حرب... ام تحضير للحرب؟ ـ د. نسيب حطيط

الأحد 09 نيسان , 2023 11:59 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تعيش المنطقة حالة توتر قصوى ...تنذر بانزلاق الأطراف المتصارعة الى حرب شاملة على كل الجبهات كمرحلة أولى...ثم تتلاقى مع الحرب الأوكرانية الروسية لتنتقل لمرحلة الحرب الشاملة على مستوى اكثر من جغرافيا خارج الإقليم ..لتصل الى حرب "ميني_عالمية" او "عالمية" ...

بعد "غزوة الحجاب".. ضد الجمهورية الإسلامية التي مسّت بالثوابت العقائدية غير السياسية والعسكرية بإيران..بعنوان الحرب على "الرأس" لمحور المقاومة بعد مشاغلة اطرافه بما عرف "بالربيع العربي" في سوريا ولبنان والعراق واليمن وفلسطين ..والذي انتج دمارا وقتلا لكنه لم يحقق التجزئة والتفتيت الرسمي ولم يحقق الانتصار...فكان البديل اسقاط "القائد_والرأس".. لحسم المعركة...

لم تكن غزوة الحجاب بسيطة وعادية ...بل كانت خطرة ومفصلية واستطاعت ايران احتوائها ..دون الغاء مقوماتها التي لازالت تحت الرماد... بعد هذا التصعيد الخطير اتخذت الجمهورية الإسلامية القرار بالبدء بالهجوم المعاكس على ثلاثة محاور:

- التهدئة والاستيعاب في الساحة الداخلية والمعالجة الناعمة...

- التخلص من أعباء الخلافات والخصومات الإقليمية والمذهبية...والتوجه للمصالحة مع السعودية الذي يستتبعه مصالحات على مستوى الخليج والمنطقة.

- البدء بسياسة الردع الميداني للعدو الإسرائيلي...والتحضير للحرب (اذا اقتضى الأمر ذلك) أنجزت ايران الخطتين الأولى والثانية .

وبدأت بالمناورة التكتية على المستوى الميداني بتجربة "وحدة الساحات"...كتحذير للعدو الإسرائيلي وردعه من أي حماقة واعتداء كبير خاصة على ايران ومفاعلاتها النووية ..وردع لأميركا للتوقف عن العبث بالساحة الداخلية الإيرانية..

استفادت ايران من الانشغال الأوروبي والأميركي بالحرب الأوكرانية ..بمواجهة الروس واستفادت من تقاطع المصالح مع الصين التي تتحضر لإنجاز مشروعها الاستراتيجي الاقتصادي لطريق الحرير الذي يفرض عليها الانخراط بالعمل السياسي وحتى العسكري لتأمين امان طريق الحرير ..وبما ان الصينيين درسوا جغرافيا المنطقة وعقائدها والقوى المؤثرة والمتناحرة الرئيسة كقطبي نزاع. (السعودية ممثلة للإسلام السني السياسي والمذهبي...وايران ممثلة الإسلام الشيعي السياسي والمذهبي) مع قوتهما الاستراتيجية الاقتصادية خصوصاً...فقد بادرت للدخول للمنطقة من بوابة مصالحة الطرفين...

ما تعيشه المنطقة الآن هو التحضير للحرب كمرحلة ردع ...وتحذير...لكن يمكن في أي لحظة ان تقع الحرب دون مقدمات .بعد تحقيق ثلاثة أمور:

- المصالحة السعودية- الإيرانية .بشكل اكبر واعمق ..

- انهاء الحرب اليمنية –السعودية (لتأمين مشاركة الأخوة اليمنيين) في الحرب خاصة البحر الأحمر.

- نجاح التجارب الميدانية ومناورات اطلاق الصواريخ من جبهات متعددة حتى الخلفية (العراق وايران) هذه الخطوات تحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر تقريبا...فالحرب يمكن ان تكون في أواخر حزيران ..الا اذا اندلعت بشكل مفاجئ كما حدث في حرب تموز عام 2006..او تأخير اجتياح عام 1982...او يمكن ان التحضير للحرب ..يثبت ستاتيكو ميداني ..طويل المدى .. التحضيرات للحرب ممتازة .. فيها خاصرة رخوة غير مأمونة هي جبهة غزة ..التي نخاف ان تسكت تحت الضغط القطري والمصري.. وتنسحب من المعركة ...ويخسر محور المقاومة ..الورقة الفلسطينية الداخلية ...

بطبيعة الحال لن يسكت المحور الأميركي الإسرائيلي ..وسيبادر الى إعادة اشعال الداخل السوري ..ضد الدولة السورية ...بالإضافة الى عمليات الاغتيال المركزية المؤثرة ... اشهر ساخنة وخطرة ..لا بد من تحضير البيئة الحاضنة للمقاومة اقتصاديا ومعيشيا (خاصة في لبنان) بالتلازم مع التحضير العسكري لتستطيع الصمود في وسط الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الأميركي القاتل ... الاسرائيليون والأميركيون ..يعملون على تأخير الحرب بسبب مشاكلهما الداخلية على المستوى السياسي والمؤسساتي، وسيحاولون زعزعة وتفجير الاتفاق السعودي – الإيراني، بالإضافة ان أي حرب ستخسر إسرائيل واردات الغاز من حقل "كاريش" وستخسر أوروبا امدادات الغاز التي تحتاجها بعد قطع امدادات الغاز الروسية .. نهزأ بالاحتلال ..لكن علينا عدم الاستهزاء بقدراته...حتى لا نقع في فخ الخطأ بالحسابات...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل