"النهار" وإعلام العدو وفيديو السيد.. "السلبية" عينها

الإثنين 30 تشرين الأول , 2023 11:12 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

بحسب البناء الأساسي لنظرية "الاعتماد على وسائل الاعلام"، فإن ﺍرتكاز ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺴﺎﺌل ﺍلاعلام كمصدر للمعلومات، يرتفع منسوبه في أوقات الأزمات عن غيرها من الأوقات. وإذا ما طبقنا فروض هذه النظرية على الواقع اللبناني، وحال بعض الإعلام فيه، لن يصعب استنتاج بسوء حال الجمهور المعتمد على إعلام طرف محدد في لبنان.

مثلًا، عنونت صحيفة "النهار" اللبنانية صباح 30 تشرين الأول بما يلي: "الشريط المصور لنصر الله يثير موجة من التعليقات السلبية". وهنا الحديث يدور عن مقطع صامت مصوّر للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لا يتعدى الإحدى عشرة ثانية نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي. إعلام العدو صنّف المقطع في إطار الحرب النفسية ضد كيانه، فالتزام السيد نصر الله منذ بداية "طوفان الأقصى" عدم التصريح العلني عن الأحداث، أثار موجة من التخبط، وفُسّر من قبل الأعداء على أن "عدم الادلاء بموقف هو موقف بحد ذاته".

ومع اعتبار اعلام العدو نشر فيديو يتضمن بضع ثوانٍ للسيد نصر الله من دون كلام، أنه يدل على ما بعده، انبرت صحيفة "النهار" لتكون شريكة اعلام العدو في تصنيف المشهد. فعند الدخول الى رابط العنوان المذكور على الموقع الالكتروني للصحيفة، سيتفاجأ القارئ بغياب أي نص ايضاحي لهذا العنوان. وكل ما ستجده في متن الخبر هو ما يلي: "أثار الشريط المصور الذي تناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن السيد حسن نصر الله الكثير من التعليقات السلبية لجهة مضمونه وتوقيته".

لم توضح "النهار" مصدر هذه التعليقات السلبية، هل هي من الجمهور اللبناني أم من "جمهورها" الاسرائيلي؟ لم توضح لنا ماهيتها، ولم تعطنا أمثلة عليها، ولم تشرح للقارئ اذا ما كانت التعليقات السلبية على المضمون والتوقيت، تنعكس عليها، أو على الجمهور اللبناني أو على القادة والمسؤولين في كيان العدو؟

كل هذه الأسئلة تحتاج الى اجابات، في ظل موجة عارمة من التعليقات الحماسية من الجمهور اللبناني الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ظهرت محتفية بالثواني القليلة للأمين العام، وقد ملأت "التايم لاين" لمنصة "تويتر" أو "X" على اختلاف التسميات، بالتعليقات المستبشرة خيرًا، والشامتة بالعدو. فلماذا اختارت "النهار" الانضمام الى "سلبيّة" العدو؟

 

ميساء مقدم ـ العهد


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل