هل تكون فتنة النازحين..بديلاً عن الحرب! ـ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 25 نيسان , 2023 09:55 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يبدو ان المخطط الأميركي_الإسرائيلي ضد المقاومة في لبنان يتجه لإشعال الفتنة الداخلية بين النازحين السوريين واللبنانيين بشكل عام، مع التوجيه نحو اهل المقاومة، كبديل عن الحرب المباشرة نتيجة توازن الردع بين المقاومة والعدو الإسرائيلي من جهة، ونتيجة الوضع الداخلي المأزوم في الكيان الصهيوني الذي يعيش ازمة سياسية معقدة بالتلازم مع وضع امني غير مستقر بسبب العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة والقدس من جهة ثانية ، والتي اربكت الاحتلال وتشاغله على مدى أشهر وكان لها تأثيرها الأمني والسياسي والنفسي والاقتصادي. وتحاول اميركا والغرب استثمار النزوح السوري في لبنان بعدما موّلته طوال سنوات ولازالت عبر المساعدات المالية والغذائية والطبية وفرض تعليم الطلاب السوريين على الحكومة اللبنانية بحيث صارت الدولة اللبنانية ووزاراتها تأكل فتات المساعدات الدولية للنازحين فيكون "الجمل" للنازحين "واذنه" للبنانيين ليسكتوا وينفذوا ما تأمرهم به مفوضية اللاجئين..!

كان بعض اللبنانيين يمارسون العنصرية ضد السوريين تاريخيا  ،خصوصا  بعض القوى المسيحية  التي عادت وانقلبت على مفاهيمها وسلوكياتها وأدبياتها ودعمت وحمت النزوح السوري بناء لطلب الاميركيين وبعض العرب ضمن الحرب على سورية واسقاط الرئيس بشار الأسد...وبعض اللبنانيين يؤيدون كلاميا النزوح السوري لكنهم حموا مناطقهم ولم يسمحوا لأي نازح سوري ان يقيم فيها ..!

اللافت للانتباه ان المناطق الشيعية هي الوحيدة التي لم يسكن النازحون السوريون فيها بالخيم والمخيمات بل بالشقق والبيوت .. ولم يتعرّض لهم احد ويعملون ويقبضون اجورهم دون أي اعتراض او تضييق ..بالتلازم مع وجود المخيمات الكبرى في مناطق من يدعون نصرتهم ..ويستغلون وجودهم للمتاجرة وسرقة المساعدات وامور أخرى .. حان موعد قطاف الدعم الأميركي والغربي للنازحين...بإشعال الفتنة مع اللبنانيين ثم توجيههم نحو المقاومة وأهلها بناء لتعبئة مذهبية  ، بالتلازم مع تعبئة النازحين عن مسؤولية المقاومة في تهجيرهم وقتلهم نتيجة قتالها في سوريا ضد الجماعات التكفيرية ومساعدة الجيش السوري في حربه من اجل وحدة سورية وعدم تفتيتها وتقسيمها او تحويلها الى ساحة مفتوحة على المعارك كما هي حال ليبيا الآن..

بدأت ارهاصات ومؤشرات مخطط الفتنة الذي يسير بخطى متسارعة منظمة وبإدارة خارجية وداخلية ذكية بالتلازم مع صمت واهمال من قوى المقاومة والحكومة يثير الاستهجان والخوف ..من منطلق تسخيف الأمور وتبسيطها او الاعتقاد بالقدرة على إطفاء الفتنة بلحظات ..وهذا مغاير للوقائع والإمكانيات، فالفتنة ليست معركة مع جماعة مسلحة في محور او جبهة يمكن اقتحامها واسقاطها ..الحرب الداخلية صعبة ومكلفة ولا يمكن الحسم فيها ..خصوصا  اذا اشترك فيها العدو الإسرائيلي وعملاؤه وحلفاؤه وادواته وتم تأمين الغطاء السياسي والمذهبي للفتنة كما يجري الآن في خلدة التي يحاول رعاة الفتنة تحويلها من حادث فردي موضعي ولحظي الى قضية وطنية عامة تشترك فيها كل الطوائف والقوى السياسية ماعدا الشيعة .استكمالا لشيطنتهم واستدراج المقاومة للتعامل مع مجموعات محلية سخيفة وغير مقروءة تكون واجهة لقوى خلفية وقفازات لأيدي متعددة الجنسيات.

المشروع الفتنوي يتقدم بخطى سريعة والأدوات الاسرائيلية من المعارضة السورية بدأت بالتحرك ..وستتلقف الجهات الدولية تحركات النازحين المنظمة التي ستتحرك تحت تأثير تهديد من لا يشارك فيها بحرمانه من المساعدات الدولية أي ان التحركات والاعتصامات مموّلة دوليا وعربيا ..وحتى الحماية الذاتية وتامين السلاح في مرحلة لاحقة...

لا بد من المبادرة لاحتواء مشروع الفتنة والتمييز بين النازحين والعمال والتجار الأبرياء من الفتنة (وهم الأغلبية) والخلايا التخريبية والمموّلة خارجيا بأسماء جديدة من بقايا خلايا "داعش" وبعض الخلايا الفلسطينية واللبنانية... والتي سيتم استحداث أسماء وتنظيمات جديدة لها وسيكون لها قادة ميدانيون من بعض الميليشيات اللبنانية والفلسطينية...مع توجيه وإدارة لأجهزة المخابرات المتعددة الجنسيات وفي مقدمتها الموساد الإسرائيلي... الانتظار حتى تشتعل الفتنة سيكون مكلفا اكثر .. والتحرك لاحتواء النار اقل كلفة واكثر حصاداً..


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل