"بريغوجين حيّ وسيظهر من جديد".. هل حبكها بوتين؟! ـ ماجدة الحاج 

الجمعة 01 أيلول , 2023 09:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قنبلة "من العيار الثقيل" فجّرها فاليري سولوفي-محلّل سياسي روسي، بالكشف عن انّ قائد فاغنر يفغيني بريغوجين لا زال على قيد الحياة، موضحا انّ الأخير لم يكن اصلا على متن الطائرة التي سقطت في منطقة تفير" وإنما شبيهه"،  مشيرا الى انّ بريغوجين بصحّة جيّدة ويقيم حاليا في بلد ـ لم يُحدّده، وانه كان على علم بمحاولة اغتياله لذلك دفع بشبيهه- الذي يحمل جواز سفر مزوّر، مكانه على متن الطائرة! 

ووعد سولوفي بأنه سيكشف عن مكان بريغوجين اوائل هذا الشهر- والذي  "سيُظهر نفسه من جديد في نهاية هذا العام"- بحسب قوله، مضيفا انّ الاخير "ينوي الانتقام من الأشخاص الذين كانوا يعتزمون قتله".. هو ليس الوحيد الذي نفى مصرع بريغوجين في تحطّم الطائرة. فمنذ شيوع خبر تحطّم تلك الطائرة يوم 23 من شهر اب الفائت وتأكيد وجوده على متنها مع عدد من مساعديه، ثارت عاصفة من الشكوك حول العالم حيال "جدّية" مقتله رغم تأكيد افراد من مجموعته لاحقا خبر مصرعه..ليلفّ الغموض مصير رجل لطالما اثار ومجموعته الجدل خصوصا مع بدء العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا، ونجاح "فاغنر" في تحرير مدينة باخموت- التي شهدت اعنف المعارك ضدّ القوات الاوكرانية على مدى أشهر طوال، قبل ان توعز القيادة  الروسية للمجموعة وقائدها مهمّة تحريرها وهذا ما حصل.. حينها، خصّ الكرملين- في سابقة هي الاولى، قوّات فاغنر وقائدها بالتهنئة "على عملها في تحرير باخموت".. 

فهل قُتل بريغوجين حقا؟ ام انها "عملية استخبارية" حبكتها موسكو لهدف غير معلوم؟-وفق ما يرجّح خبراء عسكريون.. خصوصا وانّ شكوكا كثيرة رُسمت حول "جدّية" التأكد من حمضه النووي، كما "جدّية" دفنه حيث اثارت مراسم الدّفن الضيّقة والمُغلقة الكثير من الرّيبة ايضا.. وكان لافتا تساؤل وكالة الصحافة الفرنسية "اذا ما كان قائد فاغنر قد دُفن حقا"؟ 

صحيح انّ بريغوجين هزّ روسيا وفاجأ العالم لساعات طوال خلال يوم "التمرّد" المفاجئ الذي قاده على القيادة الروسية-خصوصا الرئيس بوتين، في شهر حزيران-يونيو  الماضي، وعليه، ذهبت سهام الكثيرين حول العالم سريعا الى اتهام بوتين في "تدبير" اسقاط طائرة بريغوجين.. لكن في المقابل، لا يُنكر هؤلاء حاجة القيصر لخدمات المجموعة الخارجية-خصوصا في افريقيا، وهو دور يصعب على الجيش  الروسي الرسمي القيام به، وبات معروفا انّ "فاغنر" حقّقت وجودا عسكريا وامنيا وسياسيا واقتصاديا لروسيا في افريقيا بمكاسب ثمينة.. 

ولا يُنكر محلّلون وخبراء عسكريون غربيون قدرة وحنكة الرئيس بوتين في  تسديد ضربات "من خلف السّتار" صوب من يهمهم الأمر من دُوَل الغرب في القارة السمراء.. فالتحوّلات الجيوسياسية المتسارعة في منطقة الساحل الغربي الإفريقي وآخرها الغابون، دفعت بالأروقة الغربية الى رصد ومتابعة اهداف روسيا الاستراتيجية هناك، وبدا لافتا رفع الاعلام الروسيّة خلال التظاهرات المؤيّدة لقادة الانقلاب في النيجر.. ستيفن بلانك- الباحث في معهد ابحاث السياسة الخارجية وفي مقال له بموقع "هيل" الاميركي في اعقاب انقلاب  النيجر صوّب على ما اسماه" استراتيجية روسيا الطموحة في جميع انحاء  افريقيا"، واعتبر انّ كل انجازات "فاغنر" هناك هي بدعم وتخطيط بوتين وحكومته.. وعليه، وبغضَ النظر عن جدّية مصرع يفغيني بريغوجين من عدمها،- والتي تبقى الى الآن لغزا محيّرا لدى الكثيرين، الا انّ المؤكد انّ صفحة الرجل قد طُويت من قاموس الرئيس بوتين- الذي لا يغفر الخيانة..هذا على الأقل ما  يجمع عليه اكثر من مصدر روسي. لكنّ "فاغنر" –بحسب المصادر، ستبقى "ضمن التحكّم الروسي بشكل مباشر في عملياتها الواسعة في الشرق الأوسط وافريقيا، وأصدر الرئيس بوتين الاسبوع الماضي قرارا يُلزم جميع عناصر  "فاغنر" بأداء قسم الولاء للدولة..  

وفي حين رجّحت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها عن "خطط روسيا لمستقبل مقاتلي "فاغنر" في مرحلة ما بعد بريغوجين"، ان تؤول قيادة المجموعة الى اندريه تروشيف، وهو مقدّم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسيّة،  " الذي يُعدّ احدى الشخصيّات العامّة القليلة في "فاغنر" التي لم تكن مُدرجة في قائمة ركاب الطائرة التي تحطّمت وأودت بحياة بريغوجين"- وفق اشارة الصحيفة، افادت وكالة "بلومبرغ"، "انّ احد المقاولين العسكريين المقرّبين من وزارة  الدفاع الروسية، يستعدّ لتولّي عمليات المجموعة في افريقيا. واشارت الوكالة -نقلا عن مصدر مقرّب من الكرملين، الى انه "تقرّر خضوع كافة العمليات السرّية التي تنفّذها "فاغنر" لقيادات عسكرية روسيّة مباشرة، لينتهي بذلك غطاء السرّية وعدم العلاقة المباشرة بالدولة الروسيّة". 

واستنادا الى تسريبات صحفية فرنسية- نقلا عن معلومات موقع "انتيليجانس  اونلاين" الاستخباري الفرنسي، فإنّ الرئيس بوتين وقادته العسكريين، بصدد التجهّز لتسديد "مفاجآت ميدانية من العيار الثقيل" في غضون المرحلة المقبلة، إحداها ضربة "قاسية" في مرمى الاستخبارات البريطانية، التي تُدير بنفسها المسيّرات المحسوبة على قوات كييف، لتضرب اماكن وقواعد عسكرية في الداخل الروسي بشكل هستيري مؤخرا بعد فشل الهجوم الاوكراني المضاد.. وإذ لفتت الى "حراك غير عادي بالقواعد الجويّة في فرنسا" في الايام الأخيرة،  لفتت الى توقُع "حدث عالمي كبير" قد لا يكون بعيدا، دون الدخول في تفاصيله.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل