الثبات - مقالات
جدد حياتك
كيفَ نُزِيلُ أسبابَ القَلَق؟
الشيخ محمد غزالي
لا أعرف مظلوماً تواطأ الناس على هضمه، وزهدوا في إنصافه كالحقيقة!!
ما أقلَّ عارفيها، وما أقل في أولئك العارفين من يقدِّرها ويُغالي بها ويعيش لها!!
إنَّ الأوهام والظنون هي التي تمرح في جنبات الأرض، وتغدو وتروح بين الألوف المؤلفة من الناس، ولو ذهبت تبحث عن الحق في أغلب ما ترى وتسمع لأعياك طِلابه.
هناك ألوف الصحف والإذاعات تموج بها الدنيا صباحاً ومساءً، لو غلغلتَ النَّظر فيما ينطقها ما وجدت إلَّا حقاً قليلاً يكتنفه باطل كثيف، حقاً يبوق في خفوت كانَّه توشك أن تنطفئ في أعماء الليل.
في مجال العقيدة كم دين قامَ على إشاعة كاذبة أو خرافة سمجة، وفي ميدان السياسة كم هوىً جعله الجَوْر عدلاً، وقوَّة أحالت الخير شرّاً، ولهذا قال الله لنبيه ولكلِّ معتصمٍ بالصدق في مجتمع طافحٍ بالزَّيغ:
{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}
{ إِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}
{ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}
وجديرٌ بالإنسان في عالم استوحش فيه الحق على هذا النحو أن يجتهد في تحرَّيه، وان يلتزم الأخذ به، وأن يرجع إليه كلما بعدَّته التيارات، ولعلَّ هذا هو السر في أنَّ الله طلب إلى كل مؤمن ان يسأله الهدى، وكلَّفه ألَّا يسام من تكرار هذا السؤال حيناً بعد حين.