"غزة" بين قمتي شرم الشيخ 2009 ...وقمة القاهرة 2023! _ د.نسيب حطيط

الأحد 22 تشرين الأول , 2023 10:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يبدو ان التاريخ يعيد نفسه في غزة والمنطقة ، ففي كانون اول عام 2008اجتاحت اسرائيل غزة في لمدة أربعة أسابيع ، رداً على قصف المقاومة لجنوب اسرائيل بالصواريخ ودعت مصر برئاسة حسني مبارك الى قمه في شرم الشيخ تشبه القمة التي دعا اليها الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان" قمة السلام" في القاهرة في العام 2023 وقد استمر الاجتياح البري لغزة اربعة اسابيع وبعد القمةه تم التوافق على وقف اطلاق النار من جانب اسرائيل فوافقت حماس على ذلك وكان شرط اسرائيل امرين اثنين :

- وقف اطلاق الصواريخ من غزة.

- قطع طرق تهريب السلاح الى غزة والتي كانت تقوم بها المقاومة في لبنان وايران والتي يبدو ان البعض ينكر ولا زال ينكر ذلك وان اعترف.. فيعترف بشق النفس طالبا المزيد حيث يرى نفسه وفق ما يملك من قوة وصواريخ ولكنه لا يعترف بمن اعطاه القوة.!

يبدو ان الحدث سيتكرر مع فارق في النتائج بدل ان تنسحب اسرائيل من غزة ،كما في الاجتياح الأول تريد وبغطاء عربي وعربي وبقياده أمريكية ان تهجّر اهل غزة الى سيناء..بينما يريد المصريون إخراجهم الى النقب حتى تستطيع إسرائيل القضاء على "حماس" وحركات المقاومة في غزة ويعيد الصهاينة ان يخرجوا الفلسطينيين مرتين من ديارهم مرة من ديارهم الأصلية كمواطنين ومرة من ديارهم كلاجئين على ارض فلسطين وكل ذلك بتآمر وموافقه عربية وربما اسلامية سواء في العام 1948 عند احتلال فلسطين او في العام 2023 عند تهجير غزة! لقد جمعت قمة القاهرة للسلام ، قاده غربيون وعرب لبحث السلام وفق النظرة الأمريكية الغربية ومما يمكن تسجيله على نتائج القمة الملاحظات التالية :

- الانعقاد السريع والواسع بمشاركة عربية وغربية كانت الكلمة الاعلى فيه للدول الغربية

- لم تستطع القمه اصدار بيان الختامي مما يعني فشلها وعدم قدرتها على وقف اطلاق النار واستطاعت اميركا والغرب ان يأخذوا من العرب مايريدون.. ولم يعطوهم شيئا..!

- تأكيد القمه وبالإجماع بناء للطلب الأميركي ان حركات المقاومة لا تمثل الشعب الفلسطيني وان السلطة الفلسطينية المهادنة والمتعاونة مع الاحتلال هي الممثل الشرعي للفلسطينيين وان غزة يجب ان تعود الى سلطتها اذا قبل الإسرائيليون بعدم التهجير .

- توصيف امين عام جامعه الدول العربية حركات المقاومة في غزة بانها حركات ارهابية..مما يعطي العدو مشروعية القضاء عليها...!

- توصيف المقاومة في غزة بان إرهابية ،مما سيمهّد الطريق لوصف المقاومة في لبنان والعراق واليمن بأنهم إرهابية...وكل حركة مقاومة ضد المشروع الاميركي والاسرائيلي فهي إرهاب..!

- شرّعت "قمة القاهرة" الاجتياح الإسرائيلي البري والقصف التدميري لغزة ووافقت على التهجير،مبدئيا دون اتفاق عليه ...هل هو باتجاه سيناء او النقب او الاردن!

ان فشل القمة الموسعة في القاهرة ،بوقف اطلاق النار او فتح معبر" رفح" للمساعدات الإنسانية والطبية وعدم منع الاجتياح البري او القصف البري يعني ذلك اعطاء مهله جديده للاحتلال لاستكمال مشروعه التهجيري والتدميري للقضائ على حركات المقاومة في غزة وهذا ما ينبئ بان الحرب ستمتد لأسابيع على الاقل حتى تستطيع اسرائيل وامريكا تحقيق بعض النتائج الميدانية التي يمكن الاعتماد عليها لفرض الشروط سواء في غزة ابتداء تعميم هذه المنهجية لفرض الشروط على المنطقة واذا نجحت تجربة غخضاع "غزة" بالتهجيروالقصاء على حركات المقاومة، فإن هذا الامر سيتكرر ايضا في لبنان عندما تتوفر الظروف الميدانية والسياسية لتحقيقه في المستقبل هذا هو المخطط الامريكي ..لكن محور المقاومة سيتصدى ويقاوم مع دفع الاثمان الباهظة من الخسائر سواء على مستوى الشهداء او الحجر ... والمعركة لم تنتهي بعد وربما تطول ومالنصر الا من عند الله.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل