العام الدراسي، خطورة "مجتمع الميم" على المجتمعات التربوية... ـ أمين أبوراشد

الثلاثاء 03 تشرين الأول , 2023 09:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

نتناول مسألة المثلية الجنسية على أنها مرض، سواء كان نتيجة خلل تكويني فيزيولوجي أو إضطراب نفسي، لكنه بطبيعة مجتمعنا اللبناني، من الأمراض التي تستوجب العزل كما أي وباء، ولا اعتراض سوى على علنية المجاهرة به، ومحاولة الترويج له في المجتمع، سواء عبر تظاهرة الشاذين بأشكال غريبة وأزياء مُريبة، أو عبر امتطاء ظهر الحُرية التي حمل لواءها النواب "العشرة ناقص واحد"، في العريضة التي طالبوا من خلالها بإلغاء المادة  ٥٣٤ من قانون العقوبات اللبناني، التي تُجرِّم المثليين في حال ضبطهم بفعلٍ منافٍ للآداب.

وخطر مجتمع الميم في لبنان، أن أتباعه يُدركون بأنهم غرباء عن المجتمع الطبيعي، وأنهم منبوذون، وأنهم شواذ، ولذلك يبدو نهج تحركاتهم تحت سقف "الحريات" وكأنهم أصحاب حق ضعفاء، وأنهم مضطهدون، سواء في الأندية أو  عُلَب الليل، أو في حفلاتهم الخاصة.
ولأننا دخلنا بداية عام دراسي وأنشطة جامعية بشكلٍ خاص، فإن المواجهة بين طلاب مجتمع الميم وزملائهم الطبيعيين حتمية، وما "مسيرة الحريات" التي دعت إليها نحو ١٨ جمعية حقوقية ونسوية وتنظيمات سياسية في لبنان السبت الماضي، سوى نموذج عن الآتي الأعظم داخل التجمعات الأكاديمية، مع كل ما قد يرافقها من مواجهات واعتداءات متبادلة بين المثليين  والرافضين لهكذا  إنحرافات علنية مؤذية لطبيعة تكوين الشعب اللبناني من المنطلقات الدينية والأُسرية والأخلاقية.

ونحن إذ نتحدث عن مرض شواذ معروف منذ القِدم، فإننا هذا العام بالذات نجده قد تحوَّل إلى آفة تعتمر بوقاحة قبعة "الحريات"، حيث العزل لم يعُد كافياً لمنع الإنتقال إلى مرحلة الوباء، في زمن وسائل التواصل الإجتماعي وسهولة استخدام تقنيات الترويج بشعار من هنا ولعبة من هناك، بحيث أن عدم الإستحياء لدى جماعة "الميم" مقزز ومستفزّ للآخرين المختلفين، وما على إدارات المؤسسات التربوية من مدارس ومعاهد وجامعات سوى منع الأنشطة التي سوف تقصد إقامتها هذه الجماعة من باب التعميم داخل الحرم التربوي والأكاديمي لمادة جديدة من خارج المنهج الدراسي.

أما وقد بلغت بعض الجامعات مرحلة "الترويج لقبول الآخر المختلف" فإن هذا الآخر ما كان عُرضة للهجوم عليه متى استتر، والشذوذ على ندرته، كان معروفاً لدى بعض الطلاب ولدى بعض الأساتذة أيضاً، لكن المُجاهرة به كأحد بنود حقوق الإنسان الواجب احترامها فهذا ما لن يتقبَّله أي إنسان طبيعي من البيئة اللبنانية، رغم شروط الإبتزاز التي تنتهجها جمعيات ال NGOs مع طالبي المساعدات الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية USAID.

أحد أخطر هذه الشروط، ما سرَّبته محطة إعلامية لبنانية عن توجيه إدارة إحدى أكبر الجامعات في بيروت بريداً إلكترونياً الى طلابها، يتضمن وجوب خضوع الطالب المحتاج لمساعدة مالية Scolarship الى حصص دراسية تحت عنوان Gender Studies التي تشجع على الشذوذ الجنسي وعلى حرية اختيار الميول الجندرية لدى الفتيان والفتيات مع إلزام الطالب صاحب طلب المنحة بالحد الأدنى من حضور هذه الدروس في كل فصل جامعي وضرورة مشاركته بكل الأنشطة واللقاءات التي ترتبط بهذه الدروس.

تبقى ربما أجواء المدارس في المرحلتين التكميلية والثانوية مضبوطة جزئياً، سواء من إدارة المدرسة أم من لجان الأهل، لمنع انتشار ثقافة المثلية بين طلاب ما زالت أعمارهم تسمح بتطبيق سياسة تربوية سليمة
عليهم، لكن طلاب الجامعات الذين يغرقون من بداية السنة في إغراءات انتخابات الخلايا الطلابية، والبرامج التي تُحاكي رغبات وطموحات العدد الأكبر في عيش الحرية، سوف يواجهون هذا العام بالذات سياسات مغايرة لهمومهم الأكاديمية، وتركيزاً غير مسبوق على تسويق المثلية تحت مسمى احترام الحريات، ولا دور هنا لا لإدارة الجامعة ولا للأهل، بل الدور الأول والأخير هو للشباب الواعي الرافض لأغرب شائنة اجتماعية عرفها تاريخنا المعاصر .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل