لبنان...انتخاب الرئيس، بين لعبة النصاب والتنصيب التوافقي! ــ أمين أبوراشد

الأربعاء 14 حزيران , 2023 12:08 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بصرف النظر عن الإصطفاف الحاد جداً بين "المُعسكرين"، الفريق المؤيد لسليمان فرنجية وفريق جهاد أزعور، فإن مسألة انتخاب رئيسٍ للجمهورية على ضوء الجلسة الاولى اليوم الأربعاء وتعطيل الثانية، شبيهة بلعبة نهائي كرة قدم: تعادل سلبي في فشل أي فريق الحصول على 65 صوتاً، ثم وقت إضافي، وانتهاءً بضربات الجزاء الترجيحية، التي قد تستغرق طويلاً فيما الشعب اللبناني هو الكُرة وهو المَرمى وهو المُرمى به على قارعة الإنتظار القاتل.

قبيل تلك الجلسة كان هناك تفصيل بسيط من مسرحية طويلة، أن المسألة تحتاج المزيد من سيناريوهات الكباش على طريقة "بييّ أقوى من بيَّك"، بين ثنائي شيعي متماسك كما الزواج الماروني، وثنائي مسيحي الطلاق وارد عنده في أية لحظة، والسبب هو التفاهم الذي ارتضاه التيار الوطني الحر على مرشح أنجبته "القوات اللبنانية"، مع العلم أن الطلاق القائم بين العونيين والقوات يحمل صفة بطلان زواج منذ توقيع اتفاق معراب الأول.

الطلاق الثاني، شيعي - درزي، رغم تأكيد النائب السابق وليد جنبلاط أن قرار تصويت كتلة اللقاء الديمقراطي ليس تموضعاً سياسياً موجهاً ضد أحد، لكن الرئيس بري الذي رفض استقبال النائب تيمور جنبلاط بعد "التموضع" ألزم جنبلاط الأب إصدار بيان تكذيبي لوسائل الإعلام أن تيمور لم يطلب موعداً من بري ليتمّ رفضه، ولا خوف على علاقة عين التينة بالمختارة في كل الأحوال لأن ما يجمعهما أكبر مما يفرقهما، خصوصا أن دوران وليد بك ما زال يتمتع بنفس الديناميكية وحتى ولو تقاعد، لأنه لا يحب القعدة الثابتة.

وبمقدار تشكيكنا بتموضعات جنبلاط، نُصدِّق النائب جبران باسيل في قوله بعد اجتماع التكتل يوم أمس الثلاثاء، أن العلاقة مع حزب الله مستمرة لجهة دعم المقاومة والإستراتيجية الدفاعية، لكن التيار خاب ظنه بمواقف الحزب من موضوع بناء الدولة الذي ورد في البند الرابع من وثيقة مار مخايل، وهنا، من حق العونيين التساؤل: هل المرشح جهاد أزعور- تلميذ فؤاد السنيورة- صالح لأن يكون مدعوماً من تيار الإصلاح والتغيير، بصرف النظر عن رأينا بالمرشح سليمان فرنجية، وإذا كان أزعور هو الوحيد الذي جمع ما بين القوات والتيار تحت رعاية بكركي، فلن يقرع المسيحيون والعونيون خصوصاً الأجراس لهكذا جَمعَة.

ندرك أن التيار قد لُدِغ من الجحر مرات وليس مرتين، منذ الإتفاق الرباعي ووصولاً الى تفاهم معراب الأول، لكن "تفاهم معراب الثاني" الذي استولد أزعور نكاية بسليمان فرنجية هو اختيار لم يكن التيار ملزماً به، وكان من الأفضل لنواب التيار التصويت بورقة بيضاء في مواجهة فرنجية بدلاً من أزعور، والتيار الوطني الحر غير منقسم على نفسه رغم رفض بعض نوابه التصويت لأزعور ولكن، التيار كادر سياسي لإدارة الحالة العونية بكل نقائها، ومن المستحيل عليه أن يمحو من ذاكرة العونيين كتاب "الإبراء المستحيل".

نعم، ورقة بيضاء تشبه تاريخ العونيين وثقافتهم النظيفة، وإذا كان وصول الأوادم بالمقياس العوني ممنوعاً على النائب ابراهيم كنعان أو نائب الشوف الدكتور فريد البستاني، فقد كان خيار المحامي زياد بارود أو العماد جوزف عون هو الأقرب للعونيين.

نفهم أن التيار يرفض سليمان فرنجية، وغالبية من العونيين يرفضون جهاد أزعور، وما زالوا ينتظرون محاكمة مَن وردت أسماؤهم في كتاب "الإبراء المستحيل"، وهنا لا انقسام داخل التيار ولكن، إذا كانت للتيار حساباته السياسية فليس على حساب مشاعر الكثير من العونيين أصحاب الأكفّ البيضاء كما كفّ ميشال عون، ولتكُن الورقة البيضاء هي وسيلة إيصال الرسالة العونية خلال كل الجلسات الحوارية المقبلة وتلك التي ستحصل في المجلس لإنتخاب الرئيس وسط لعبة تعطيل النصاب، الى حين التوافق على تنصيب رئيس آدمي كائناً من يكون..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل