الثبات - مقالات
جدد حياتك
كيفَ نُزِيلُ أسبابَ القَلَق
الشيخ محمد غزالي
كلما استمسك المرء بعُرى الاستقامة واستكشف الحق فيما يعرض له من مسائل اليوم والغد فإنَّه يكون أدنى إلى التوفيق؛ إذ الخط المستقيم أقرب مسافة بين نقطتين، وصاحبه أبعد عن التخبّط في شتى المنحنيات والمنعرجات، على أنَّ الاهتداء إلى الحق والثبات على صراطه يحتاج إلى جهد ودأب، ويحتاج كذلك إلى استلهام طويل من عناية الله، وقد كان رسول الله إذا حزَبَهُ أمرٌ جَنحَ إلى الصلاة يضمُّ إلى عزيمته وَجَلَده حَوْل الله وطَوْله.
وقد يخبط المرء في الدنيا خبْطَ عَشواء، وقد يصحبه "خداع النظر" في تقديره للحقائق المحيطة به، ومعنى التصوُّر الغلط للأشياء أن ينتقل المرء من ضلال إلى ضلال، وألَّا يحسن السلوك بإزاء أيِّ واجب يناط به أو أزمة يقف أمامها.
والله عزَّ وجلَّ نهى الإنسان عن الشرود وراء الأوهام والتخمينات فقال: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، فليستخدم الإنسان فكره وحواسَّه في تعرُّف ما حوله، وليقرَّر خطَّة سيره بعيداُ عن الظنون والتخرُّصات.
بقي أن نتعلم الخطوات الثلاث التي يجب اتخاذها لتحليل مشكلة ما والقضاء عليها، وهذه الخُطُوات هي:
1-استخلص الحقائق.
2-حلِّل هذه الحقائق.
3-اتخذ قراراً حاسماً ثم اعمل بمقتضى هذا القرار.
لا مناص من اتخاذ هذه الخطوات إذا كان علينا أن نحلَّ المشكلات التي تُعيينا، والتي تحيل أيامنا وليالينا جحيماً لا يطاق.