أقلام الثبات
تؤشر الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، تحديدًا ما يحدث على الساحة الفلسطينية، وقبلها استهداف الكلية الحربية في محافظة حمص السورية، خلال تخريج دفعةٍ من خريجي الضباط في الأيام الفائتة، إلى أن هذه المنطقة مقبلة على تغيير "الستاتيكو" الراهن على صعيد الوضعيّن السياسي والميداني في آنٍ معًا. فبالنسبة للوضع الميداني، لا يمكن تقدير التطورات في الميدان لأكثر من أربعٍ وعشرين ساعة. وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر سياسية متابعة لمجريات التطورات الميدانية، أن نجاح المقاومة في توجيه الضربات المؤلمة للكيان الإسرائيلي، تلك الضربات التي لم يتلقاها منذ تأسيسه، لا يمكن أن يبقى مكتوفًا أمامها، خصوصًا بعد وصول التعزيزات الأميركية الداعمة لهذا الكيان إلى المنطقة. أضف إلى ذلك تحريض الرئيس الأميركي جو بادين قادة هذا الكيان على "محو غزة لاجتثاث المقاومين فيها". ففي حال أقدم هذا الكيان على اجتياح قطاع غزة، بدعمٍ أميركيٍ، فلاريب أن المنطقة بأسرها آيلة نحو الانفجار، على حد تعبير المصادر. وفي السياق عينه، يجزم مرجع استراتيجي أن الجبهة الشمالية مع العدو الإسرائيلي متراصة، وأن محور المقاومة لن يسمح بذبح أبناء غزة مهما بلغت الأثمان، وتبقى التطورات مرهونة بردود الأفعال الصهيونية- الأميركية، التي قد تشعل المنطقة، وسيكون محور المقاومة حاضرًا للرد المناسب، من اليمن من جهة البحر الأحمر، إلى الجبهة الشمالية في سورية ولبنان. ولكن لا يتوقع المرجع عينه انفلاش الجبهة، مرجحًا استمرار الوضع القتالي في فلسطين المحتلة على حاله الراهن، أي استمرار استهداف طائرات العدو الفلسطينيين، ورد المقاومة الفلسطينية على هذا العدوان، باستهداف الكيان الإسرائيلي بالصواريخ، في وقتٍ قد تتدخل فيه وساطات دوليةٍ لوقف التصعيد، إفساحًا في المجال لنجاح هذه الوساطات في إدارة مفاوضات غير مباشرةٍ بين المقاومة والاحتلال، قد تؤدي هذه المفاوضات إلى صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، والتفاهم على ترتيباتٍ ميدانيةٍ وسياسيةٍ جديدةٍ في فلسطين والمنطقة ككل، من المبكر الغوص في تفاصيلها، يختم المرجع.
وفي السياق أيضًا، تلفت مصادر متابعة لمجريات الأوضاع في فلسطين والمنطقة من جهةٍ أخرى، إلى أن " الإعلام الإسرائيلي" للمرة الأولى ينشر أعداد وأسماء قتلاه ومصابيه وأسراه، فور حدوث عملية "طوفان الأقصى"، ما يعني أنه يحاول استعطاف الرأي العام الدولي، لدعمه في أي عدوانٍ مرتقبٍ على الشعب الفلسطيني.
بالانتقال إلى الوضع في سورية، يبدو أن الأوضاع آيلة نحو التأزم، تحديدًا على الصعيدين الميداني والسياسي، بعد استهداف الكلية الحربية في حمص بالطائرات المسيّرة، وتحريك أنشطة الإرهابيين التي تستهدف المناطق المتاخمة لبؤرهم، كأرياف حلب واللاذقية وحماه. وربطًا بين الوضعين الميداني والسياسي، تعتبر مصادر سياسية سورية أن استهداف الكلية الحربية من المجموعات الإرهابية التي تدور في فلك أنقرة، وبأوامرها، أو على الأقل بسكوت منها، سيؤدي ذلك إلى توقف مسار أستانة للسلام في سورية، الذي ترعاه كل من: روسيا وإيران، وتركيا، على اعتبار أن هذا العمل الإرهابي يشكل خرقًا كبيرًا لمسار أستانة وضربة لضمانه من موسكو وطهران.