الثبات - مقالات
معجزة القرآن الكريم (3)
حفظ القرأن وتطبيقه
الشيخ المفسِّر محمد متولي الشعرواي
معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل اختلافاً آخر، فكل رسول كانت له معجزة وكتاب ومنهج، معجزة موسى العصا ومنهجه التوراة، معجزة عيسى الطب ومنهجه الانجيل، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزته هي عين منهجه، ليظل المنهج محروساً بالمعجزة وتظل المعجزة محروسة بالمنهج، وهنا فقد كانت الكتب السابقة للقرآن داخلة في نطاف التكليف، بمعنى أنَّ الله سبحانه وتعالى يكلف عباده بالمحافظة على هذه الكتب.
ماذا حدث عندما كلف الله عباده بالمحافظة على هذه الكتنب؟
نسوا حظاً مما ذكروا به، أي أنهم نسوا ما ذكرهم الله سبحانه وتعالى به، وما لم ينسوه حرفوه.
أما القرآن الكريم أنزل الله سبحانه وتعالى في حفظه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، لماذا؟
لأنَّ القرآن معجزة وكونه معجزة لابدَّ أن يبقى بهذا النص وإلَّا ضاع الإعجاز، ولأنَّ الله جري عباده في الحفاظ على الكتب السابقة فلم يحفظوها وهربوها.
وهنا نلاحظ أنّهناك خطين:
-حفظ القرآن الكريم من التحريف: وهو حاصل محفوظ من الله سبحانه وتعالى، ونلاحظ زيادته مع مرور الزمن.
-تطبيق القرآن الكريم والعمل بتعاليمه: هي مهمة العباد، ونلاحظ أنَّه يضعف كلما مر الزمان.