أقلام الثبات
لم تكد "اسرائيل" تخرج من صدمة "كمين" جنين المُحكَم بعد، حتى جاءتها سريعا الصّفعة التالية عبر العمليّة النوعيّة قرب مستوطنة "عيلي" بالضفّة الغربية في أّوج حال التأهّب والاستنفار "الاسرائيلي"، والتي افضت الى مصرع اربعة "اسرائيليين" وعدد من الجرحى بينهم اصابات حرجة..وبتطوّر خطير، جاءت عمليّة اغتيال الشهداء المقاوِمين الثلاثة مساء الاربعاء الفائت بواسطة مسيّرة في سابقة هي الاولى منذ 17 عاما.. لم يطل الأمر ابعد من اليوم التالي، حيث هزّ تل ابيب مساء الخميس، انفجار ضخم تبيّن انه وقع داخل مصنع عسكري تابع للجيش "الاسرائيلي" في هرتسليا..
وفيما بدا وقعُ الانفجار لافتا في توقيته وسط تكهّنات في داخل الكيان"الاسرائيلي" حيال ان يكون مُتعمّدا، فرضت الرقابة العسكرية –على جري العادة، حظرا على نشر اي معلومات تتعلّق بالحدث، الا انّ ما ظهر مؤكدا، انّ الانفجار خلّف وراءه حفرة بعمق 7 امتار، وهرعت سيارات الاسعاف كما طائرة مروحية شوهدت تهبط في المكان. ورغم عدم اتيان الاجهزة الامنية "الاسرائيلية" على ذكر حصيلة الانفجار البشرية، الا انّ شهود عيان اكدوا وقوع اصابات –بينها قاتلة، جرى نقل بعضها على متن المروحية..
وفي مقابل "الضبابيّة" التي لفّت حدث الأمس الليلي الا انّ ثمّة من المحللين العسكريين من جنح سريعا الى تبنّي فرضية "التفجير المتعمّد" داخل المصنع العسكري ردا على عمليّة اغتيال الشهداء المقاوِمين الثلاثة.. قإذا قرّرت "اسرائيل" العودة الى سياسة تنفيذ عمليات اغتيال من الجوّ- وخصوصا انّ تقارير عبريّة صوّبت على انّ تل ابيب تعتزم السّير في هذا السيناريو تحديدا في جنين ونابلس، الا انّ لقادة الفصائل الفلسطينية رأيا آخر وعلى المسؤولين "الاسرائيليين" الأخذ به ومفاده:" عودة اسرائيل الى تنفيذ عمليات اغتيال بحقّ مقاومين من الجوّ، يعني عودة عمليات التفجير "المقاوِمة في داخل الكيان ضدّ اهداف عسكرية وحيوية حسّاسة"..
وعلى الارجح تلقّفت تل ابيب" الرسالة" جيدا ومرسِليها ايضا..وصوّبت سريعا على "التدخّل الواضح من ايران وحماس" في الضفة الغربية، قبل ان يغمز وزير النقل والمواصلات "الاسرائيلي" يسرائيل كاتس من قناة حزب الله، ويمرّر في تصريح صحفي امس الخميس، تحذيرا "عالي اللهجة" صوب الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله من انّ "اي خطأ من جانب حزب الله سيتلقى نصرُالله ضربة لن تُقارَن بحرب لبنان الثانية"-وفق تعبيره.
هدّد كاتس السيّد نصرالله بضربة لا يمكن تخيّلها في وقت لم تجرؤ حكومته على الإتيان بأي حركة تجاه موقعَين لحزب الله زعمت انه اقامهما في مزارع شبعا- "داخل السّيادة الاسرائيلية"-وفق زعمها. واكتفت بتوجيه شكوى الى الامم المتحدة وتمرير رسالة تمّ ربطها بقرنَي ماعز حذّرت من "الاقتراب من حدود اسرائيل".. هذا على وقع التدريبات المكثّفة التي اجراها لواء "النخبة" الاسرائيلي -غولاني في الاونة الاخيرة، على سيناريو "كيفيّة مواجهة حزب الله عند توغّله "داخل الاراضي الاسرائيلية"!
يبقى السؤال المحوري الان، هل يتجه بنيامين نتنياهو بضغط من الوزراء "المتطرّفين" في حكومته، الى شنّ عملية عسكرية في الضفة الغربية؟ رغم تحذيرات مسؤولين امنيين في الكيان "الاسرائيلي" من انّ اي عملية عسكرية تحديدا في جنين ونابلس دونها مخاطر جمّة قد توسّع نيرانها الى ساحات اخرى كغزّة وحتى لبنان..فبين توقّف صحيفة "هآرتس" عند "الضغوط السياسية الكبيرة التي قد تدفع الى شنّ عملية عسكرية، وتحذير صحيفة "اسرائيل هيوم" من "انّ هذا الخيار قد يُشعل جبهة الشمال"، جاء اجماع وسائل اعلام عبرية اليوم الجمعة، على "قرار امتناع الجيش "الاسرائيلي" عن شنّ عملية عسكرية واسعة في الضفّة" والاستعاضة عنها ب "تعزيز القوات"، مرتبطا بتحذيرات مسؤولين امنيين ورئيس الشاباك رونين بار من انهيار السلطة الفلسطينية-" وهو ليس في مصلحة اسرائيل".
على الضفّة الاخرى، يبدو لافتا هامش الحذر الكبير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية إزاء ما مرّرته وسائل الاعلام العبرية اليوم-وفق اشارة مصادر فلسطينية حذّرت من تقصّد تمرير تطمينات خادعة على غرار تلك التي مررتها حكومة نتنياهو عبر الوسطاء المصريين، حيال التعهّد بعدم القيام بأي عملية اغتيال ضدّ مقاومينفلسطينيين، لتأتي العملية المباغتة التي اغتالت فيها "اسرائيل" ثلّة من قادة حركة "الجهاد الاسلامي" فجر التاسع من شهر ايار الماضي.. وعليه، تقول المصادر إنّ الجهوزية لدى فصائل المقاومة في غزّة والضفة الغربية في اعلى جهوزية وكأنّ المواجهة حاصلة غدا..وسط معلومات صحافية لبنانية المحت الى "مفاجآت فلسطينية" مرتقبة بعضها قد يكون خارج التوقعات "الاسرائيلية"..
وعلى وقع معلومات مصدر صحافي روسي المح الى تطورات ميدانية" هامة جدا" مرتقبة في الاسابيع القادمة ستشهدها "المنازلة" بالوكالة بين روسيا وحلف الناتو في اوكرانيا، قد يكون من ضمنها ضربات روسيّة مفاجئة صوب اهداف معادية في بولندا.. يبدو انّ حدثا سوريّا كبيرا بات مرتقبا ايضا في شهر تموز القادم.. فوفقا للمصدر الذي واكبته معلومات لصحيفة "البناء" اللبنانية- نقلا عن دبلوماسي روسي سابق، "فإنّ شهر تموز سيشهد على الارجح تطورات ميدانية هامّة في الشمال السوري"، مشيرا الى ما اسماه "الحدث الكبير" في ادلب، وموضحا" انّ العملية العسكرية المرتقبة ستكون مدعومة من روسيا وايران".. وتعليقا على موقف تركيا اجاب" عليها ان تقرّر كيفيّة التعامل مع هذه العملية"..
ليبقى اللافت في ما نقلته شخصيّة صحافية فرنسية عن مصدر في موقع "انتيليجانس اونلاين" الاستخباري الفرنسي، رجّحت اقتراب حدثّين كبيرّين في المنطقة، احدهما يتعلّق ب "نصر كبير" للرئيس السوري بشار الاسد دون تحديد ماهيّته، يشكل هدفا ذهبيا سوريّا في الشباك" الإسرائيلي"- الأميركي!