أقلام الثبات
طالبت منظمات حقوقية فرنسية بالإفراج عن الاسير اللبناني في السجون الفرنسية المناضل جورج إبراهيم عبد الله الذي يقبع في الاسر منذ نحو 40 سنة رغم تجاوز فترة محكوميته التي انتهت في عام 1999.
وفي رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نشرها موقع "ميديا بارت" (Mediapart) طالبت 14 منظمة حقوقية فرنسية بالإفراج عن جورج عبد الله رغم صدور قرار بإطلاق سراحه عقب استكمال فترة سجنه قبل 10 سنوات، لكن وزير الداخلية آنئذ رفض إصدار أمر بترحيله إلى لبنان.
ودعت المنظمات الحقوقية إلى احترام الفصل بين السلطات واستقلال قاضي تطبيق العقوبات، مطالبة في السياق ذاته بتوقيع السلطات وثيقة ترحيل جورج عبد الله.
ووصفت الرسالة المناضل جورج عبد الله بكونه "السجين السياسي الأقدم في السجون الفرنسية وواحدا من أقدم السجناء السياسيين في أوروبا"، مضيفة أن "هذه الوضعية تتعارض تماما مع تقاليد فرنسا في مجال حقوق الإنسان". وطلبت الرسالة من "الرئيس الفرنسي" رسميا عدم تفويت هذه الفرصة لوضع حد لاحتجاز تشكل مدته عارا على فرنسا".
بأي حال، فالأسير جورج إبراهيم عبد الله ومهما طالت مدته فلن يحني هامة المناضل الشجاع، وهو القائل:
"لن أندم.. لن أساوم.. سأبقى أقاوم" تلك هي الجملة السحرية الرائعة التي أغضبت وما تزال سليلي الاستعمار الفرنسي، وقبلهم سيدهم الأميركي، ومعلمهم الصهيوني، الرابض على أرض فلسطين بالجبروت الإمبريالي، وبالتخلف الرجعي العربي.
تلك الجملة قالها يوماً المناضل والمقاوم الأسير في السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبد الله، الذي فبركت له المخابرات الفرنسية "مؤامرة قضائية"، على حد تعبير محاميته إيزابيل كوتان باير؛ زوجة المناضل الفنزويلي الأممي الأسير أيضاً في السجون الفرنسية "كارلوس".
قد تكون هذه الجملة التي ذهبت مقولة مأثورة في مسيرة المجاهدين والمناضلين والمقاومين ضد الصهيونية والاستعمار، هي السبب قبل أي شيء آخر.
فرنسا التي تحت شعارات الثورة الفرنسية "الإخاء والعدل والمساواة" استعمرت أقساماً واسعة من القارة السوداء، وشاركت في حروب استعمارية، لم يستيقظ ضميرها في زمن فرنسوا ميتران، الذي يعتبر آخر الرؤساء الفرنسيين المحترمين، خصوصاً أنه في عهده حيكت المؤامرة القذرة ضد الأسير عبد الله، ولم تستيقظ في زمن خائن الديغولية الكبير جاك شيراك، ولا في زمن اليهودي من أصل مجري نيكولا ساركوزي، ولن تستيقظ في عهد أسطورة الصبيانية والبهلوانية فرنسوا هولاند، الذي كان معظم أعضاء حكومته من اليهود والصهاينة والماسون، وهي حتماً لن ترى بصيص نور أو أمل في زمن "صبي روتشيلد" ماكرون.
أما عندنا في دولتنا فثمة حقيقة لم يعد جائزاً السكوت عنها، لأنه لا يعقل أن يستمر البلد محكوماً من قبل مجموعة مقاولين وأثرياء لا يخافون إلا على مصالحهم، فيساومون ويتنازلون عن كل شيء خوفاً على الأعمال والأرصدة في رياح الأرض الأربعة. تجاوزت مدة أسر جورج إبراهيم عبدالله مدة أسر المناضل الكبير الراحل نيلسون مانديلا، الذي قبع في السجون العنصرية 25 عاماً فقط.. وعلى حد وصف شقيقك روبير "لو أنك كنت عميلاً أو سارقاً أو أمير زاروب أو مهرباً.. هل كان ما يزال في السجن"؟!
بعد 40 عاماً على أسره، هل تتحرك الدولة اللبنانية عام 2023 من أجل حرية الأسير اللبناني جورج إبراهيم عبد الله؟
بعد 40 عاماً على أسر جورج إبراهيم عبد الله، نحن نعرف أنك ستكون حراً في لحظة ما، رغم أنف كل المتواطئين والعملاء.. فتحية إلى جورج إبراهيم عبد الله.. أسيراً، ودائماً وأبداً مناضلا.