أقلام الثبات
رقيب شجاع اطلق رصاصاته على "الاسرائيليين "، فكان جزاؤه الفصل
"بفرقة موسيقية وبضعة مشاة يمكن احتلال لبنان ! " هذا القول هو لوزير الحرب الصهيوني المقبور موشيه دايان في السبعينيات من القرن الماضي، حينما كان في لبنان من يرى ان "قوة في عضفه"، فتحمل البلد من هذا الجبن والخنوع منذ العام 1948 الاعتداءات الصهيوني بشكل دائم ،وكانت احيانا شبه يومية (وقد سبق للثبات ان نشرت يوميات هذا العدوان) منذ العام 1948، من دون ان هذه الاعتداءات الرد المناسب، ونذكر بالمناسبة غارة الكوماندوس الصهيوني على مطار بيروت الدولي في 18 كانون الاول 1968، حيث دمرت كوماندوز من وحدة النخبة سايرت متكال، بقيادة رفائيل إيتان، 13 طائرة ركاب وطائرة شحن واحدة، وجميعها تتبع لشركة طيران الشرق الأوسط (MEA)..
المفارقة المثيرة أن رقيبا شجاعا من الجيش اللبناني كان يخدم في المطار أقدم على اطلاق رصاصات مقديته على المعتدين، كان جزاؤه المحاكمة الفصل من الخدمة. وكثيرمن الامثلة على كذلك ، الى أن قامت المقاومة الاسلامية والوطنية اللبنانية بعد اجتياج لبنان عام 1982، لتبدأ مسيرة قبر " قوة لبنان في عضفه ". ولتبدأ مسيرة بقوة لبنان في مقاومته، ومعادلة قوة لبنان في "جيشه ومقاومه وشعبه" التي ارسها اسسها ومعادلتها الرئيس العماد اميل لحود منذ كان قائد للجيش.
لقد ترجمت معادلة الجديدة بمسلسلة المقاومة (1982 – 2000 ) التي بتتوج بالانتصارغير المسبوق ليس مجرى الصراع العربي – الاسرائيلي وحسب ، بل منذ احتلال غرناظة في الاندلس عام 1492 م. ولتؤكد بعدها حرب ال 33 يوما بسباطة نهاية النهاية لهذا الكيان الاستيطاني العنصري.
ها نحن ذكرى إحياء "خراب الهيكلَيْن" الأول والثاني هذا العام الذي، وفق السردية اليهودية التاسع من شهر آب العبري ذروة الانقسامات التي عمّت الكيان، على خلفية الخطة القضائية بشكلٍ عام وإقرار "حجّة المعقولية" بشكلٍ خاص، ما دفع عدداً من المحللين والخبراء إلى تشبيه ما يجري اليوم في "إسرائيل" بما حدث عشية "خراب الهيكلين".
في غضون ذلك ، كشفت وسائل اعلام عبرية أنّ "الجبهة الداخلية" ليست جاهزة للحرب، وأن مستوطنات الشمال ينقصها أكثر من عشرة آلاف ملجأ، الأمر الذي يعني أنّ 2.5 مليون مستوطن "يعيشون بلا حماية"، مضيفةً أنّ ذلك يأتي "في ظل التوترات المتزايدة مع حزب الله عند الحدود اللبنانية".
ولفتت صحيفة "معاريف" إلى أنّ حكومة الاحتلال قرّرت، عام 2018، تخصيص خمسة مليارات شيكل لحماية الجبهة الداخلية، على مدى عشرة أعوام. لكن، وفقاً لمنظمة أومتس (تجمّع سياسي)، فإنه "يتمّ تنفيذ الخطة بتكاسل. وفي عام 2023 قررت الحكومة خفض ميزانية الحماية من نصف مليار إلى 100 مليون شيكل فقط".
وحذرت المنظمة من أن "الأمن لا يقتصر على ردع العدو فحسب، بل يهتم أيضاً بالجبهة الداخلية، التي هي في قلب كل حرب في القرن الحادي والعشرين".
وحمّلت المنظمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت مسؤولية التأكد من أن مستوطني "إسرائيل" لن يدفعوا "ثمناً باهظاً ومؤلماً"، مضيفة أنّ على الحكومة "توفير أمن حقيقي لكل من هو في مرمى الصواريخ".
مما يكون ضروريا الاشارة الى ان وسائل إعلام العدو الصهيوني أفادت بأنَّ ثلث المستوطنين الصهاينة (33%) يفكرون في مغادرة "إسرائيل".
بشكل عام، التآكل الذي تعيشه "إسرائيل" يتفاقم، وتصريحات مستوطنٍ توضح حالة تردّي الثقة بالحكومة الإسرائيلية لدى سكان مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، كاشفةً عمق الأزمة التي يعيشها الاحتلال.
قال مُستوطِن إسرائيلي يقطن في مستوطنة "موشاف مارغليوت"، الواقعة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، إنّه يفضّل "أن تكون موشاف مارغليوت مع حزب الله، على الحياة في إسرائيل". وصرّح المستوطن للقناة الـ "12" الإسرائيلية، بأنّه "لا أحد يهمه أمر موشاف مارغليوت، نحن نفضل أن تكون مع حزب الله على العيش بهذا الوضع"، وهو صاحب مزرعة دجاج في مستوطنة "موشاف مارغليوت" على الحدود مع لبنان، كان قد فقد دجاج مزرعته بسبب موجة الحر.
وعبّر المستوطن عن غضبه ومخاوفه، مصرّحاً: "سأشنق نفسي في هذه المزرعة"، وذلك حين تحدّث عن افتقاره لدعم حكومة الاحتلال، مخاطباً مسؤولي الكيان بـ"أنتم تقتلوننا".
يُشار إلى أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت أنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست جاهزة للحرب مع حزب الله، وأنّ مستوطنات الشمال ينقصها أكثر من عشرة آلاف ملجأ، وهو الأمر الذي يعني أنّ 2.5 مليون مستوطن "يعيشون بلا حماية"، مضيفةً أنّ ذلك يأتي "في ظل التوترات المتزايدة مع حزب الله عند الحدود اللبنانية".