مقالات مختارة

اعلى من كل الانجازات العسكرية والامنية والنفسية والاقتصادية والسياسية، التي "تعد ولا تحصى"، هناك انجاز تاريخي استراتيجي لم يبدأ الحديث عنه، هو:
انكسار عقيدة الاستيطان، وانهزام دور المستوطنات والمستوطنين وهذا اخطر وابعد اثرا من انكسار الجيش وانهزامه.
لقد وردت اشارة الى هذا الامر في كلام جندي صهيوني اسير في غزة اذ قال: انا كجندي ارتكبت اعمالا فظيعة ضد الفلسطينيين، ولكني اذا عدت سالما ساترك البلاد مع عائلتي واهلي..
عندما انسحب العدو اول مرة من غزة قام بنفسه بتفكيك مستوطناته من القطاع وتدمير ما لا يفكك.. واليوم استولى الفلسطيني على المستوطنات بما فيها من مستوطنين وعسكر وسلاح وتجهيز فقتل واسر واحرق ودمر وسيطر.. وانهزم كل ما هو امامه واخطره العقيدة الصهيونية الاستيطانية العنصرية الاحلالية الابادية، وهي الاساس الذي قام عليه الدولة الزائلة، التي تحاول هذه الايام ابادة شعب غزة للتغطية على هزيمتها التي لا ترمم! هزيمة عقيدتها الاستيطانية وسياسة الاستيطان الاستراتيجي، وزرع المستطنات تارة كحزام كما في الحدود، وتارة كشبكة اختراقات وحواجز كما في الضفة والقدس، لكن هذا سقط دفعة واحدة بالضربة القاضية، وهذه شر هزيمة. وهذه اهم الانتصارات في غزوة "طوفان الاقصى".
ولسوف نرى كيف سيرحل المستوطنون واهلهم خلف هذا الاسير او قبله!
وسوف نرى ان كانت الدولة العبرية ستجد وقتا او مستثمرين لتفكيك ما يتبقى من المستوطنات؟!
 د.مصطفى سليمان