وعن موقف الأنظمة العربية والإقليمية من المقاومة الفلسطينية، يؤكد خبير في الشأن الفلسطيني أن الأنظمة العربية تريد "حماس الاحتواء"، على حد تعبيره.
أما رئيس النظام التركي رجب الطيب، فهو مستعد للتفاوض على "رأس حماس"، ودعا بدوره حركة المقاومة الإسلامية إلى "الاعتدال"، ويكشف الخبير أن "حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة طلب من حماس الهدوء". ويلفت إلى أن "توجه العدالة والتنمية لاتخاذ هذا المنحى يعود إلى سببين أساسيين، أولًا، حرص تركيا على علاقتها القوية مع الولايات المتحدة"، وثانيًا، أن "هناك توقعاً لدى النظام التركي بتدفق أموال اليهود إلى تركيا، في حال عاد التطبيع مع إسرائيل إلى الواجهة مجددًا في المنطقة، ودائمًا بحسب معلومات الخبير، لذلك لم تقطع أنقرة علاقاتها مع تل أبيب، كذلك تستخدم واشنطن قواعدها في تركيا لدعم الكيان "الإسرائيلي"، وسط صمتٍ من النظام التركي.