أقلام الثبات
من جديد تعود نيران الحقد تأكل قاطنيها، وتعاود الكرّة تلو الكرّة ولكن بجنسية مختلفة هذه المرة، بنكهة عربية، تحرق نسخة من القرآن الكريم في السويد على يد شاب عراقي، وبتغطية إعلامية محلية وعالمية، فما هي الرسالة التي تريد إيصالها السلطات السويدية من هذا العمل المشين؟.
أياً تكن الرسالة التي إيصالها السلطات السويدية فهي مرفوضة ومدانة بهذه الطريقة، ولابد من الرد عليها ولكن ليس بالطريقة القذرة التي استخدموها، وما عرضه بعض رواد التواصل الاجتماعي من حلول تقضي بحرق نسخ من الإنجيل أيضاً مرفوضة، فشريعتنا الغراء لا تسمح بالتعدي على باقي الشرائع، والرابط الذي يجمع المسلمين والمسيحيين أقوى من أن يقصمه شيطان دنيء، وقد استنكر القس والمفكر المسيحي فرانك جوليان غلي، بشدة تدنيس القرآن الكريم في السويد، وشدد على ضرورة التضامن بين المسيحيين والمسلمين في إدانة هذا العمل الشنيع، أما في لبنان فقد استنكر عميد المجلس العام الماروني وديع الخازن هذا التصرف السيء بقوله: "إن عودة ظاهرة الخارجين عن مفهوم المسيحية في العالم، تعكس مخططا بات معلوما للإيقاع بين العالمين المسيحي والإسلامي حيث زرعت الصهيونية العالمية بذور صراع بين الحضارات والأديان وغزته بكل أنواع الحروب الطائفية”، وأضاف الخازن: "إننا إذ نستنكر بشدة هذا الأسلوب الخارج عن التاريخ والتقاليد والأعراف بين الديانتين السماويتين، نطالب السلطات السويدية، التي لا تعرف في دستورها وقوانينها أي تمييز أو فوارق، أن تضع حدا لهذه الموجة التي تتجدد كل فترة لإعادة تأجيج حالة الاستعداء على المسيحيين بمثل هذه التصرفات الشاذة والشائنة".
بالمحصلة: يجب على الحكومة السويدية أن تعي أن المساس بالمعتقدات جريمة كبرى، وهو نوع من الإرهاب الذي مورس على مرّ العصور، ويجب وضع قانون يحاسب المتعدين على القرآن الكريم، فالشرائع الأخرى لم تصب بأي أذى، وكل متطرف وإرهابي لا يتعدى إلا على القرآن الكريم، وهذا مدان.