أقلام الثبات
الميراج ترجح كفة فرنجية على سركيس
الشهابية لم يسقطها نتائج انتخاب 1968 التي حققها الحلف الثلاثي ( احزاب : الكتائب، والكتلة الوطنية ، والوطنيين الاحرار ) مكاسب لافتة ، لكنها لا تؤهله لأن يفوزبمركز برئاسة الجهورية ، وكذلك اتفاق هذا الحلف مع " تكتل الوسط النيابي " الذي كان يتكون من كل ( كامل الأسعد ، صائب سلام ،وسليمان فرنجية ) لايمكنه من الفوز ، علما ان فكرة ترشيح فرنجية طلعت من هذا التكتل وتفاصيلها ، ان سلام وفرنجية كانا يلعبا الرند ، فسأل سلام فرنجية عن امكانية ترشيحه ، فرد الاخير ، من يقنع شمعون او الجميل وكل من منهما يعمل لنفسه ؟
هنا اتصل الرئيس سلام بالنائب كاظم الخليل بحث الامر معه ، رد الاخير بطلب مدة مهلة ساعة، لكن قبل أن تمر الساعة، اتصل الخليل بسلام مبشرا بقبول الحلف الثلاثي بترشيح وتأييد فرنجية. ولكن كل ذلك لم يكن كافيا لفوز فرنجبة.
الى ذلك، ان البعض يرى ان اتفاقية القاهرة الذي تم التوقيع عليه في 3 تشرين الثاني 1969 في القاهرة لغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، اسهم اسقاط مرشح الشهابية الياس سركيس، لكن هذا القول غير صحيح بتاتا ، لكن الوحيد الذي عارض اتفاق القاهرة كان عميد الكتلة الوطنية النائب ريمون ادة ( انظر: شارل حلو – حياة في ذكريات ص 281 )، مع العلم ان مجلس النواب كان قد اقر هذا الاتفاق من دون ان اطلع على بنوده.
من رجّح كفّة فرنجية على رشح الشهابية الياس سركيس، هو كمال جنبلاط وكتلته النيابية التي كانت تضم 8 نواب. وما جعل جنبلاط ينتخب سليمان فرنجية كان ما سُمّي بقضية طائرة الميراج، حيث أتهم المخابرات السوفياتية: الـ «كا.جي.بي» بمحاولة اختطاف طائرة حربية لبنانية هو نوع "ميراج " لمعرفة أسرارها، بعد الخسائر الفادحة التي مُنيت بها طائرات «الميغ» في الحرب العربية - الإسرائيلية في حرب حزيران عام 1967. وإذ نفى السوفيات بشدّة أن يكون لديهم خطط لخطف طائرة الميراج، استنكر كمال جنبلاط والأحزاب اليسارية هذه التهمة، ووصفوا بأنَّها من «بنات خيال أجهزة الدكتيلو» وهي من الصفات التي أخذت تطلق على المكتب الثاني، فكانت أن أعلنت جبهة النضال الوطني النيابية بقيادة كمال جنبلاط تأييدها لفرنجية، ولم يمتثل لهذا القرار النائبين بهيج تقي الدين ومعروف سعد، وقد أسفرت هذه الانتخابات عن نيل فرنجية 50 صوتا وسركيس 49 صوتا في الدورة الثانية، لكن رئيس المجلس النيابي صبري حمادة رفض إعلان النتيجة لأن الأغلبية المطلقة برأيه هي النصف زائدا واحدا، وبالتالي فان هذه النتيجة هي زيادة نصف صوت فقط، فحصل هرج ومرج وفوضى في مجلس النواب، انسحب على أثرها رئيس المجلس الى مكتبه رافضا إعلان النتيجة، فكان أن اتصل النائب رينيه معوض بالرئيس فؤاد شهاب ليعلمه بالإشكال القانوني الذي أثاره رئيس المجلس، فطلب إليه بأن يدعو الرئيس حمادة لإعلان انتخاب النائب فرنجية رئيسا للجمهورية، وفعلا دخل الرئيس رشيد كرامي والنائب معوض الى الرئيس حمادة وطلبا إليه إعلان نجاح فرنجية، مؤكدين له انه إذا أعاد الاقتراع فسيصوّتان لمصلحة فرنجية، وهنا دعا الرئيس حمادة مكتب المجلس الى اجتماع، أعلن على أثره فوز فرنجية برئاسة الجمهورية، ومنذ انتخابه كان الرئيس فرنجية يقول كلما ذكّره أحد من النواب انه يدين له بانتخابه: «انه صوتي أنا» وليس صوت أحد آخر.