طوفان الأقصى .. نتنياهو نحو حتفه ـ أحمد زين الدين 2/2

الجمعة 13 تشرين الأول , 2023 09:57 توقيت بيروت أقلام الثبات

لأقلام الثبات

إذا كان رئيس الحكومة الاسرائيلية المقبور إسحاق رابين، وجنرالها الحربي الأشهر، ووزير دفاعها الأقدم، كان يتمنى أن يصحو يوماً فيجد أن غزة قد ابتلعها البحر، فلا يعود لها على الأرض وجود، ولا يبقى من سكانها أحد، ولا يترك البحر شيئاً من آثارها على اليابسة.

ومن فرط خوفه   منها لم يخفِ أمنيته، ولم يبقها حبيسةً في صدره لئلا يخاف جنوده أكثر، وهو بالنسبة لهم القائد والمثال، والزعيم والجنرال، الذي خاض الحروب، واقتحم المدن، ودخل القدس واحتلها، إلا أنه كان ضعيفاً أمام غزة، مهزوزاً في وجودها، مرتبكاً عند نهوضها، عاجزاً عن مواجهتها والتصدي لها، وغير قادرٍ على تركيع رجالها وإسكات نسائها، وترهيب أطفالها، والقضاء على أحلامه.

بعد رابين كان ارييل شارون ومشروع الجديد، ممثلا في الانسحاب من قطاع غزة وتفكيك 17 مستوطنة هي كل المستوطنات المزروعة هناك.

لا بد بداية من العودة إلى عام 1999 يوم كان شارون يحضر لمشروع غزو السلطة والإطاحة بحزب العمل الذي فشل في مسيرة التسوية بعجزه عن فرض الحل المطلوب على الفلسطينيين في قمة كامب ديفيد في يوليو/ تموز 2000، الأمر الذي مهد الأجواء لاندلاع انتفاضة الأقصى بعد ذلك بثلاثة شهور، وتحديدا في 28   أيلول 2000.

في تلك الأثناء دخل شارون على خط المزايدة المحمومة على إيهود باراك وحزب العمل معلنا أنه الوحيد القادر على جلب السلام والأمن للشعب الإسرائيلي.

خلال شهور كان شارون على رأس السلطة مؤكدا مشروعه الرامي إلى القضاء انتفاضة الأقصى في غضون مائة يوم لا أكثر، لكن الرياح لم تأت بما تشتهي سفنه، حيث تواصلت الانتفاضة على نحو جعلها مرحلة استثنائية في تاريخ النضال الفلسطيني.

وفيما نسي الشارع الإسرائيلي قصة الأيام المائة تحت وطأة الخوف من التهديد الوجودي حيث لجأ إلى الاحتماء "بالقاتل الأزعر" حسب وصف أحد الكتاب الإسرائيليين، كان شارون يواصل حربه الشرسة على الشارع الفلسطيني، فيما كان الإسرائيليون يصفقون له والخوف يملأ قلوبهم من الموت الذي يتربص بهم في المقاهي والباصات.

وأخيرا، توفي أرييل شارون عن عمر ناهز 86 عاما في مستشفى تل هشومير قرب تل أبيب وذلك بعد تدهور حالته الصحية. وكان شارون قد أصيب بجلطة دماغية قبل ثماني سنوات أبقته في غيبوبة مشلولا في المستشفى. 

يذكر انه قبل شارون،  يهودا باراك،   عاشر رئيس وزراء لإسرائيل ووزير الدفاع من 1999 إلى 2001 ثم تولى مرة أخرى وزارة الدفاع من 2007 حتى 2013. رأس إيهود باراك حزب العمل الإسرائيلي من 2009 وحتى 2013.

في 17 ايار 1999 تمكّن باراك من الفوز برئاسة الوزارة الإسرائيلية وقد أتمّ فترة رئاسته لغاية 7 اذار 2001 عندما خسر في الانتخابات الاستثنائية لغريمه «ارئيل شارون». ونذكر أهم الأحداث التي تخللت فترة باراك لرئاسة الوزارة وتميّز بعضها بالجدل، في تلك المرحلة حققت المقاومة الانتصار الكبير على العدو ، الذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي – "الإسرائيلي" ، بذلك انتهى الحياة السياسية لباراك.

(أخير، إيهود أولمرت ( الذي كان قد رأس   بلدية القدس منذ عام 1993 وحتى 2003  وقد تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بالوكالة، بعد إصابة أرئيل شارون بجلطة دماغية ثم عُين عام 2006 رئيساً لحزب كاديما، واستمر حتى عام 2008. ثم عُين أولمرت رئيساً للحكومة الإسرائيلية بالوكالة في 4 كانون الثاني 2006. وأدى اليمين في 4 ايار 2006. خلال فترة رئاسته للحكومة شهدت بعض الاضطرابات والحروب، فقد وقعت لبنان، التي كرست المقاومة انتصار المدوي، ونهاية حياة أولمرت السياسية.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل