23 عاماً من الضوء المتصاعد ـ أحمد زين الدين

الإثنين 22 أيار , 2023 09:05 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ثلاثة وعشرون عاماً مضوا .. على ذاك الحدث الذي أعلنه مجلس الوزراء برئاسة ضمير لبنان البروفيسور سليم الحص، الذي اجتمع برئاسة الرئيس المقاوم العماد إميل لحود، عيداً وطنياً، هو "عيد المقاومة والتحرير« وبعد خمسة أعوام ونيف، حاول فؤاد عبدالباسط السنيورة أن يلغي العيد، والذي كان يراد منه في الحقيقة إلغاء الحدث، وتجسد ذلك بعد عام وشهرين في عز حرب تموز حين عانق بحرارة في باحة السراي كونداليزا رايس، التي هتفت من بين يديها صديقها أن شرق أوسط جديداً سيولد من رحم هذه الحرب.

يومها.. بدت الأمور واضحة؛ ثمة معسكران يتواجهان، كل قوى الجهاد والمقاومة والتحرر الوطني على مدى الكون، في مواجهة قوى الشر والعدوان والاستعباد والقهر والتسلط.

إذا،ً في مواجهة هبوب الريح، في مواجهة هجوم الغزاة الكثيف، في مواجهة التواطؤ والصمت والتداخل، تبقى المقاومة قلعة القلب الصامدة، أبراجها العالية قامات المقاومين، وطاقات أسوارها هي عيون الأطفال والشباب المطلة على كل الغد.. ومداميكها القوية هي قرارها بالمواجهة، وكلمة سرها هي أننا الاستقرار والصبر والمواجهة، للذين أغرقهم النعاس وأداروا الوجه.. للذين أرادوا النهار ليلا دائماً، ويرون النجوم مع الأقداح، و يرونها أوسمة على الهامات.. وأسماء الشهداء.

ثمة علامة للذي يعرف الدرب، أو للذي يعرف الدرب ولا يمشي، ها هو الدرب؛ 25 ايار ..2000 هكذا نمشي، وما المسافات إلا خطوة وتقصر.

هذا هو نبع يهدر منه نهر، فمن لا يعرف أن بين النهر والأرض حياة.. وبين الحياة والوطن جسد؟ هذا هو طرد تحمله ريح المقاومة العظيم، يحملها ويحملنا إليكم.. لنؤكد حقائق الحياة.

أيها الخائفون من هبة الصوت الأزلي بالحرية الحقيقية، وبالعدالة الحقيقية.. أيها الخائفون.. من الصاروخ، من كورنيت، من ضغط قذيفة لا تعرف طريقاً الا الى الأرض التي بُورك حولها .. أيها الخائفون من الجرح.. ورائحة النزف، وأريج الجهاد.

هذه هي آياتنا والبينات، نحن جعلنا للغد دشمة أمل.. نحن من جعلنا خطاً من القلب الى القلب، لم تعد مزارع شبعنا وربما معه القرى السبع مجرد حكاية. لم تعد فلسطين مجرد شعار وموسم خطابات، ها هي تنتقل من دنيا الحكايات الى الواقع الحقيقي، وعلى السياسيين الجوالين، وعلى المثقفين المتحولين .. صار لزاما ً ووجوباً أن يقفوا على حد الصراط. ها هي تنتقل من دنيا الحكايات إلى الواقع القوي.. و صار لزاماً على القلب، لم تعد فلسطين مجرد شعار.. إما مع المقاومة أو ضدها!

في هذا الزمن الصعب أو الرديء ترسم المقاومة معادلتها بشكل قوي ومدهش؛ إما أن تكون معها، أو أنك امين للتلموديين، إما أن تكون مع فلسطين، وإما أنت عار تماماً .. لا محل للوسط ولا للون الرمادي، لأنه السقوط النهائي، إلى أعمق قعر الهاوية..

فلسطين هي الفيصل.. وإلا فإنك مدان ومرتد وعميل.. ومنحاز ومن سلالة من خان غرناطة وسلمها ملك قشتالة ، وجلس وصار يبكي كالأطفال . (هذا ما لنا عودة اليه)


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل