أقلام الثبات
رغم المتابعة الإقليمية والدولية لملف الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، ولكن على ما يبدو لايزال إنهاء حال الشغور في الرئاسة الأولى بعيد المنال، على إعتبار أن الإصطفافات النيابة لاتزال على حالها، ولم تتغير حتى الساعة، رغم إعلان بعض القوى وفي مقدمها القوات اللبنانية، أنها مستعدة لتأييد ترشيح "خيارٍ ثالثٍ"، أي غير رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور كحلٍ مقبولٍ لأزمة الشغور الرئاسي. ثم بعد ذلك إتهم رئيس "القوات" سمير جعجع فريق المقاومة والممانعة بتعطيل الإنتخابات الرئاسية، وعدم قبول الفريق المذكور بـ"الخيار الثالث". في ضوء إستمرار حال المراوحة الراهنة، تحديدًا على صعيد الوضع الرئاسي، تقدم بقوةٍ في الآونة الأخيرة طرح ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون في بعض وسائل الإعلام، التي إعتبرت أن ترشيحه أفضل تجسيد "للخيار الثالث"، كونه خارج الإصطفافات السياسية القائمة في البلد، ولكن لاريب أن دون ترشيحه عقبات جمة. فمعلوم أن الرئيس العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر يرفضان ترشيح قائد الجيش رفضًا قاطعًا. كذلك فإن ترشيح العماد عون يتطلب تعديلَا دستوريًا، لذا هو في حاجةٍ إلى تأييد كتلتين شيعية ومسيحيةٍ وازنتين كممرٍ إلزميٍ لجدية هذا الترشيح، هذا في حال نال قبل ذلك تأييد كتلتين سنية ودرزية وازنتين أيضًا. فهل من المتاح أن ينال تأييد ثنائي حزب الله أو حركة أمل، أو أحدهما، ما يمّهد طريق بعبدا أمام قائد الجيش؟
هنا، يعتبر مرجع سياسي متابع ومطلع على أجواء فريق المقاومة، أن فرصة وصول العماد عون إلى بعبدا صعبة، ولكنها ليست معدومةً بالكامل، خصوصًا إذا تقاطع التأييد الدولي والإقليمي والمحلي على ترشيح قائد الجيش، وهذا الأمر وارد، وإن يكن إمكان حدوثه ضئيل، فـــ "التيار"الذي يجدد تفاهمه مع حزب راهنا ،يرفض العماد عون جملةً وتفصيلًا.
في المقابل، لا يستبعد المرجع فرضية إنتخاب فرنجية رئيسًا، وإن تكن فرصة تحقيق هذه الفرضية ليست كبيرةً أيضًا، هذا في حال توصل فريقي "الحزب" و"التيار" إلى الموافقة على طرح الثاني الداعي الى تطبيق اللامركزية الإدارية والمالية، وإنشاء الصندوق الإئتماني، وإن كانت هذه الموافقة محصورةً بالفريقين، كمرحلةٍ أولى، قبل أن تطرح في المجلس النيابي، ليتم التصويت عليها، من أعضاء البرلمان كافة. فعندها قد ينتخب زعيم "المرده" رئيسًا، يختم المرجع.
وفي السياق، تستبعد مصادر سياسية موافقة حزب الله على السير بترشيح قائد الجيش، في وقتٍ يتابع الحزب فيه الحوار مع "التيار". وتشير إلى أن ترشيح فرنجية أدى إلى إتساع الهوة بين الفريقين المذكورين. وتسأل المصادر: "هل يريد "الحزب" هدم كل جسور التواصل مع "التيار" من خلال تبني ترشيح العماد عون؟". وتختم المصادر بالقول: "إذا لم يصار إلى عقد جلسة إنتخاب خلال الشهر المقبل، تفضي إلى إنتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، إذًا تكون المرحلة المقبلة غير واضحة المعالم".
رغم كل "الهالة" الإعلامية "للخيار الثالث"... هل لايزال فرنجية الأقرب الى بعبدا؟ ـ حسان الحسن
الأربعاء 20 أيلول , 2023 10:08 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة