الثبات ـ عربي
في مثل هذا اليوم قبل 57 عاما قتل الرئيس العراقي عبد السلام عارف وكان يبلغ من العمر 45 عاما في تحطم طائرة مروحية في البصرة مع 8 من مرافقيه.
وقعت هذه الحادثة المميتة، الوحيدة من نوعها لمسؤول عربي على هذا المستوى، في 13 أبريل 1966 بجنوب البلاد.
في ذلك اليوم، استقل المشير عبد السلام عارف، وهو ثاني رئيس للجمهورية العراقية طائرة مروحية صحبة شخصيات مسؤولة من بينها، وزير الداخلية اللواء عبد اللطيف الدراجي، ووزير الصناعة مصطفى عبد الله طه، ومحافظ منطقة البصرة محمد ندى مطر الحياني.
المروحية أقلعت مساء ذلك اليوم من ملعب مدينة القرنة في محافظة البصرة، وكانت متوجهة إلى مطار البصرة.
تعرضت المروحية التي تقل الرئيس العراقي ومرافقيه على عاصفة رملية مفاجئة تسببت، بحسب إحدى الروايات، في ارتباك قائد المروحية مما أدى إلى استدارة الطائرة مرتين متتاليتين قبل اصطدامها بالأرض وانفجارها، ما تسبب في مقتل جميع ركابها وعددهم 11 شخصا.
بسبب الظروف المضطربة في العراق في ذلك الوقت، لا تزال هذه الحادثة توصف بأنها غامضة، ويميل البعض إلى ترجيح أنها من حوادث الاغتيالات السياسية، على الرغم من عدم وجود أي دليل يدعم مثل هذه الفرضية.
عبد السلام عارف كان تولى رئاسة العراق بين عامي 1963 – 1966، وكان صاحب دور كبير في الثورة التي أطاحت بالملكية الهاشمية في 14 يوليو 1958.
قاد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف الانقلاب الذي أطاح بالنظام الملكي الهاشمي في العراق في 14 يوليو، وتولى عبد الكريم قاسم الذي اشتهر فيما بعد بلقب الزعيم رئاسة الجمهورية الوليدة، وعين عارف، مساعده الرئيس، نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية ونائبا لقائد العام للقوات المسلحة.
كان عبد السلام عارف يرتبط بعلاقة صداقة وثيقة مع عبد الكريم قاسم منذ أيام الدراسة في الكلية الحربية. وقد كانا عضوين في تنظيم الضباط الأحرار، وشاركا معا في حرب فلسطين عام 1984، وكانا على اتصال دائم.
بعد وصولها إلى السلطة بدأ الخلاف يدب بينهما بسبب تباين مواقفهما السياسية، وتصاعدت حدته ليصل إلى مرحلة صراع مكشوف، انتهت جولته الأولى بانتصار عبد الكريم قاسم، وإقالة عبد السلام عارف من مناصبه في 12 سبتمبر 1958، وتعيينه سفيرا في بون.
عبد السلام عارف رفض تولي هذا المنصب، وجرى اعتقاله حين عاد إلى بغداد في 4 نوفمبر 1958، واتهم بالتآمر على الدولة، وحكم عليه بالإعدام في فبراير 1959، إلا أن قاسم أصدر عفوا عنه وأطلق سراحه في نوفمبر 1961.
بعد عامين أطاح انقلاب بعبد الكريم قاسم، وكان ذلك في 8 فبراير 1963، وتولى عبد السلام عارف رئاسة مجلس قيادة الثورة في العراق، ثم رئاسة الجمهورية.
فسد الود تماما بين الصديقين ورفيقي السلاح القديمين. توسل عبد الكريم قاسم من عبد السلام عارف أن يبقي على حياته، وأن ينفيه بدلا من إعدامه، مذكرا إياه بأنه حفظ عليه حياته قبل عامين.
رواية تقول إن عبد السلام عارف بالمقابل اشترط أن يشهد عبد الكريم قاسم تحت القسم بالقرآن، بأن عارف هو الزعيم الحقيقي لانقلاب عام 1958. عبد الكريم قاسم رفض الشرط، وكان أن أعدم.
بعد مقتل عبد السلام عارف في تحطم الطائرة المروحية التي كانت تقله وآخرين عام 1966، تولى شقيقه عبد الرحمن عارف رئاسة البلاد لمدة عامين قبل أن يجبر بالقوة على التنحي ومغادرة البلاد.
طويت تلك الصفحات من تاريخ العراق، ومرت مياه كثيرة بدجلة والفرات، إلى يوم 13 ديسمبر عام 2004. في ذلك اليوم قتلت سناء، ابنة عبد السلام عارف، وزوجها بالرصاص على يد مجهولين في منزلهما في بغداد، واختطف ابنهما رفل البالغ من العمر 22 عاما، قبل أن يقتل.