اميركا تغطي فشلها الاخلاقي باكاذيب بحرية وفضائية ـ يونس عودة

الأربعاء 15 شباط , 2023 08:42 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بينما العالم منشغل في كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريه , وانكشاف الكذب الاميركي في ابشع صوره اللاأخلاقية تجاه سوريه , تكشفت مسؤولية ودور الولايات المتحدة عن تفجير " خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم "خط السيل الشمالي 1و2"التي تمتد من روسيا إلى أوروبا في عملية هدفها منع اي الاوروبيين من التعامل مع روسيا من جهة , وتسويقها للغاز الاميركي , باسعار مضاعفة لاوروبا لاخضاع قياداتها كليا للارادة الاميركية من جهة ثانية .

لقد فضح الصحافي الاميركي سيمور هيرش المعروف بدقة معلوماته , وهو الذي كان كشف مجزرة سجن ابو غريب في العراق التي ارتكبتها القوات الاميركية عن سابق اصرار,العمل إلارهابي الدولي في بحر البلطيق وفق خطة محكمةو ضمن عملية سرية أمر بها البيت الأبيض، ونفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA).

ويؤكد هيرش الصحافي الحائز على جائزة بوليتزر أن غواصين أميركيين استخدموا تدريبات عسكرية لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في المنطقة غطاء، وزرعوا ألغاما على طول خطوط الأنابيب الروسية وفجروها لاحقا عن بعد. وكتب هيرش في تقرير مطول مستقيا معلوماته من احد الحاضرين في الاجتماع الذي اتخذ فيه قرار التفجير , فقد العملية نفذت بسرية تامة تحت غطاء تدريبات حلف شمال الأطلسي التي أعلن عنها في صيف العام الماضي والمعروفة باسم "عمليات البلطيق 22″، وأجريت في حزيران الفائت قبالة السواحل الألمانية.

وقال إن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن تفجير خطوط الأنابيب الروسية جاء بعد أكثر من 9 أشهر من التخطيط السري مع أجهزة الأمن القومي الأميركية، مشيرا إلى أنه "طوال ذلك الوقت لم يكن الأمر يتعلق كيف ينبغي القيام بتلك المهمة، بل حول سبل إنجازها، دون ترك دليل يشير إلى الجهة المسؤولة عنها".

لم تجرؤ التحقيقات التي اجرتها السويد والدانمارك والمانيا بشكل منفصل على توجيه اصابع الاتهام الى الجهة الفاعلة , رغم يقينها بان الاستخبارات الاميركية ضالعة حتى اذنيها في الاعتداء الترهيبي رغم الأضرار التي لحقت بخطوط الأنابيب الروسية, وجزمها في الوقت عينه , بان العملية الارهابية كانت نتيجة عمل متعمد،مع تأكيد السويد وجود آثار متفجرات على الأنابيب التي تعرضت للتخريب. و مثل هذه الهجمات تشكل "سابقة خطيرة".

بالطبع حاولت الولايات المتحدة المطالبة بتوضيح موقفها من التهمة ,التنصل من الجريمة ,بوصفها : "هذه كذبة مفبركة وخرافة كاملة".الا ان عضو البرلمان الأوروبي، غونار بيك، اعلن على الملآ أن الولايات المتحدة، فجرت خطوط أنابيب "السيل الشمالي"، لمنع نشوء تعاون اقتصادي بين روسيا وألمانيا.وأن الولايات المتحدة، تسعى بشتى السبل، لكسر العلاقات الروسية الألمانية، مشيرا إلى أن الدول الغربية غير معنية بإجراء تحقيق مفتوح وشفاف في التخريب الذي استهدف خطوط أنابيب "السيل الشمالي"، ويكشف مزاعمهم القائلة أن روسيا هي من قامت بتفجيرها, ورغم ان روسيا دعت الى اجراء تحقيق واضح مع استعدادها للمشاركة في التحقيق.

وفي هذا السياق قال الدبلوماسي الالماني غونار بيك،ان العديد من الدبلوماسيين الأمير كيين، برروا رفضهم للعلاقات الروسية الألمانية، بأنها نابعة من دوافع أمنية واستراتيجية، مشيرا إلى أن الضغوطات الأميركية على ألمانيا دفعتها لإطاعة أوامر واشنطن في النهاية.رغم ان المانيا هي المستفيد الاكبر من خط السيل الشمالي ان "سوء سلوك السياسيين الغربيين معروف جيدا، كما وصف وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وهم يعوّلون كثيرا على منع أي تقارب جديد بين ألمانيا وروسيا".

وأشار إلى أنه من أجل منع تعزيز الاتحاد بين روسيا وألمانيا، بما في ذلك في مجال الطاقة، تم في مياه النرويج تفجير أنابيب "السيل الشمالي" الروسية لضخ الغاز إلى ألمانيا.وإن الغرب يسعى بكل جهده لمنع تقارب ألمانيا وروسيا، نظرا لأن تحالفهما له أهمية كبرى بسبب قوتهما ونفوذهما العالمي الكبير في الماضي والحاضر. لم تحتمل الولايات المتحدة الفضيحة العالمية الجديدة , ليس فقط امام الجمهور الاوروبي المدجن بنسبة عالية ,بل أن صورتها البشعة ظهرت ايضا امام شعوبها المروضة , فلجأت الى تغطية انكشاف الجريمة , باثارة الهلع من المناطيد التي بدأت صينية , وانتهت بان مصدرها مخلوقات فضائية , رغم ان المنطاد الاول , اقرت الصين بانه لها , وانه للرصد الجوي , وتلك المناطيد تستخدم منذ نحو خمسين عاما واكثر , وكذلك فان مناطيد الولايات المتحدة تطير فوق الصين , واقمارها الصناعية تتجسس على العالم كله , بما فيها الحلفاء في الناتو , ومعروفت فضيحة التجسس على القادة الاوروبيين , وابرزها المستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل .

قد يكون لتثمير حركة المناطيد الصينية في السياسة والدفاع له اثر هام مع استخدام الاثر النفسي . فلأول مرة منذ فترة طويلة جدًا، تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف الدفاع، وليس الهجوم، والاستجابة لمبادرة العدو، وليس فرض مبادرتها. لقد أثبتت المناطيد على ارتفاعات عالية أنها أداة فاعلة جدا للضغط على الولايات المتحدة، وفي الوقت الحالي، بلا عقاب تقريبًا.

ان حفلة الكذب الاميركي سرعان ما اقرت بها الادارة الاميركية , مع اعلان الصين على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، بانه "منذ العام الماضي وحده، عبرت المناطيد الأميرك.ية على ارتفاعات عالية بشكل غير قانوني المجال الجوي الصيني أكثر من عشر مرات دون موافقة السلطات الصينية ذات الصلة, وسرعان ما نشرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، : "إن أي ادعاء بأن الحكومة الأميركية تستخدم مناطيد تجسس فوق جمهورية الصين الشعبية، هو خاطئ".

في ذروة الجدل الاميركي الصيني , خرج أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، بتصريح لاحتواء الرأي العام , واعادة ترويضه , باعتباره "أن ظاهرة البالونات المجهولة في سماء الولايات المتحدة، مؤشر على تكثيف أنشطة الاستخبارات الروسية والصينية ضد دول الحلف وأن تكثيف روسيا والصين أنشطتهما الاستخباراتية، يعتبر دافعا قويا للولايات المتحدة، لتكثيف دفاعاتها، ورفع يقظتها".الا ان المستغرب ما اعلنه قائد القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية (نوراد)، الجنرال غلين دي فان هيرك، بان تلك الاجسام ربما من خارج كوكب الارض: و"أترك استيضاح الأمر لمجتمع الاستخبارات ومجتمع مكافحة التجسس. لا أستبعد أي شيء". وقال إن هناك سببا لاستخدام كلمة "أجسام" لوصف الظاهرة، موضحا أن تلك الأجسام تختلف عن المنطاد الصيني الذي أسقط قبالة ساحل كارولينا الجنوبية، والذي "كان من الواضح أنه منطاد"،و "هذه أجسام.

لست قادرا على تحديد كيفية بقائها في الجو. قد يكون هناك بالون غاز داخل الهيكل، أو قد يكون هناك نوع من نظام الدفع. لكن من الواضح أنها قادرة على البقاء عاليا في الجو". وأضاف أن تلك الأجسام متشابهة في الحجم وسرعة الحركة ، لكن الخبير في العقل الاميركي وخريج الاستخبارات الأمركية السابق إدوارد سنودن، اعتبر أن الذعر الذي تثيره واشنطن حول إسقاط المناطيد فوق الأراضي الأميركية والكندية، هدفه صرف الأنظار عن قضايا أخرى.وكتب سنودن "هذه ليست مخلوقات فضائية. أتمنى لو كانت مخلوقات فضائية، لكنها ليست مخلوقات فضائية".وتابع: "هذا هو الذعر المفتعل، أمر مزعج جذاب يضمن تكليف كافة المراسلين المختصين بالأمن القومي بالتحقيق في الهراء المتعلق بالمناطيد بدلا من الميزانيات أو التفجيرات مثل "السيل الشمالي".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل