الكباش اللبناني قبل التوافق على كبش المحرقة! ــ أمين أبوراشد

الأربعاء 21 حزيران , 2023 08:20 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ربما انتشى المرشح جهاد أزعور على مدى يومين بعد نيله أصواتاً تفوق أصوات سليمان فرنجية، تماماً كما كان ينتشي المرشح ميشال معوض كلما ارتفعت الأصوات من جلسة الى أخرى خلال الإحدى عشرة جلسة الفولكلورية السابقة، وبما أن الجلسة الثانية عشرة أفرزت ما أفرزت من اصطفافات، فإن الرقم 13 هو الذي سوف يحسم الرئيس التوافقي، بصرف النظر عن موعد تلك الجلسة الموعودة، الذي قد يطول، طالما أن فرنجية مستمر بترشيحه، لأن الثنائي الشيعي لن "يُقيله" عن مقعد الترشيح ما لم "يُقِل" هو نفسه.

وبانتظار اقتناع فرنجية بعدمية التوافق عليه، فإن سحب ترشيح أزعور بسيط جداً، وهو من الهزالة أنه لم يكن أكثر من ورقة تجريبية بديلة عن الورقة البيضاء، والأصوات التي نالها غير قابلة للزيادة، لا بل للنقصان، وسوف تقتصر -إعلامياً- على كتلتيّ القوات والكتائب، لأن التيار الوطني الحر تلقى ما يكفي من اعتراضات داخل التيار ومن دواخل العونيين على شخص أزعور.

ولعل السِّيَر الذاتية لآخر ثلاثة رؤساء للجمهورية كافية كنماذج لترسيم صورة الرئيس التوافقي المقبل، الذي لن يتمتع حتماً بصلابة الرئيس إميل لحود في المواقف الوطنية، ولا بقوة الرئيس ميشال عون في الحرص على بناء دولة نظيفة، وقد تكون مواصفات الرئيس ميشال سليمان المُهادِنة، هي الأقرب لشخصية الرئيس المقبل سواء كان العماد جوزف عون أو أحد المحاميين، زياد بارود أو ناجي البستاني، مع عدم استبعاد شخصية اقتصادية يتم استقدامها من عالم المال والأعمال.

"كبش محرقة" سيكون الرئيس المقبل كائناً من يكون، وأشبه بمايسترو مطلوب منه عزف سيمفونية تُرضي الجميع وليس هو مؤلفها، براغماتي في مسايرة الجميع، بعيداً عن صلابة إميل لحود في المبادىء، وعن الحقيقة النقية التي رفعها ميشال عون شعار عهده، ولم يُخطىء ربما ميشال سليمان في رماديته، لأن اللون الثابت لا يبدو أنه يُعجِب ألوان الطبقة السياسية الحالية، التي لا خلاص للبنان من بعضها سوى بالقضاء والقدر!.

وقبل الجلسة الثالثة عشرة التي سوف تتمخَّض عن ولادة "كبش المحرقة" التوافقي، سيجد التيار الوطني الحر نفسه بعيداً عن الإختيار من المدرسة التي تخرَّج منها جهاد أزعور، حتى ولو حصل تباعد مع "القوات اللبنانية'، لأن الأهم أن يختار مرشحاً تقتنع بتاريخه القاعدة العونية ولو أنه قد لا يصل إلى بعبدا.

نعم المطلوب رئيس آدمي للمرحلة الآتية، بصرف النظر عن قدرته على الإصلاح بوجود طبقة سياسية لم يعرف لبنان أفسد منها. وعلى سيرة مكافحة الفساد، نروي حكاية إحدى مغاور النهب التي استغرق الكشف عنها من عهد فخامة النزيه إميل لحود حتى عهد فخامة الآدمي ميشال عون، كي يُدرك اللبنانيون أسرار المغاور.

في السنة الأولى لإنتخابه عام 1998 نزل الرئيس إميل لحود "كبسة" الى النافعة في الدكوانة وقال خلال الزيارة: هذه إحدى أكبر مغاور الفساد.

وبعد ربع قرن من بداية عهد الرئيس لحود ونهاية عهد الرئيس عون، ما زالت مغارة النافعة مفتوحة رغم استفاقة جزئية للقضاء من الكوما، بفضل قاضية شريفة إسمها غادة عون، دفعت الكثير من الأثمان في مسيرتها النضالية ضد الفاسدين وأبناء الحرام، الى درجة إقالتها من منصبها بتحريض سياسي، لأنها تشبه إميل لحود وميشال عون...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل