أقلام الثبات
"ثورة" تكفيرية قامت على الكذب والتمويل الخارجي
مئات آلاف المرتزقة الإرهابيين والتكفيريين من العرب والأجانب الذين شاركوا في الحرب على الدولة الوطنية السورية بين 2011 و2015 فقط، وربما هذا الرقم يكون قد تضعف في المراحل اللاحقة من استهداف سورية، فيما بلغ عدد الدول التي أرسلت أو جاءت منها "جحافل" الإرهابيين أكثر من 93 دولة (انظر موقع الثبات 30 آذار ـ 2023).
لقد كثرت شعارات "ثورة" قطع الرؤوس وأكلة الأكباد في الحرب الاستعمارية التكفيرية الرجعية على سورية، ونتذكر هنا تصريح رئيس الحكومة القطرية السابق حمد بن جاسم الذي قال في حديث تلفزيوني: (( كان التركيز على تحرير سورية (لم يحدد من من) لكن اختلفنا على الفريسة، ثم هربت، ونحن نختلف حولها، والآن قتل الآلاف في سورية، وبشار لا يزال موجوداً..حسناً فليبقى في الحكم، لا مانع لدينا، ليس لدينا ثأر معه بل كان صديقاً لنا))، ليخلص إلى القول: ((تهاوشنا على سورية والصيدة فلتت))، وفي حديث مع جريدة كويتية في نيسان 2022 كشف حمد أنه في بداية الأحداث في سوريا، شُكلت لجنة خماسية مؤلفة من السعودية، قطر، الأردن، تركيا، وأميركا، بهدف الدخول إلى سوريا وإسقاط النظام فيها والسيطرة عليها. وأنه بعد مدة، تم تعيين الامير بندر بن سلطان رئيساً لجهاز المخابرات السعودي، فصار بالتالي هو المعني عن إدارة الموقف. فأصبح القطريون خلف الخط، وصار الخط الأمامي تحت الإدارة السعودية، التي طلب بندر بن سلطان من أجل تحقيق الانتصار بها، ميزانية 2000 مليار دولار. وأضاف بن جاسم بأنه تم تشكيل ميزانية ضخمة، ليتصرف بها بن سلطان.
حمد بن جاسم: 2000 مليار دولار خصصت لإدارة الحرب على سورية
ومن الوثائق الصادمة: التنسيق القطري مع برنارد هنري ليفي، لأوسع تدمير في العالم العربي بحيث لا يقتصر الأمر على ليبيا، بل أن يمتد نحو مصر وسورية والسودان بالإضافة إلى العراق.
لقد استعملت في الحرب على الدولة الوطنية السورية كل الأساليب والوسائل القذرة، وخصوصاً على المستوى الإعلامي، حيث جهزت استديوهات فيها حدائق عامة وساحات وأمكنة تكاد تكون طبق الأصل عن دمشق وحلب والعديد من المدن السورية لفبركة أخبار كاذبة عن التطورات.
والإعلام السافل حاول أن يصور الحرب الإرهابية التكفيرية على سورية بأنها ثورة من أجل الحرية، بينما هي في الحقيقة حرب إخوانية تكفيرية، بشعارات أطلقت: "العلوي ع التابوت" و"المسيحي ع بيروت"، وذبح كل من لا يدفع الجزية من غير المسلمين، والهدف الحقيقي لذلك كان تأديب سورية، وتفكيكها وإذلال جيشها بسبب دورها في هزيمة العدو في لبنان عام 2000، وهزيمته في حرب تموز 2006.
لقد حاول الإعلام السافل والساقط منذ بداية الحرب على سورية، أن يصور الاعتداءات المسلحة على المراكز الأمنية في درعا، وقنص رجال الأمن بأنه ثورة، وأكدت الوقائع أن السلاح كان مكدساً في عدد من مساجد درعا قبل آذار 2011. وكشف جريمة جسر الشغور في إدلب في حزيران 2011 ما يحضر لسورية حيث تم ذبح 123 ضابطاً سورياً والتمثيل بجثثهم في الشوارع، فانكشفت عندها حقيقة هذه الحرب وانفضحت أكذوبة سلمية ثورة أولاد الأفاعي .
تتعدد أكاذيب "سلمية" "الثورة"، ومنها: قصة حمزة الخطيب، حيث اعترفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية على غلافها في كانون الأول 2018م بفضيحة مدوية هزت عالم الصحافة في ألمانيا حول من كان يعتبر أفضل مراسل ومحرر يعمل لديها والحائز على عدة جوائز صحافية، المدعو “كلاس ريلوتيوس”، حيث اكتشفت أنه كان يؤلف القصص والتقارير حول سوريا وينسجها كلياً من مخيلته منذ بداية الثورة، ولا سيما قصص أطفال درعا وشعاراتهم المزعومة على الجدران .
يضاف إلى ذلك كذبة استعمال السلاح الكيماوي ضد المدنيين .. ربما تكون المسرحيات الهزيلة في الغوطة الشرقية وفي خان شيخون هي أكبر وأحقر كذبة على الإطلاق في هذه الثورة الملعونة ولكنها أتفهها وأسخفها في ذات الوقت، حيث كانت تحدث دائماً في كل مرة عشية زيارة وفد دولي للوقوف على أحداث العنف في سوريا، بينما أثبتت التحقيقات أن منظمة الخوذ البيضاء، أي ذئاب جبهة النصرة في ثياب الحملان، هي التي فبركت هذه المسرحيات الغبية، ولكن بإخراج وهابي سمج يدلل على ضحالة مستوى الذكاء لدى إعلام الصحراء .