"شهرُ الأحداث السّاخنة".. من اوكرانيا الى المنطقة! ـ ماجدة الحاج

السبت 29 نيسان , 2023 09:22 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بضربات غير مسبوقة، آثرت موسكو استباق الهجوم المضاد الذي تستعدّ له كييف وتمرير رسالة حادّة "الى من يعنيهم الأمر" عن طبيعة الرّد الروسي المرتقب على هذا الهجوم.. ففيما تركّزت الهجمات الصّاروخيّة العنيفة على اهداف عسكريّة في كييف ليل الخميس-الجمعة هي الأضخم منذ مطلع شهر آذارالفائت-كما في مدن  اوكرانيّة اخرى، كانت طائرات "لانسيت" بدون طيّار الإنتحاريّة تسدّد "مقتلة"  في انظمة دفاع جوّي اوكرانيّة من طراز "اس300 " و "بوك" كما تدمير نظام  الدفاع الجوّي الالماني"جيبارد" لأول مرّة منذ بداية المواجهة.. ولتُتوَّج هذه  الضربات بالتزامن بأخرى بدت الأقسى ونُفّذت باحتراف شديد، وكمنت باستهداف  مقرّ اجتماع قادة عسكريين اوكرانيين وضباط "رفيعي  المستوى"من حلف الناتو في مقاطعة نيكولايف اودت بحياة حوالي 20 ضابطا لم تحدّد وكالة نوفوستي التي نقلت الخبر جنسيّاتهم، فيما ذكرت تقارير روسيّة انّ العدد الأكبر من القتلى هم اميركيّون وبريطانيّون.. 

هي رسالة ناريّة حطّت سريعا في اروقة حلف "الناتو" في وقت يضع هذا الحلف برأس حربته الأميركية، كلّ امكاناته اللوجستيّة والاستخباريّة لتنفيذ الهجوم  المضاد المرتقب، وحيث "تستميت" الولايات المتحدة لإنجاحه وإلحاق هزيمة  بروسيا -رغم تشكيك عدد من مسؤوليها وقادتها العسكريين، ونبّهت كييف بأنّ " مسألة تقديم المزيد من الدّعم لها تعتمد على نجاح الهجوم المضاد"..ويُعقّب العقيد الروسي ميخائيل خوداريونوك على الخطّة التي وضعتها الولايات المتحدة للهجوم الاوكراني المضاد المرتقب بقوله" إنّ الأخيرة لا يمكنها تحمّل انتكاسة في هذا الهجوم لأنها تعني ضربة قوية لأسلحتها ومعدّاتها وخططها العسكرية  واساليب تدريب القوّات..ولذلك فإنّ التعويل الاميركي والغربي على ضرورة نجاح الهجوم المرتقب، ينطلق من ثمن الخسارة الباهظ"-بحسب اشارته. 

وعليه، باتت كييف تحت ضغوط قصوى لإنجاح الهجوم المضاد مهما كلّف الأمر.. صحيفة " الفاينانشال تايمز" الأميركية ذكرت انّ عديد القوات التي جهّزتها كييف لهذا الهجوم قد يصل الى 40 الفا، فيما رجّح قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني  بريغوجين، ان يتراوح عديد هذه القوات بين 200 الى 400 الف جندي، وسط مشاركة كتيبة " آزوف" الاوكرانية" التي سيكون لها دور مهم في الهجوم الاوكراني المضاد"-وفق ما صرّح قائدها المؤقت بوغدان كروتيفيتش، معلنا انّ هذا الدور يكمن بالاستيلاء على مدن روسية صغيرة من اجل ممارسة الضّغط على موسكو، ولافتا الى انّ القيادة الاوكرانية حدّدت كتيبته التي انضمّت اليها مؤخرا وحدات اخرى من الحرس الوطني للبلاد، كواحدة من اصل 6 كتائب هجوميّة. 

وفيما اعلن ميخائيل بودولياك-مستشار الرئيس الاوكراني" انّ كييف لديها الحق في تدمير كل شيء في شبه جزيرة القرم ودونباس، ملمّحا الى عزم ضرب  الاراضي الروسية، كانت صحيفة "واشنطن بوست" قد اعلنت في وقت سابق،  "انّ اوكرانيا خطّطت فعليّا لضرب الاراضي الروسيّة في 24 شباط-فبراير الماضي لكنها اجّلت الهجمات بإيعاز من واشنطن، كاشفة انّ كيريل بودانوف -رئيس  المخابرات العسكرية، امر احد ضباطه بالاستعداد لتنفيذ ضربات شاملة وعنيفة في هذا التاريخ على موسكو ونوفوروسيسك.. فهل تمّ  تأجيل هذه الضربات الى يوم 9 ايار القادم؟-ذكرى النّصر الروسي على النازية-كما توقع اندريه كلينتسيفيتش، مدير مركز دراسات النزاعات العسكرية والسياسية، والذي وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بالأمس "اليوم المقدّس بالنسبة لروسيا"؟ 

باعتقاد كلينتسيفيتش، وردا على احتمال ان تهاجم القوات الاوكرانية شبه جزيرة القرم،" انّ الهجوم سيحدث بالتأكيد لأنّ سمعة الولايات المتحدة على المحك، وإلحاق الهزيمة بروسيا هي اولوية الان"، مرجحا "ان يقوم العدو يوم 9 ايار باستفزاز كبير عبر دخوله عمق اراضينا" ، الا انه اكد انّ الاوامر تقضي بالقضاء على المهاجمين جميعا".. هذا قبل ان يمرّر نائب رئيس مجلس الامن الروسي  ديمتري مدفيديف تحذيرا " من العيار الثقيل" الى الرئيس الاوكراني فولوديمير  زيلينسكي ردّا على قول الاخير " إنّ الهجوم المضاد سيسمح لاوكرانيا باستعادة شبه جزيرة القرم".. حيث توعّد مدفيديف ليس فقط" بتدمير شامل للأفراد والمعدّات العسكرية خلال الهجوم"، بل ايضا ب "الإطاحة بالشخصيات الرئيسية في النظام الاوكراني مهما كان موقعها"! 

هذا فيما المح خبراء ومحللون عسكريون روس، الى انّ ردّ روسيا-اذا ما تجاوز حلف الناتو الخطوط الحمر بشكل خطير، قد يتجاوز حدود "الحلبة الاوكرانية"، وقد تكون بولندا اولى الجهات المقصودة، فيما توقف اخرون عند "الرسائل  التحذيرية" التي مرّرتها موسكو الى واشنطن من البوابة السورية، "فأكثر من مرّة حلّقت المقاتلات الروسيّة فوق القواعد العسكرية الاميركية في شهر اذار-مارس الماضي، من دون اغفال الهجمات العنيفة التي استهدفتها "بضوء اخضر روسي"-بحسب ما لفتت تقارير غربية، قبل ان تكشف مجلة "سبيس فورس اير" الاميركية، انّ القوّات الروسية استهدفت طائرة اميركية في سوريا بصاروخ  ارض-جو بشهر نوفمبر العام الماضي، وصنّفت الحادثة ب"الرسالة الروسية  التحذيرية للقوات الاميركية هناك". 

وعلى ابواب شهر ايار-حيث يرجح دبلوماسيّون غربيون ان يحمل في طيّاته مفاجآت واحداث كبرى" قد تتجاوز الحدود الاوكرانية الى المنطقة، سيّما انّ مسؤولين كبار في الكيان "الاسرائيلي" تحدثوا عن "عملية عسكرية كبرى خلال الاسابيع القادمة"، وارجعوا السبب الابرز لهذه العملية الى "حاجة بنيامين نتنياهو الماسّة لعمل عسكري في هذا التوقيت رغم المحاذير الكثيرة، وضمنا عدم جاهزيّة جيشه لأي حرب اذا ما انزلقت نحو مواجهة اقليمية تصطدم فيها "اسرائيل" بخطر "وحدة الساحات"، من دون اغفال عدم استطاعتها القيام بأي عمل عسكري من دون مساعدة الولايات المتحدة "الغارقة حتى اذنيها بمقارعة روسيا في اوكرانيا"! 

في المقابل، ثمّة من تحدّث عن عزم تل ابيب اللجوء الى "عملية اغتيال قد تطال شخصية قيادية فلسطينية كبيرة خارج الحدود".. وهو ما نبّه منه استباقيا الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة، حيث حذّر "اسرائيل" من مغبّة استهداف اي شخصية قيادية فلسطينية او غيرها على الاراضي اللبنانية..  

شخصيّة صحافية لبنانية مخضرمة لم تستبعد "حدثا امنيا كبيرا" قد يكون قريبا، وتوقفت عند الحراك غير المسبوق بين اركان محور المقاومة والذي بدا لافتا في هذا التوقيت.. واذ لم تغفل انّ بنيامين نتنياهو الذي اصبح مصيره السياسي بأكمله على المحك، ما قد يدفعه للمبادرة الى بعثرة الاوراق وقلب الطاولة في المنطقة على قاعدة "عليّ وعلى اعدائي"، ألمحت الى قرار كبير اُنجزت تفاصيله الاخيرة في لبنان.."ربطا بتطوّرات مرتقبة "هامّة جدا" في فلسطين المحتلة"!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل